الأغاني في الانتخابات الأمريكية.. الرقص على وتر الأصوات
يلجأ السياسيون إلى الموسيقى في محاولة لتشجيع الناخبين على الإدلاء بأصواتهم وأيضا لإيصال رسائل معينة إليهم، وتعكس الأغاني التي يتم بثها خلال الحملات شخصية كل مرشح.
ففي التجمعات الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يرفض فكرة الخسارة، كثيرا ما تبث أغنية "نحن الأبطال" لفرقة "كوين" و"فخور بأن أكون أمريكيا" للمغني لي غرينوود.
أما في التجمعات الانتخابية للمرشح الديمقراطي جو بايدن، فكثيرا ما يتم بث أغنية "الأبطال" للمغني ديفيد بوي أو "نحن الشعب" لفرقة ستابل سينغرز.
وتبث الأغاني الحماسة في نفوس الناخبين للخروج والإدلاء بأصواتهم في انتخابات يعتبر كل صوت فيه مكسبا للمرشح.
وبحسب موقع "شير أمريكا" فإنه لطالما ارتبطت الموسيقى بالسياسة ارتباطًا وثيقًا على مر تاريخ الولايات المتحدة، حيث يعود تاريخ الأغاني التي تروج للمرشحين (أو تهجو منافسيهم) إلى أكثر من 200 عام.
وقال الموقع إن مثل تلك الأغاني تعكس في كثير من الأحيان الطبيعة المؤلمة التي تتسم بها الحملات الانتخابية في أمريكا، والتي وصفها ستيوارت إيزنستات، مدير الشؤون الداخلية السابق في البيت الأبيض للرئيس جيمي كارتر، ذات مرة بأنها "شؤون صعبة ومتعثرة.. مع عدد قليل من قواعد القتال".
ولكن الأغاني لا تقتصر على شحذ الهمم وإنما قد تذهب إلى حد السخرية من المرشح المنافس.
ففي السباق الرئاسي الذي شهده العام 1800 على سبيل المثال ــ والذي واجه فيه جون آدامز، الرئيس الأمريكي الثاني، خليفته في نهاية المطاف، توماس جيفرسون ــ تضمنت الحملتان أغان تسخر من المرشح المنافس.
جون تروتمان، أمين قسم الموسيقى بالمتحف الوطني للتاريخ الأمريكي التابع لمؤسسة سميثسونيان، قال إن أغاني الحملات الانتخابية "يمكن أن تعمل على حشد المؤيدين في الفعاليات، وكذلك على توجيه دفة موضوعات الحملة الانتخابية، فهي يمكن أن تثير مجموعة من المشاعر والاستجابات العاطفية – من التوق إلى التغيير للحنين للعودة إلى ماض غالبًا ما يتم تخيله".
ولكن تروتمان لفت إلى أنه "في حين أن الأغاني يمكن أن تحشد المؤيدين، فإنها يمكن أيضًا أن تثير الجدل عندما يستخدمها مرشح لا يدعمه الفنان الموسيقي".
وفي هذا السياق، ذكر موقع "شير أمريكا"، أن "المثال الكلاسيكي على ذلك هو اعتماد حملة رونالد ريجان في العام 1984 لأغنية بروس سبرينغستين وعنوانها (لقد ولدتُ في الولايات المتحدة الأمريكية)".
سبرينغستين كتب كلمات الأغنية، إلى حدٍ ما كقصيدة لقدامى المحاربين في حرب فيتنام الذين شعروا بالمعاناة بعد عودتهم إلى الوطن، بحسب تروتمان.
ومضى في حديثه: "ومع ذلك، فإن صفات النشيد الوطني لأغنية (لقد ولدتُ في الولايات المتحدة”)، والمقاطع الدرامية المتكررة فيها أمدت العديد من المستمعين بمشاعر الاعتزاز والفخر، بدلا من الشعور بالخيانة التي شعر بها محاربون قدامى لعدم الترحيب بهم بحرارة عند رجوعهم إلى الوطن".
واستدرك تروتمان: "عبقرية الأغنية، بالطبع، هي أنها يمكن أن تعني كلا الأمرين في آن واحد، وقد أدى اعتمادها من قِبل الحملة إلى نقاشات ثقافية واجتماعية وسياسية مهمة، وهذه المناقشات، يمكن أن تكون في النهاية جزءًا لا يتجزأ من نجاح ديمقراطيتنا،مثل خطابات الحملات الانتخابية".
يذكر أن بعض المغنين يشاركون في تجمعات انتخابية لإبراز دعمهم لأحد المرشحين أو أنهم يعلنون صراحة انتقادهم لاستخدام أحد المرشحين إحدى أغانيهم في مهرجانات انتخابية.
وقد شهدت الأسابيع الأخيرة اعتراضات من قبل مغنين على استخدام مرشحين لأغانيهم.
وبالمقابل فإن ثمة مجموعات أمريكية تستخدم الأغاني لحث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم بغض النظر عن المرشحين باعتبار ذلك حقا لهم.
aXA6IDMuMTIuMzYuNDUg جزيرة ام اند امز