الضوء الأخضر الأمريكي لإسرائيل بشأن إيران.. ماذا يعني؟
شكل إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الحصول على ضوء أخضر أمريكي بالتحرك ضد إيران تحولا كبيرا في موقف البلدين.
ولطالما اكتفت إسرائيل في السابق، بالإشارة إلى احتفاظها بحرية التصرف على كل حال، سواء مع الاتفاق أو بدونه، ولكن إعلان بينيت، اليوم الإثنين، الحصول على ضوء أخضر على موقفه هذا من الرئيس الأمريكي جو بايدن، يمثل تحولا في الأحداث.
موقف دفع البعض للتساؤل ماذا يعني؟، وهل يمكن أن يسمح لإسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية تعيد البرنامج النووي الإيراني للوراء، أو على الاقل يوقف تطورها ويبعدها عن هدفها بامتلاك السلاح النووي؟، أم سيجعلها تواصل سياسة إزعاج طهران من الداخل.
بينيت قال في تصريحات صحفية: "لقد أوضحت، وكنت سعيدًا لأنه (بايدن) أوضح أن إسرائيل ستحتفظ بحرية التصرف في كل حالة، وسنحافظ على حريتنا في العمل دون أي صلة بما سيكون، مع أو بدون اتفاق".
وجاءت المكالمة الهاتفية في الوقت الذي عادت فيه فرق التفاوض إلى فيينا لمواصلة الجولة الثامنة من المحادثات غدا الثلاثاء.
وتتفاوض إسرائيل والقوى الدولية، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، للعودة إلى اتفاق عام 2015 الذي تعارض إسرائيل العودة اليه.
ولربما كان إعلان بينيت هو بمثابة رضوخ لعودة أمريكية قريبة للاتفاق مع الاحتفاظ لنفسها بمواصلة الاستعداد لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي.
عودة واشنطن للاتفاق وشيكة
وألمح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولتا، إلى أن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق باتت وشيكة، وقال قبيل مغادرته الثلاثاء إلى واشنطن للقاء نظيره الأمريكي جيك سوليفان: إن" خطر العودة إلى الاتفاق النووي وفقدان الأدوات التي تمتلكها الولايات المتحدة لفرض اتفاقية أطول وأقوى، بات وشيكًا".
وأضاف "علينا الاستعداد لكل سيناريو سواء عودة للاتفاق أم لا"، مشيرا إلى إنه يتوقع أن "يكون عام 2022 عام تغيير فيما يتعلق بالتهديد الإيراني".
وتابع: "سواء كانت هناك عودة للاتفاق النووي أم لا، سيكون 2022 عامًا ستجعلنا فيه محيطنا نعمل بشكل مختلف عما فعلناه حتى الآن، وعلينا الاستعداد، وهناك فرصة حقيقية لعودة إيران إلى الاتفاق النووي".
وقال للوزراء: "إذا تم التوصل إلى اتفاق، يجب أن نواصل علاقاتنا الجيدة رغم الخلاف ونحافظ على حرية إسرائيل في العمل ضد ايران، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فمن المهم الحفاظ على علاقات جيدة مع إدارة بايدن من أجل تنسيق الضغط المستمر على إيران".
نتنياهو يهاجم بينيت
ويواجه بينيت انتقادات داخلية في إسرائيل لفشله في إقناع الولايات المتحدة بعدم العودة إلى الاتفاق مع إيران.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، الإثنين: "إيران تجري مفاوضات متقدمة للعودة إلى الاتفاق النووي، بشكل مثير للدهشة، لم يتم سماع موقف إسرائيل في هذا الشأن ".
وأضاف في كلمة بالكنيست الإسرائيلي: "بينيت لا يقاتل ضد عودة إيران للاتفاق ووزير الخارجية يائير لابيد صامت كالسمكة".
إسرائيل غيرت نهجها تجاه إيران
مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع قال إن "الحكومة غيرت نهج إسرائيل وأهدافها عندما يتعلق الأمر بإيران، ليس فقط من التركيز على التهديد النووي، ولكن أيضا على الإجراءات الأوسع نطاقا، مشيرا إلى أن "حوالي 70٪ من مشاكل إسرائيل تأتي من إيران".
وتابع: "تمول إيران 100٪ من ميزانية حزب الله والجهاد الإسلامي، وحوالي 20٪ من حماس، لقد كانوا قادرين لحوالي 30 عاما على وضع كل هذه العوامل حولنا ومضايقتنا، هدفهم هو جعل حياتنا هنا قصيرة ومريرة ورثة وصعبة. إنهم يريدوننا أن نتعرض للمضايقة والمضايقة. لقد لعبنا في أيديهم".
وقال المسؤول لوسائل الإعلام الإسرائيلية: "نحن في حملة طويلة ومتسقة ومتعددة الأبعاد لإضعاف إيران، يأتي إضعافها أولاً في البعد الاقتصادي من خلال العديد من الإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية والوقائية والسرية والمفتوحة، في مجالات الإنترنت وغيرها."
وأضاف: أن" هدف إسرائيل هو إزعاجهم في الداخل، حتى ينشغلوا بأنفسهم.. يجب أن يضعفوا ويكون لديهم القليل المال والطاقة، وستكون الحملة طويلة ولن تنتهي في غضون عام أو حتى عامين".
وأشار المصدر الإسرائيلي إلى أنه "خلال العقد الماضي، ركزت إسرائيل على محاربة وكلاء إيران في غزة ولبنان، بينما جلس الرعاة في طهران بشكل مريح على بعد ألف كيلومتر".
وأضاف أن "إسرائيل كانت تستثمر بكثافة في هذه الحملة، لقد ورثنا فجوة هائلة هنا، لأنه لم يكن هناك خطة داخلية (ب)، لقد خصصنا مئات الملايين من الشواقل من أجل سد الفجوة الاستخباراتية والعملياتية، نحن نغلق الفجوة بسرعة".
ويمثل هذا الموقف تغييرا في الموقف الإسرائيلي الذي ركز خلال الأشهر الأخيرة على الخيار العسكري.