إعفاء المجر من عقوبات النفط الروسي.. ترامب يمنح حليفه المقرب استثناء لمدة عام
قال مسؤول في البيت الأبيض أمس الجمعة إن الولايات المتحدة منحت المجر إعفاء لمدة عام واحد من العقوبات الأمريكية لاستخدامها النفط والغاز الروسي، وذلك بعد أن ضغط رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان للحصول على استثناء خلال اجتماع ودي مع الرئيس دونالد ترامب.
وكان ترامب قد فرض الشهر الماضي عقوبات متعلقة بأوكرانيا على شركتي النفط الروسيتين لوك أويل وروسنفت، شملت تهديدا بفرض مزيد من العقوبات على كيانات في الدول التي تشتري النفط من هاتين الشركتين.
حليف قديم
والتقى أوربان، وهو حليف قديم لترامب، الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض أمس الجمعة في أول اجتماع ثنائي بينهما منذ عودة الرئيس الجمهوري إلى السلطة، وشرح له سبب حاجة بلاده إلى استخدام النفط الروسي في الوقت الذي يضغط فيه ترامب على أوروبا للتوقف عن ذلك.
وقال أوربان إن المسألة حيوية بالنسبة للمجر وتعهد بتوضيح "العواقب التي سيتحملها الشعب المجري والاقتصاد المجري في حال توقف إمدادات النفط والغاز من روسيا".
وبدا ترامب متفهما لموقف أوربان، رغم أنه يدفع الأوروبيين للابتعاد عن الطاقة الروسية للضغط على موسكو لإنهاء حربها في أوكرانيا.
معجزة أوكرانيا
وقال ترامب "نحن ندرس الأمر، لأن وضعه مختلف تماما في ما يتعلق بالحصول على النفط والغاز من مناطق أخرى... كما تعلمون، هم لا يملكون... ميزة البحر. إنها دولة عظيمة وكبيرة، لكنها بلا منفذ بحري ولا موانئ".
وأضاف: "لكن كثيرا من الدول الأوروبية تشتري النفط والغاز من روسيا منذ سنوات... وقلت: ما قصة ذلك بالضبط؟"
وتعتمد المجر على الطاقة الروسية منذ بداية الصراع في أوكرانيا عام 2022، ما أثار انتقادات من بعض حلفائها في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
كما ناقش الزعيمان أيضا الحرب الروسية مع أوكرانيا.
وقال ترامب الشهر الماضي إنه سيلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة المجرية، ولكن تم تعليق الاجتماع بعد أن رفضت روسيا وقف إطلاق النار.
وقال ترامب أمس الجمعة إن روسيا ببساطة لا تريد وقف القتال. وأضاف: "الخلاف الأساسي هو أنهم لا يريدون التوقف بعد. وأعتقد أنهم سيفعلون ذلك".
وسأل الرئيس أوربان عما إذا كان يعتقد أن أوكرانيا يمكن أن تنتصر في الحرب. وأجاب أوربان "يمكن أن تحدث معجزة".
ملامح "صفقة"
بعد الاجتماع، كتب وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو على موقع "إكس" أن الولايات المتحدة منحت بودابست "استثناء كاملاً وغير محدود من العقوبات على النفط والغاز".
ويمثل هذا القرار من ترامب انتصارًا كبيرًا لأوربان، الذي كان قد قال إن العقوبات ستدمر اقتصاد بلاده.
في المقابل، وافقت المجر على شراء مئات الملايين من الدولارات من الغاز الطبيعي الأمريكي كجزء من الترتيب، ولكن من المحتمل أن يلقى هذا الاتفاق معارضة شديدة في العديد من العواصم الأوروبية، التي عارضت منذ فترة طويلة موقف المجر الودّي تجاه موسكو.
ولطالما كان أوربان حليفًا شخصيًا وسياسيًا مقربًا من ترامب، مكررًا الكثير من خطاب ترامب الشعبوي اليميني حول قضايا الهجرة والقضايا الاجتماعية.
ويبدو أن هذه الولاء قد أكسب رئيس وزراء المجر معاملة خاصة في وقت يواجه فيه انتخابات صعبة في الربيع.
وأوربان، الذي قاوم جهود الاتحاد الأوروبي للضغط على موسكو بشأن أوكرانيا، دافع عن علاقات الطاقة مع روسيا، قائلاً يوم الجمعة إن خطوط الأنابيب ليست "إيديولوجية" ولا "سياسية"، بل هي "واقع مادي" بسبب نقص الموانئ.
لكنه استخدم اعتماد بلاده الكبير على النفط والغاز الروسي كوسيلة للحفاظ على علاقاته الجيدة مع موسكو، وأيضًا كمنصة يأمل أن تساعده في الفوز بإعادة انتخابه في أبريل/ نيسان المقبل، حيث وعد بـ"الطاقة الروسية الرخيصة" للناخبين.
