إسقاط المنطاد الصيني.. ارتجال اللحظات الأخيرة في البنتاغون
يعمد المخططون العسكريون في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إلى التدريب على مواجهة تحديات مفترضة.
لكن على ما يبدو مثل اكتشاف منطاد صيني على ارتفاع عال معضلة لم يسبق استكشافها أو التفكير في التعامل معها، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وفي 28 يناير/كانون الثاني، حلق تهديد جديد وغير متوقع بالأجواء الأمريكية فوق جزر ألوتيان قرب ألاسكا، منطاد ذو ارتفاع عال للغاية، وتعامل المخططون العسكريون الأمريكيون معه باعتباره منطاد تجسس صينيا، وكانوا في حاجة لارتجال استجابة فورية مع الوضع الجديد.
وكان التحدي الأول الذي برز أمام المخططين العسكريين أن البالون يحلق على ارتفاع حوالي 60 ألف قدم، وهو ارتفاع لا يمكن للطائرات اليومية -بما في ذلك بعض مخزون المقاتلات الأمريكية- الوصول إليه.
وعادة ما تكون هذه الارتفاعات العالية للغاية حكرا على الطائرات المتخصصة للغاية مثل طائرة التجسس يو-2، والتي استخدمها البنتاغون لاستكشاف وتصوير البالون أثناء تقييم خياراته.
ورغم أن أنماط الرياح في الفترة التقريبية لرحلة البالون أظهرت تيارات قوية عبر المحيط الأطلسي، مما يدعم الرواية التي قدمتها الصين -وقبلها بعض المحليين الأمريكيين- وهي أن البالون انحرف عن مساره المحدد، كان على المخططين العسكريين التعامل مع القضية التي اكتسبت زخما إعلاميا كبيرا، ومست بسيادة البلاد.
البنتاغون لديه الجواب
وانصب التفكير على ما يبدو في قدرات المقاتلة رابتور إف-22، المقاتلة جو-جو الأولى للجيش الأمريكي، باعتبارها قادرة على الوصول إلى ارتفاع 65 ألف قدم على الأقل، بحسب الشركة المصنعة لها لوكهيد مارتن.
وكان بين ذخيرة رابتور السلاح الذي احتاج إليه البنتاغون لهذا الهجوم غير المعتاد، الصاروخ جو-جو من طراز "إيه آي إم-9 سايدويندر"، الذي تصنعه شركة ريثيون، نسخة محدثة من الصاروخ الذي يعود إلى الخمسينيات. ويستخدم الصاروخ المزود بباحث حراري مستشعرات الأشعة تحت الحمراء ويبحث عن اختلافات في السماء لمطاردة الأهداف، بالون منخفض الطاقة يحلق بطبقة الستراتوسفير على سبيل المثال.
الأدوات المناسبة
ويمكن لمقاتلة من طراز رابتور أن تصل بصاروخ سايدويندر إلى ارتفاع يمكنه من الوصول إلى البالون، وستتمكن أجهزة الاستشعار شديدة الحساسية الموجودة في الصاروخ من استهداف البالون الذي تنبعث منه قليل من الحرارة، مقارنة بطائرات العدو والأهداف المعتادة الأخرى.
طريقة خاطئة وأخرى صحيحة
لكن أدرك المخططون العسكريون أن إطلاق صاروخ ببساطة على البالون لن يتمم المهمة، فإذا تم ثقب غلاف البالون فقط، هناك احتمال أن يظل صالحا للطيران، ولا يزال يحوي ما يكفي من غاز الهيليوم للبقاء عاليا.
ولإسقاط البالون الصيني سيحتاج الرأس الحربي للصاروخ الانفجار عند ملامسته للبالون، ممزقا مظلته بما يكفي لتفريغ الهيليوم بطريقة لا يقدر عليها الثقب الصغير، وسيحتاج الرأس الحربي لسايدويندر للتصويب بدقة عالية جدا.
وكتفكير نهائي لم يرد البنتاغون إسقاط المنطاد فوق الأرض، بسبب مخاوف من سقوط الحطام.
وفي 4 فبراير/شباط، وبمجرد انحراف البالون قبالة ساحل ساوث كارولينا فوق مياه ضحلة نسبيا، أطبقت طائرتان من طراز إف-22 من جنوب شرق فرجينيا واثنتين أخريين من طراز إف-25 من مساتشوستس عليه، وبصاروخ واحد من طائرة رابتور أسقط البالون، وحال كانت هناك حاجة لمزيد من صواريخ سايدويندر، كانت الطائرة إف-22 الأخرى وطائرتا إف-15 قادرتين على بلوغ ارتفاعات كافية لتوجيه ضربات.
وسقط حطام البالون في أقل من 50 قدمًا من المياه قبالة الساحل، وقالت السلطات الأمريكية إن أفراد البحرية الأمريكية أنهوا البحث عن الحطام في 16 فبراير/شباط، مع نقل قطع منه إلى مختبر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في قاعدة مشاة البحرية كوانتيكو بولاية فرجينيا.
aXA6IDMuMTQ1LjE2Ny41OCA= جزيرة ام اند امز