ماذا يعني فوز ترامب للحرب في غزة ولبنان؟
يعود ترامب إلى البيت الأبيض, في الوقت الذي اشتعل فيه الشرق الأوسط, فهل تمثل عودته رحلة أخرى من التقلبات في السياسة الخارجية؟
الإجابة لدى مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، هي أن الولاية الثانية لترامب سوف تجلب تحديات جديدة، ليس أقلها الحربان اللتان المتواصلتان في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
واليوم الأربعاء، أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، على الرغم من عدم إعلان النتائج رسميا.
فخلال حملته الانتخابية، وعد ترمب بإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنه لم يقدم بعد أي خطة مفصلة، وكذلك خططه لإحلال السلام في الشرق الأوسط غامضة بنفس القدر.
لكن بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في "فورين بوليسي" فإنه ما لم يتم حل حربي إسرائيل مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان بالكامل قبل تنصيب ترامب ــ وهو أمر يبدو غير مرجح ــ فإن إحدى أكثر قضايا السياسة الخارجية إلحاحا على مكتبه ستكون التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط.
وتحدث ترامب عن الحاجة إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وصرح في أغسطس/آب أنه قال لنتنياهو "احصل على نصرك" لأن "القتل يجب أن يتوقف".
والشهر الماضي، أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه إذا انتُخِب، فإنه يريد منه إنهاء حرب إسرائيل في غزة ولبنان بحلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه في يناير/كانون الثاني من العام المقبل. ومع ذلك، من المرجح أن يُسمح باستمرار العمليات المتبقية. وفق صحيفة The Jewish Chronicle
ماذا ستفعل إدارة ترامب مع الشرق الأوسط؟
ومن غير الواضح ما هو الدور، إن وجد، الذي ستلعبه الإدارة الأمريكية المقبلة في محاولة إنهاء هذه الحرب.
وانتقد ترامب دعوة فريق الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن لوقف إطلاق النار، ووصفها بأنها محاولة "لربط يد إسرائيل خلف ظهرها"، واعتبر أن وقف إطلاق النار لن يمنح حماس سوى الوقت لإعادة تجميع صفوفها.
خلال فترة ولايته الأولى، دعم ترامب بلاغيا حل الدولتين لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بينما وضع إبهامه على الميزان، ومنح إسرائيل سلسلة من المنح الدبلوماسية التي طالما سعت إليها مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وخفض التمويل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
كما اعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان واعتبر أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لا تنتهك القانون الدولي.
وكان دور إدارته في التوسط في اتفاقيات إبراهيم - وهي سلسلة من الاتفاقيات الدبلوماسية بين إسرائيل وعدد من الدول العربية - يُنظر إليه على أنه أحد انتصاراته الرئيسية في السياسة الخارجية، في وقت واصلت فيه إدارة بايدن هذه الجهود.
وفي حين كانت علاقة نتنياهو وترامب وطيدة خلال فترة ولايته الأولى، ساءت الأمور بعد أن هنأ الزعيم الإسرائيلي بايدن على فوزه في انتخابات 2020 بعد يوم من إعلان النتيجة، مما أثار غضب المرشح الجمهوري.
كما كانت لهجته تجاه إسرائيل في الأشهر الأخيرة حاسمة في بعض الأحيان، حيث حذر ترامب في أبريل/نيسان من أن البلاد "تخسر حرب العلاقات العامة" في غزة.
وتأتي عودة ترامب إلى البيت الأبيض، أيضا، في وقت يشهد تصعيدا بين إسرائيل وإيران، بعد تبادل للهجمات فيما بينهما.
وفي حين سعت إدارة بايدن إلى تهدئة التوترات، وحثت إسرائيل على عدم ضرب المنشآت النووية والطاقة الإيرانية في موجة أخيرة من الضربات الانتقامية، فمن المرجح أن يكون ترامب أقل حذرا، حيث قال في أكتوبر/تشرين الأول إن تل أبيب يجب أن "تضرب المنشآت النووية أولا وتقلق بشأن الباقي لاحقا".
واتخذت إدارة ترامب الأولى موقفا صارما تجاه إيران، فانسحبت من الاتفاق النووي، وواصلت سياسة "الضغط الأقصى" على طهران، واغتالت قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في غارة جوية في يناير/كانون الثاني 2020.
"القوة العسكرية"
وفي حين سعى ترامب إلى تقليص التدخل العسكري الأمريكي في العراق وأفغانستان، إلا أنه ليس رافضا تماما لاستخدام القوة العسكرية الأمريكية في السعي لتحقيق أهداف واضحة، كما يقول روبرت جرينواي، الذي شغل منصب المدير الأول للشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي لترامب.
وقد يشمل ذلك منع إيران من الانضمام إلى القائمة القصيرة للدول التي تمتلك أسلحة نووية.
وأشار جرينواي إلى أنه "قد يكون الخيار العسكري هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق المتبقي لمنع إيران من تطوير سلاح نووي".