اختفاء جزيرة أمريكية بسبب إعصار "والاكا"
إعصار من الدرجة الخامسة يغرق جزيرة محمية طبيعية شمال غرب هاواي في المحيط الهادي، ليهدد كائنات بحرية على وشك الانقراض.
اختفت قطعة من الولايات المتحدة من على الخريطة بعد غرق جزيرة مرجانية في هاواي بمياه المحيط الهادي، نتيجة إعصار من الدرجة الخامسة.
وغرقت الجزيرة الشرقية، وهي قطعة نائية من الرمال والحصى اعتلت مجموعة من الشعب المرجانية، بعد مرور إعصار والاكا بها خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والذي يعد ثاني أقوى إعصار مداري موسمي تم تسجيله يضرب وسط المحيط الهادي.
ولم يتصدر إعصار والاكا عناوين الصحف لأنه لم يقترب أبدا من الجزر المأهولة بالسكان، لكن المحمية الطبيعية التي تمتد على مساحة أكثر من مليون ونصف كيلومتر مربع تلقت ضربة مباشرة.
وقالت المحمية البحرية الطبيعية "باباهاناوموكواكيا" في بيان إن "صور الأقمار الصناعية أظهرت تحولات في جزيرة تيرن، بينما يبدو أن الجزيرة الشرقية أصبحت مغمورة بالمياه"، مضيفة: "كلتا الجزيرتين أراض تعيش عليها سلاحف البحر الخضراء وفقمة الراهب المهددين بالانقراض".
وأكد علماء من مركز مراقبة المحمية البحرية الطبيعية "باباهاناوموكواكيا"، وهيئة الحياة البرية والأسماك الأمريكية، والإدارة والوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، اختفاء الجزيرة التي تقع على بعد 550 ميلا شمال غرب هاواي وتبلغ مساحتها 11 فدانا، بعد مقارنة صور أقمار صناعية للمنطقة.
وأعرب عالم المناخ في جامعة هاواي تشيب فليتشر، الذي شارك في رحلة جوية فوق المحمية الطبيعية لتسجيل تأثير إعصار والاكا، عن صدمته عندما تأكد من اختفاء الجزيرة الشرقية، واصفا ما حدث بأنه "صدع آخر في حائط شبكة التنوع البيئي على هذا الكوكب والذي يتم تفكيكه".
وقال فليتشر إن الجزيرة الشرقية كان عمرها بين ألف وألفي عاما، معتبرا أن فقدانها الآن حظ سيئ، مؤكدا أنه كان مع زملائه على متنها في يوليو الماضي لجمع عينات من الرمال والشعب المرجانية للتأكد من عمرها والتنبؤ بمستقبلها المحتمل في وجه تغير المناخ.
وأشار فليتشر إلى أنهم أرادوا مراقبة الجزيرة وهو ما جعلهم مستائين حيال غرقها، لكن على الجانب الآخر تأكد للعلماء أن هذه الجزر في خطر أكبر بكثير مما اعتقدوا مسبقا، موضحا أنهم اعتقدوا أن تستمر تلك الجزر لعقد أو اثنين آخرين لكن يبدو أنها أكثر هشاشة من المتوقع.
ورغم صغر حجم الجزيرة، التي كانت مقرا لمحطة رادار تابعة لخفر السواحل الأمريكي حتى عام 1952، إلا أنها قد لعبت دورا هاما في الحياة البرية، حيث كان يعيش عليها فقمة الراهب الهاواية والتي يبلغ تعدادها 1400 فقط في العالم، كما أنها كانت منزلا لسلاحف البحر الخضراء المهددة بالانقراض.