اللحوم الاصطناعية تشق طريقها إلى موائد الأمريكيين.. أول موافقة رسمية
تشق اللحوم الاصطناعية المستنبتة في المختبرات طريقها لتصبح وجبة رئيسية على موائدة الأمريكيين في المستقبل القريب.
وفي أحدث مؤشر على قرب حدوث هذا الأمر، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "إف دي إيه" لأول مرة على منتج من اللحوم ينمو من خلايا حيوانية للاستهلاك البشري.
ولمن لم يسمع عن لفظ اللحوم المستنبتة فهي لحوم مزروعة في المختبرات وفقا لتقنية جديدة وطموحة للغاية، تسعى للحفاظ على البيئة وتقليل ذبح المواشي، لكن هناك تحديات ترافقها.
طرح منتجات اللحوم المستنبتة
وبموجب تلك الموافقة، سيصبح بإمكان "آبسايد فودز" – وهي الشركة التي تصنع الدجاج واللحوم عن طريق استزراع خلايا الحيوانات الحية – طرح منتجاتها في السوق بمجرد فحصها من قبل وزارة الزراعة الأمريكية.
وأوضحت الإدارة أنها راجعت البيانات الواردة من الشركة وليس لديها المزيد من التساؤلات حول استنتاج الشركة بأن منتجها آمن للبشر.
وأضافت أن الموافقة تنطبق فقط على منتجات "آبسايد"، وأن الإدارة مستعدة للعمل مع شركات أخرى لتطوير أغذية الحيوانات المستزرعة.
وقال مفوض إدارة الغذاء والدواء "روبرت إم.كاليف" و"سوزان ماين" مديرة مركز سلامة الأغذية التابع لـ "إف دي إيه" في بيان: يشهد العالم ثورة غذائية وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية ملتزمة بدعم الابتكار في الإمدادات الغذائية.
اعرف أكثر عن اللحوم المستنبتة
وتعرف هذه النوعية من اللحوم بعدة أسماء مثل اللحوم المزروعة واللحوم المستنبتة، والتي يتم الحصول عليها بأخذ خلايا من حيوانات حية، ثم زرع هذه الخلايا وجعلها تنمو في المختبر لمدة من الزمن.
وتعدّ هذه التقنية، التي تخص جميع أنواع اللحوم بما فيها الدواجن، وكذلك الأسماك، جديدة للغاية، ولم تبدأ سوى قبل تسع سنوات، ولا تزال في طور التجريب، ولم تطرح إلا بشكل جد محدود في أسواق العالم للمستهلكين.
غذاء الغد
ويشير تقرير لموقع "نيوز ميديكال" المتخصص في الأخبار العلمية والطبية، إلى أن هذه اللحوم قد تكون "غذاء الغد"، ولديها الكثير من الإيجابيات، أولها ما يتعلق بالموارد البيئية، فبفضل تصنيعها في مختبرات، لا تحتاج للموارد ذاتها التي تستنزفها اللحوم العادية ومن ذلك أراضي الرعي والعلف والمياه.
وهناك جانب صحي كذلك، فهذه اللحوم مفيدة للجسم بسبب تراجع الجراثيم المعدية فيها مقارنة باللحوم الطبيعية التي تشكل ضررا لعدد من الناس، وخصوصا الجراثيم المعوية والجراثيم التي تنتقل خلال الذبح والحفظ، وكذلك خلوها من الهرمونات التي يتم حقنها للماشية والدواجن والأسماك بغرض إنضاجها بسرعة.
وبفضل تدخل يد متخصصة في تصنيعها، تتوفر هذه اللحوم على قيمة غذائية متوازنة عكس اللحوم الحمراء التي لا ينصح بالإكثار منها. ويمكن في هذا الإطار التحكم بنسبة الدهون الضارة فيها واستبدالها بدهون أخرى مفيدة كأوميغا -3 وإضافة فيتامينات إليها كفيتامين B12.
غير أن هناك تحديات أخرى ترافق هذه اللحوم حسب المصدر ذاته، ومنها غلاء مصل جنين البقر التي يستخدم كوسيط في عملية استنبات لحوم البقر، وكذلك تعارضه مع ما يرفعه النباتيون من ضرورة عدم ذبح الحيوانات، بما أن هذا المصل يؤخذ من الحيوان بعد ذبحه.
كذلك لا توفر هذه اللحوم التنوع الشكلي الذي توفره اللحوم الطبيعية، ومن ذلك الأشكال المفضلة للشواء، وكذلك لم تستطع توفير نفس مذاقها. لكن أكبر تحديين هما غلاؤها الكبير، وثانيا الغموض الذي يرافق أثرها الصحي بعيد المدى على الإنسان، وهناك مخاوف من أن يؤدي استنبات اللحم إلى توليد خلايا معيبة قد توفر بيئة لبعض أنواع السرطانات.
لكن عددا من العلماء متفائلون بهذه اللحوم التي قد تشكل ثورة في طريقة الاستهلاك، وقد تحتاج الأبحاث لمزيد من الوقت حتى الوصول إلى طريقة أكثر أمانا لإنتاج هذه اللحوم، ما سينعكس إيجابا على حياة الإنسان بشكل عام.