ترامب في البيت الأبيض.. حذر بالشارع العراقي لهذه الأسباب
ينظر العراقيون بـ"حذر بالغ" لفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بمصير بلادهم في أي تصعيد محتمل بين واشنطن وطهران.
وأرجع عراقيون في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، هذا الحذر والتحسب في الشارع العراقي، إلى وجود العشرات من الجماعات المسلحة والمليشيات الموالية لإيران في البلاد، ما يجعلها عرضة لعمليات مسلحة ومسرحاً للمواجهة المحتملة بين الولايات المتحدة وإيران.
ويقول محمد حسين البهادلي، وهو طالب في كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد لـ"العين الإخبارية" إنه "نتذكر عندما قتلت واشنطن الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد عام 2020 في ولاية ترامب الأولى، كيف كانت الأوضاع في العراق، إذ بدت وكأن البلاد على شفا حرب واسعة بين الفصائل الشيعية والولايات المتحدة".
وأضاف "باختصار اعتقد أن الأوضاع ستكون سيئة للغاية، إذا قامت إيران بالرد على إسرائيل واستخدمت الأجواء العراقية وشاركت الجماعات العراقية بهذا الصراع".
أوراق قوة
بدوره، قال سعدون جعفر الحسيني لـ"العين الإخبارية"، إن "ترامب يمتلك أوراق ضغط وقوة ضد العراق ويمكنه أن يحرج العراق بورقة الاقتصاد والعقوبات".
وتابع الحسيني، وهو صاحب محل للصرافة في منطقة الكرادة وسط بغداد: "نعاني من اقتصاد متأزم على وقع تصاعد التوترات الإقليمية وارتفاع أسعار العملات الأجنبية، خاصة الدولار، وتراجع الدينار العراقي بشكل قياسي خلال الأيام الأخيرة".
ويبدي الحسيني تخوفه من "مآلات المواجهة الحالية بين إيران وإسرائيل واحتمال وقوع حرب إقليمية من شأنها أن تفاقم بشكل غير مسبوق الأزمة الاقتصادية في العراق".
"تحت تأثير إيراني"
بدوره، قال سعيد جعفر العامري، وهو خبير اقتصادي، لـ"العين الإخبارية"، أ=إن "ارتفاع أسعار العملات الأجنبية يصبح طبيعياً عندما تشهد الجغرافيا السياسية في المنطقة توترات ومخاوف من احتمال اندلاع حرب".
العامري قال "علينا أن ننتظر مواقف ترامب الذي أعلن بعد فوزه أنه سيسعى لإيقاف الحروب والتوترات في المنطقة، لكن العراق بسبب التدخلات الإيرانية سيكون تحت تأثير أي توترات تحدث بين طهران وواشنطن".
وأضاف "يتذكر الجميع أنه عندما تم قصف قاعدة عين الأسد في العراق من قبل الحرس الثوري عام 2020 بعد اغتيال قاسم سليماني، كانت الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران مستعدة للدخول في مواجهة عسكرية".
وأوضح أن ترامب قال في حينه إنه سيجبر العراقيين على دفع تكاليف الخسائر التي تعرضت لها القاعدة.
وقال العامري إنه "على الحكومة العراقية وصناع القرار التمسك بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة التي لها اليد الطولى في العالم، ويجب ألا ندير ظهرنا للولايات المتحدة من أجل مصالح إيران التي تتفاوض مع واشنطن بشكل خفي وسري من أجل اقتصادها وأوضاع شعبها ونظامها".
وأضاف أن "العراق ارتاح من الحروب والمواجهات قبل سنوات قليلة بعد دحر تنظيم داعش، ولا نريد الدخول في هذه الحروب المشتعلة في المنطقة سواء في غزة أو لبنان".
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xMzYg جزيرة ام اند امز