سباق البيت الأبيض.. «حجر» يحرك مياه الأزمة الأوكرانية
يعد وجود استراتيجية للنصر أمرا ضروريا للفوز بالحرب كما أن الحرب الدفاعية تمثل مسارا بطيئا للغاية للفوز.
ففي عام 2022، فشلت خطة روسيا الأولية للاستيلاء على كييف، ومن غير المرجح أن ينجح نهجها الحالي القائم على استنزاف أوكرانيا، في المقابل، افتقر الهجوم الأوكراني المضاد في 2023 إلى القوات والموارد والتكتيكات اللازمة لتحقيق نصر حاسم وهذا الصيف تسبب التوغل الأوكراني في كورسك الروسية ببعض الفوضى لكنه لن يقود كييف إلى النصر.
ولإنهاء الحرب قريبا وبشروط مواتية لها، ستحتاج أوكرانيا إلى شن هجوم جديد في 2025 لكن سيتعين عليها إقناع الداعمين الغربيين المترددين بزيادة دعمهم المادي وهو ما يتطلب استراتيجية عسكرية واقعية تتضمن أهدافا واضحة، وفقا لما ذكرته مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية.
ولتجنب احتمال انتصار روسيا في النهاية من خلال حرب استنزاف، ينبغي لاستراتيجية أوكرانيا أن تهدف إلى الحفاظ على الدفاعات، وإلحاق خسائر ثابتة في ساحة المعركة، وتوسيع السيطرة الإقليمية في اتجاه واحد على الأقل وإذا نجحت هذه الخطة فقد تضطر موسكو لقبول التفاوض بحلول نهاية صيف عام 2025.
ويحتاج كل هذا إلى دعم غربي وهو الأمر الذي يتوقف على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وإذا فازت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي، فإن إدارتها ستحافظ على الأقل على دعم إدارة الرئيس جو بايدن لكييف وسيدعم حلف شمال الأطلسي "الناتو" والولايات المتحدة هجومًا أوكرانيًا جديدًا في 2025.
وعلى مدى العامين ونصف الماضيين، قامت الولايات المتحدة باستثمارات كبيرة في قطاع الدفاع، كما عززت أوروبا جهودها،، وخصصت 23 دولة في الناتو 2٪ من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي، ووسعت القارة إنتاجها من الأسلحة.
ويمكن أن تقرر إدارة هاريس المحتملة أن المزيد من الدعم لأوكرانيا هو أمر ضروري لزيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإنهاء الصراع لكن الحصول على هذا الدعم يفرض على كييف تحقيق انتصارات صغيرة لكنها ذات مغزى.
في المقابل، سيكون فوز الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب ومرشحه لمنصب النائب السيناتور جيه دي فانس أمرا بالغ الخطورة على أوكرانيا لأنهما سيقودان إدارة انعزالية ستؤدي إلى توقف الدعم الأمريكي لكييف والانسحاب من الأمن الأوروبي، وتقديم مبادرات ودية لروسيا وإظهار العداء للناتو والحلفاء التقليديين.
وفي أسوأ الأحوال، قد تتسبب سياسة ترامب في تحول الحرب إلى صراع أوسع نطاقا، وبالتالي فإنه يتعين على كييف وشركائها الأوروبيين التخطيط من الآن لتعزيز التعاون الأمني وهو الأمر الذي قد يخفف من وطأة عودة الرئيس السابق التي ستجعل احتمالات تحقيق كييف لنصر حاسم تتضاءل.
ستكون أوكرانيا محظوظة إذا فازت هاريس لكن هذا وحده لن يضمن النصر حيث يتعين على كييف بناء استراتيجية للفوز ويتعين عليها خلال الأشهر القليلة المقبلة، أن تركز على صد الهجمات الروسية وأيضا بناء القدرة العسكرية اللازمة لشن هجوم في 2025.