"الناتو" يستقبل وزير دفاع أمريكا بـ"ترضية مالية"
"الناتو" أعلن زيادة نفقات الدفاع للحلفاء الأوروبيين وكندا بنسبة 3,8%" خلال العام 2016، بفارق "أكبر بكثير" من التوقعات
يزور وزير الدفاع الأمريكي الجديد، جيمس ماتيس، الأربعاء، مقر حلف شمال الأطلسي للمرة الأولى، وسط آمال أوروبية بأن يتراجع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن تصريحاته التي مالت نحو التخلي عن الحلف إذا لم يزد الشركاء الأوروبيون حصتهم المالية في نفقاته.
وقال دبلوماسي أوروبي عشية اجتماع وزراء دفاع دول الحلف الـ28 الأربعاء والخميس في بروكسل: "بعد أشهر من الغموض والترقب حيال الإدارة الأمريكية الجديدة التي وجهت إشارات متعارضة إلى حد ما، من المهم أن يكون لدينا الآن بعض الوضوح".
وشعرت ألمانيا ودول أوروبية أخرى بالقلق عندما اتهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أثناء حملته الانتخابية بقية أعضاء "الناتو" بالتقاعس عن دفع الأموال، ووصف الحلف في وقت سابق بأنه "عفا عليه الزمن"، في إشارة فهم منها البعض أنها تهديد مبطن لأوروبا التي تعاني قلقاً من النشاط الروسي في شرق أوروبا وبعض دول الشرق الأوسط.
وسارعت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير ليين، خلال زيارتها الأسبوع الماضي لواشنطن إلى إرضاء إدارة ترامب قائلة: "أعتقد أنه مطلب عادل (زيادة أوروبا حصتها في دفع النفقات)... إذا كنا نريد التغلب على الأزمات سويّا في العالم، أعني مكافحة الإرهاب، وأن نضع أيضاً التحالف على أرض صلبة فعلى الجميع دفع حصتهم".
وبمناسبة أول زيارة لوزير من إدارة ترامب للحلف، سيكون إسهام الحلفاء في مكافحة الإرهاب لا سيما في الشرق الأوسط، في صلب المحادثات، وقد خصصت لهذا الموضوع جلسة عمل بعد ظهر الأربعاء.
وقال الأمين العام للحلف الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الثلاثاء إن زيارة ماتيس ستشكل "مناسبة للبحث بشكل مفصّل أكثر" في الطلبات الأمريكية، مؤكدا ثقته في "الالتزام القوي" من جانب الولايات المتحدة حيال الحلف.
أما بالنسبة إلى المسالة الثانية التي تتصدر الأولويات حاليا، وهي مستوى الإنفاق العسكري للحلفاء الأوروبيين والذي يعتبره ترامب غير كاف، فاستبق ستولتنبرغ الزيارة معلنا عن "زيادة نفقات الدفاع للحلفاء الأوروبيين وكندا بنسبة 3,8%" خلال العام 2016، بفارق "أكبر بكثير" من التوقعات.
وخلال حملته الانتخابية سُئل ترامب ماذا يفعل لو اعتدت روسيا على دولة عضو بـ"الناتو"، فأجاب في تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنه لن يقدم المساعدة العسكرية لها إلا إذا "سددت التزاماتها نحونا".
وشدد ستوتلتنبرغ على أن "نفقات الدفاع وتقاسم الأعباء هما على رأس أولوياتنا".
ولا يزال الجدل حول هذه المسألة في بداياته، إذ إن مسألة "تقاسم الأعباء" ستكون في طليعة الملفات المطروحة للبحث خلال قمة الحلف الأطلسي المقرر عقدها في نهاية مايو/آيار في بروكسل بمشاركة ترامب.
ومن المتوقع أن تحدد دول الحلف الـ28 الخميس في بروكسل مستوى مشاركتها في القوات المتعددة الجنسيات الأربع التي يجري نشرها حاليا عند أبواب روسيا، في وقت تعتمد موسكو موقفا ينظر إليه على أنه ينطوي على تهديد منذ اندلاع الازمة الأوكرانية عام 2014.
ووزير الخارجية الأمريكي الجديد، الجنرال السابق في المارينز، من أهم القادة العسكريين في الحلف الأطلسي إذ كان بين 2007 و2009 على رأس "قيادة التحويل العليا الحليفة" في نورفولك بالولايات المتحدة.
وحلف "الناتو" هو تحالف سياسي وعسكري تأسس عام 1949 في ذروة الصراع والتنافس بين أوروبا والولايات المتحدة من ناحية، والاتحاد السوفيتي السابق من ناحية أخرى.
وكان يهدف إلى حماية المصالح الغربية من النفوذ والتمدد السوفيتي، إضافة إلى دعم مصالح الأعضاء المشتركة في أنحاء العالم.
وبموجب معاهدة الدفاع المشترك فإن المهمة الأساسية للحلف كانت حماية دول أوروبا الشرقية من السوفيت، ولكن حين انهار الاتحاد السوفيتي، تراوحت مهام الناتو بين مجابهة تنظيم القاعدة، إلى مكافحة الاتجار بالبشر واعتراض اللاجئين في البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى مواجهة النشاط الروسي في شرق أوروبا وبعض المناطق الأخرى في العالم إذا ما أضرت بمصالح الدول الأعضاء.
وتنص المادة رقم 5، التي تنص على أن أي هجوم على أي عضو هو هجوم على دول الحلف كافة، وفق تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية يناير/كانون الثاني الماضي.
والحلف لا يملك جيشاً خاصاً به، ولكن يعتمد على مساهمات قوات الدول الأعضاء.
ويوجد للولايات المتحدة حوالي 4000 من جنود الجيش الأمريكي في بولندا ودول البلطيق، وعشرات الآلاف من الجنود الجاهزين للتدخل خلال 48 ساعة، لدعم أعضاء حلف الناتو، وإرسال رسالة واضحة لروسيا.