روسيا والمنطاد الصيني يرسمان حدود العلاقة بين بكين وبرلين
تبدو العلاقات الألمانية الصينية في هذه المرحلة مقيدة بحدود المشهد الدولي سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة.
وتخشى برلين إعادة إنتاج ما يعتبره مراقبون "خطأ استراتيجيا" في علاقتها مع روسيا، فيما لا تزال أصداء المنطاد الصيني الذي حلق فوق الأراضي الأمريكية تعيد توزيع خريطة التحالفات العالمية.
وأعرب رئيس جهاز المخابرات الداخلية الألماني توماس هالدنفانغ، السبت، عن خشيته من توسيع الصين أنشطة التجسس ضد برلين، داعيا للتركيز على التجسس السياسي.
وقال توماس هالدنفانغ رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور (المخابرات الداخلية) لصحيفة دي فيلت الألمانية: "الصين تطور أنشطة تجسس ونفوذ واسعة النطاق. يجب أن نكون مستعدين لزيادة هذه الأنشطة في السنوات القادمة".
وحذر من أن الاعتماد الاقتصادي على الصين يمكن استغلاله في النفوذ السياسي، ما يعكس مخاوفه من تكرار ما حدث مع روسيا، واعتماد ألمانيا بشكل مفرط على الغاز الروسي في السنوات التي سبقت الحرب في أوكرانيا.
كما أن تحذيرات هالدنفانغ تأتي بعد أيام من حادث المنطاد الصيني الذي أسقطته واشنطن فوق أراضيها، بعد أن اتهمته بـ"التجسس"، فيما قالت بكين إنه مخصص للأبحاث العلمية.
هالدنفانغ قال أيضا، "تنتهج الصين استراتيجية طويلة الأمد لتحقيق أهدافها... القيادة السياسية تستغل بالفعل قوتها الاقتصادية، الناتجة أيضا عن العلاقات المكثفة مع الاقتصادات الألمانية والأوروبية، لتحقيق أهداف سياسية".
وتعيد الحكومة الألمانية تقييم علاقاتها الاقتصادية مع الصين بعد أن كشفت الحرب الأوكرانية عن المخاطر التي تترتب على اعتماد برلين المستمر منذ سنوات على روسيا في مجال الطاقة، وفق وكالة رويترز.
وفي تقرير استراتيجي اطلعت عليه رويترز أوصت وزارة الاقتصاد الألمانية، بإملاء متطلبات أكثر صرامة على الشركات الألمانية التي تتعامل مع الصين.
الحذر الألماني الحالي لا يتوافق على الأرجح مع زيارة قام بها المستشار أولاف شولتز أواخر العام الماضي إلى بكين.
الزيارة التي نظر إليها بحذر وأثارت انتقادات في المعسكر الغربي، اكتسبت دلالات جديدة خاصة في ضوء العلمية الروسية في أوكرانيا.
ووفق موقع تاغس شو الألماني، ولّت الأوقات التي تم فيها قياس نجاح رحلة المستشار إلى الصين بمليارات الصفقات التجارية المبرمة خلالها، بعد أن تلقت سياسة الأمل في "التغيير من خلال التجارة" ضربة قوية من روسيا.
في اتفاق تشكيل التحالف الحاكم بألمانيا اتفقت الأحزاب على تطوير استراتيجية جديدة للصين، بحد أقصى الربيع المقبل، وبعد التجارب الحالية مع روسيا شددت وزيرة الخارجية بربوك على أن ألمانيا يجب ألا تعتمد بعد الآن على أي دولة "لا تشاركنا قيمنا".
وتابعت "مثل هذه الأخطاء لا ينبغي أن ترتكب مرتين"، بل إنها أصرت على إجراء تغييرات في السياسة الألمانية تجاه الصين، لأن "النظام السياسي الصيني قد تغير بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وبالتالي يجب تغيير سياستنا تجاه الصين أيضا".
aXA6IDE4LjExOS4xNTkuMTk2IA==
جزيرة ام اند امز