"أسوشيتد برس": العراقيون يخشون انتقام المليشيا بعد مقتل سليماني
الوكالة الأمريكية تقول إن أكثر ما يقلق المحتجين خوفهم من استغلال المليشيات رفض بعض المتظاهرين الحزن على سليماني ذريعة لمهاجمتهم
أعرب عدد من الشباب العراقي عن مخاوفهم من أن يتسبب الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران على أراضيهم ومقتل قاسم سليماني، في القضاء على زخم الاحتجاجات وبالتالي انتقام المليشيات الإيرانية منهم.
وقالت إحدى قائدات الاحتجاجات العراقية في بغداد وتدعى نور: "نخشى من أن تضيع ثورتنا في غياهب النسيان، وأن يشغل المسؤولون الناس في قضايا ثانوية، ليحيدوا عن أهدافنا الرئيسية. عزيمتنا لا ينبغي أن تفتر، وأن نواصل الاعتصام في الشوارع لنؤكد أننا لا نؤيد أيا من الأمريكيين أو الإيرانيين. نحن مع العراق".
وأشار تقرير وكالة "أسوشيتد برس" إلى أن قضية انسحاب القوات الأمريكية رداً على مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيراني، بعد دقائق من هبوطه في مطار بغداد هيمنت على مجريات السياسة العراقية، مع دعوة رئيس الوزراء المؤقت عادل عبدالمهدي لانسحابها.
وقال متظاهر من بغداد ويدعى زيد، إن "الجميع مشغول بأمريكا وإيران، وتحولنا إلى هدف سهل للمليشيات؛ يمكنهم أن يفعلوا بنا ما يريدون لأنهم لن يتعرضوا للمحاسبة".
وكان رفض التدخل الإيراني في شؤون العراق أحد مطالب المحتجين الذين يخشون انتقام المليشيات الإيرانية منهم، مع تراجع التوترات بين طهران وواشنطن.
ورغم نزول الآلاف في جميع أنحاء البلاد، الجمعة الماضي، فإن الإقبال كان أقل من المتوقع، حيث عثر على جثتي صحفيين محليين معروفين بتغطيتهما للاحتجاجات المناهضة للحكومة في سيارة متوقفة بالقرب من مركز شرطة البصرة.
وأصيب مزيد من الأشخاص في اشتباكات، السبت الماضي، بين المحتجين وقوات الأمن في كربلاء عندما أطلقت الشرطة النار على الحشد.
وتقول رُبا علي حسن، الباحثة في جامعة يورك في تورنتو الكندية، إنه "لا شك في أن مخاوف المتظاهرين العراقيين الآن باتت أكثر مما كانت عليه قبل أسابيع قليلة، فهم حاليا لديهم مخاوف كبيرة من تلاشي هذا زخم الاحتجاجات".
وأشار تقرير "أسوشيتد برس" إلى أن أكثر ما يقلق المحتجين العراقيين هو اعتقادهم بأن المليشيات المدعومة من إيران ستستغل رفض بعض المتظاهرين الحزن على قاسم سليماني ذريعة لمهاجمتهم.
وأضافت الوكالة الأمريكية أنه "في مدينة الناصرية جنوبي العراق، على سبيل المثال، رفض المتظاهرون السماح بدخول جنازة رمزية للجنرال الإيراني (سليماني) إلى ميدان التظاهر، وهو ما تسبب في اندلاع أعمال العنف ومقتل متظاهر وجرح 3 آخرين، بعد إطلاق المليشيات النار على الحشود، ليرد المتظاهرون بإحراق مقر مليشيا الحشد الشعبي".
وقال كثير من الناشطين إن الأحداث التي شهدتها مدينة الناصرية أصابت المتظاهرين في ميدان التحرير ببغداد، بالخوف من وقوع هجمات مماثلة.
وتضيف نور: "كل الأخبار تدور حول أمريكا وإيران، والنخبة العراقية تحاول دفع العراقيين لنسيان الاحتجاجات، وهدفنا للتغيير ونحن لا نريد ذلك".
وتواصل مليشيات الحشد الشعبي في العراق برعاية إيرانية إعادة ترتيب أوراقها بعد مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني المصنف إرهابيا، وأبومهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي في غارة أمريكية استهدفتهما قرب مطار بغداد الدولي فجر ٣ يناير/كانون الثاني الحالي.
وكشف قيادي مقرب من رجل الدين مقتدى الصدر الداعم لائتلاف "سائرون" النيابي عن توصل الصدر وهادي العامري زعيم تحالف الفتح النيابي "الجناح السياسي لمليشيات الحشد الشعبي" إلى اتفاق مبدئي لتقاسم المناصب في العراق خلال المرحلة المقبلة.
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuMjEwIA== جزيرة ام اند امز