وزير الطاقة الأمريكي: الجميع يجب أن يساعد في خفض تخمة النفط
الهند تقترح تشكيل قوة مهام بشأن الخطوات التالية لمساعدة سوق النفط
أكد وزير الطاقة الأمريكي دان برويليت أن وضع أسواق الطاقة العالمية قاس، بسبب زيادة العرض من النفط وتراجع الطلب بشدة نتيجة تداعيات جائحة كورونا.
وقال برويليت إن جائحة فيروس كورونا والفائض الضخم من معروض النفط خلقا مزيجا قاتلا.
وتراجعت أسعار النفط لأدنى مستوياتها في 20 عاما، إذ أدت تدابير عالمية للحيلولة دون انتشار فيروس كورونا إلى انهيار الطلب على الخام في ذات الوقت الذي ضخت فيه موسكو والرياض مزيدا من النفط.
وأضاف برويليت، في كلمة معدة سلفا لاجتماع افتراضي لوزراء طاقة مجموعة العشرين الجمعة، أن "الوقت حان أن تبحث جميع الدول بجد عن كل ما يمكن لكل منها بذله لعلاج اختلال العرض والطلب".
وتابع: "ندعو جميع الدول لتسخير شتى الأدوات التي تحت تصرفها للمساعدة في تقليص الفائض".
وأعلنت أوبك وروسيا ومنتجون آخرون، في إطار ما يسمى بتحالف أوبك+، خططا أمس الخميس لخفض إنتاج النفط أكثر من الخُمس، لكن قالوا إن اتفاقا نهائيا يعتمد على توقيع المكسيك بعد أن استكثرت التخفيضات المطلوبة منها.
وأجرى رئيسا روسيا وأمريكا اتصالات مع الرئيس المكسيكي لإقناعه بالانضمام لاتفاق تحالف أوبك+ لتخفيض إنتاج النفط لإعادة الاستقرار الذي يتوقف تنفيذه على مشاركة المكسيك.
وأوضح برويليت أن صناعة النفط ببلاده "تتأثر على نحو خطير" من "التراجعات المدمرة بشكل لا يصدق في أسواق النفط".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تتوقع خفضا في الإنتاج يقارب المليوني برميل يوميا بنهاية العام.
وأضاف أن بعض التصورات تذهب إلى انخفاض يصل إلى ثلاثة ملايين برميل يوميا.
كانت إدارة معلومات الطاقة بالولايات المتحدة قالت الخميس إن من المتوقع أن يتراجع إنتاج الخام الأمريكي 470 ألف برميل يوميا وإن الطلب يتجه للنزول نحو 1.3 مليون برميل يوميا في 2020 في ظل تضرر الأسواق من جائحة فيروس كورونا العالمية.
قوة مهام
ومن جهتها قالت وزارة النفط الهندية، في بيان الجمعة، إن وزراء طاقة دول مجموعة العشرين سيقترحون في بيانهم المشترك تشكيل قوة مهام لإسداء المشورة للوزراء فيما يتعلق بالخطوات التالية لتحقيق الاستقرار بأسواق النفط في خضم جائحة فيروس كورونا.
وأبلغ وزير النفط الهندي دارميندرا برادان الاجتماع أنه رغم تهاوي الطلب الهندي على الوقود بسبب الإغلاق الشامل المفروض لاحتواء تفشي الفيروس، فإن الهند ستظل مركزا للطلب العالمي على الطاقة.
وحثت الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، المنتجين على استهداف أسعار "في المتناول" من أجل تعافٍ للطلب يقوده الاستهلاك.
وعبر الوزير عن تقديره لجهود الدول المنتجة للنفط في أوبك وأوبك+ لضبط توازن السوق، وهو ما يعد شرطا ضروريا من أجل الاستدامة في المدى الطويل.
ويجري الرئيس دونالد ترامب ومسؤولون آخرون بالإدارة محادثات مع دول أخرى للمساعدة في تقليص الفائض، في حين تخزن الولايات المتحدة أكبر قدر ممكن من النفط في احتياطياتها البترولية الاستراتيجية لمعالجة حالة تخمة المعروض بالسوق.
وقال برويليت: "سنبحث عن مزيد من الفرص لتخفيف الضرر الواقع على منتجينا.. لكن من مصلحتنا جميعا أن يعود القطاع إلى وضع القوة بما يكفل أن تقود الطاقة النمو الاقتصادي من جديد وتعزز أمننا القومي".
ومن جهته قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الجمعة، إن جهود تخفيف تخمة المعروض النفطي العالمي ينبغي أن تكون "منسقة"، لكنه لم يذكر إن كانت بلاده ستحد من إنتاجها.
وقال ترودو في مؤتمر صحفي يومي: "انتهاج نهج منسق أمر مهم للغاية".
ورحب وزراء طاقة دول مجموعة العشرين باتفاق تحالف أوبك+ لتخفيض النفط وأكدوا أنه ضروري لتحقيق توازن الأسعار في الأسواق في ظل تقلص الطلب الحاد نتيجة تفشي وباء فيروس كورونا.
وتضغط السعودية وروسيا وحلفاؤهما على المكسيك للانضمام إلى اتفاق بشأن تخفيضات جماعية للإنتاج تعادل 10% من الإمدادات العالمية وسيدعون الولايات المتحدة ومنتجين آخرين لخفض 5% أخرى.
وتتصدر خطة خفض تحالف أوبك+ جدول أعمال اجتماع الجمعة المنعقد عن بعد لوزراء طاقة مجموعة العشرين بعد أن توصلت موسكو والرياض ودول أخرى، في إطار مجموعة أوبك+، لاتفاق بعد محادثات مطولة الخميس، لكنه تعثر عندما رفضت المكسيك المبادرة.
وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، الخميس، إن الدول المستوردة للنفط يمكن أن تقدم بعض الدعم الإضافي خلال محادثات اليوم عن طريق الإعلان عن مشتريات إضافية للخام لاحتياطياتها الاستراتيجية.
وتابع: "لكن عندما تمتلئ طاقة التخزين العالمية برا وبحرا بسرعة فائقة، فلن يكون بإمكان الكثير من المستوردين الشراء".
وقال بيرول، في بيان الجمعة، إن لديه الأمل في أن محادثات مجموعة العشرين سوف "تساعد في إعادة بعض الاستقرار الضروري جدا لأسواق النفط".
وبينما كانت تسعى أوبك+ لإتمام اتفاقها على التخفيضات بعد عشر ساعات من المحادثات عن بعد، تحدث ترامب هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين والعاهل السعودي الملك سلمان.
وقال ترامب "أجرينا حوارا كبيرا عن إنتاج النفط وأوبك وبذل الجهود لكي تبلي صناعتنا بلاء حسنا ويتحسن أداء صناعة النفط عما هو عليه الآن".