أرباح الشركات الأمريكية تنتعش.. هل تستمر لبعد الانتخابات؟
استقبل العديد من المستثمرين بداية موسم نتائج الأعمال الأخير للشركات الأمريكية بفرح وسعادة.
جاء ذلك بعد تذبذب قصير في النصف الأول من العام الماضي، ارتفعت أرباح الشركات الأمريكية الكبرى في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بشكل مطرد في كل ربع لاحق. وهذا الربع من المتوقع أن تنمو فيه أرباح الشركات كذلك بأكثر من 4%.
ووفقا لتقرير نشرته مجلة الإيكونوميست، دفع المستثمرون مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى الارتفاع بنسبة 23% هذا العام، وهو أقوى أداء له منذ عام 1997.
وفي وقت سابق، قدّم جيمي ديمون، رئيس بنك جيه بي مورغان تشيس تحذيرا بأن الجغرافيا السياسية والديون الحكومية المتصاعدة تشكل تهديداً خطيراً للاقتصاد. ورغم ذلك لم يؤثر هذا على المستثمرين خاصة بعدما تجاوزت أكبر خمس شركات مدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بالفعل هذه التوقعات لدى إعلان نتائجها.
- سهم تسلا يقفز 19% بدعم الأرباح القوية.. 30% نموا في مبيعات 2025
- السبب الحقيقي لانهيار أسهم إنفيديا.. «الأرباح» بريئة
انخفاض أسعار الفائدة
ومع انخفاض أسعار الفائدة، فإن المزيد من الشركات ستعمل على زيادة الإقراض وجمع رسوم مجزية. وفي غولدمان ساكس على سبيل المثال، ارتفعت عائدات الخدمات المصرفية الاستثمارية في الربع الأخير بنحو خمسة أضعاف على أساس سنوي، وهو ما يزيد على ضعف ما كان متوقعاً.
وقد حظيت الشركات الأمريكية بدعم جزئي من الأرباح المتزايدة بين عمالقة التكنولوجيا، التي لم تعلن بعد عن نتائجها للربع الحالي.
ومن المتوقع أن تشكل شركة إنفيديا، المستفيد الأكبر من طفرة الذكاء الاصطناعي، 13% من إجمالي نمو الأرباح في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 هذا العام. وإذا تمت إضافة هذه النسبة بجانب الستة الكبار الآخرين (من بين السبع الرائعين - أكبر شركات تكنولوجية) فإن هذا الرقم يرتفع إلى 62%.
ويراهن المستثمرون الآن على أن ثراء الأرباح في أمريكا سيصبح أكثر تقاسمًا حيث من المتوقع أن تنمو الأرباح في شركات مؤشر ستاندرد آند بورز 500 العام المقبل بنسبة 13%. كما يتداول مؤشر راسل 2000 للشركات المدرجة الأصغر حجمًا مع توقعات إيجابية تشير إلى أن المستثمرين متفائلون ليس فقط بشأن آفاق الشركات العملاقة في أمريكا ولكن أيضًا بشأن شركاتها المتوسطة.
الأرباح وخفض الفائدة
وكانت الأرباح في ارتفاع لمدة 40 عامًا وفي ورقة بحثية نُشرت العام الماضي، أظهر مايكل سموليانسكي، الباحث في بنك الاحتياطي الفيدرالي، أن تسارع نمو أرباح أمريكا من عام 1989 إلى عام 2019 كان "بشكل كامل بسبب انخفاض أسعار الفائدة وضريبة الشركات". وهذا يشير إلى أن آفاق أرباح الشركات ستتوقف على قرارات محافظي البنوك المركزية والسياسيين. ومنذ بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة في عام 2022، تم حماية الشركات الأمريكية الكبرى من ارتفاع تكاليف التمويل، وحمايتها بأرصدة نقدية عالية وسندات طويلة الأجل تدفع فائدة منخفضة وثابتة.
وتدين الشركات الأمريكية بسندات بقيمة 2.5 تريليون دولار مستحقة قبل نهاية عام 2027 منها 840 مليار دولار مستحقة على الشركات غير المالية في مؤشر ستاندرد آند بورز 500.
والمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب، الذي قام خلال رئاسته الأولى، بخفض معدل ضريبة الشركات القانوني من 35% إلى 21%. وعد هذه المرة بخفضه أكثر، ربما إلى 15%. وسيكون هذا بمثابة دفعة كبيرة للأرباح، إذ إن كل انخفاض بنسبة مئوية في المعدل القانوني يرفع أرباح ستاندرد آند بورز 500 بنحو 1%، حسب تقدير المحللين في غولدمان ساكس. ومع ذلك، يجب أن يؤخذ في الحسبان المخاطر التي يفرضها ترامب على المدى الأبعد. فقد يؤثر وعده بفرض تعريفات جمركية باهظة - على بعض الشركات والقطاعات.
ولن تشكل رئاسة كامالا هاريس مثل هذه التهديدات الكابوسية. لكنها لن تمنح الشركات تخفيضات ضريبية وسوف تقوم هاريس بإحباط عمليات الاندماج التي تضخ الأرباح بين الشركات الأمريكية الكبرى وقد تسعى حتى إلى تفكيك بعضها.
والأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لأرباب العمل هو أنها اقترحت رفع معدل الضريبة على الشركات إلى 28%. وسوف تحتاج هاريس إلى أغلبية في كلا المجلسين لتحقيق ذلك، وهو الأمر الذي تشير استطلاعات الرأي اليوم إلى أنه غير مرجح.
aXA6IDE4LjExOC4yMDAuOTUg جزيرة ام اند امز