سي إن إن: القوات الأمريكية علمت مسبقا بالغارة على قاعدتها بالعراق
غالبية القوات جرى نقلها إلى مناطق خارج القاعدة أو إلى المخابئ قبل نحو ساعتين من الهجوم.
قال تقرير لشبكة "سي إن إن" إن القوات الأمريكية في قاعدة الأسد الجوية في العراق أحيطت علما بوقوع هجوم إيراني وشيك، الأربعاء الماضي، مما منحهم ساعتين ونصف الساعة للجوء بالمخابئ قبل سقوط أول وابل من الصواريخ.
وقال الضباط الأمريكيون خلال الجولة الأولى للصحفيين في القاعدة الجوية إن غالبية القوات جرى نقلها إلى مناطق خارج القاعدة أو إلى المخابئ بحلول الساعة 11:00 مساءً، بالتوقيت المحلي، قبل وقت قصير من بدء نزول أول أربعة صواريخ في تمام الساعة 1:30 من صباح يوم الأربعاء.
استمر الهجوم حوالي ساعتين، واستهدف فقط المناطق الأمريكية من القاعدة الجوية، والتي تشغل حوالي ربع القاعدة العراقية.
وقال الضباط إن الصواريخ سقطت على بعد أمتار قليلة من المخابئ، وهو ما وصفه الضباط بـ"المعجزة، إذ لم تقع أية إصابات في صفوف الجنود في الموقع.
وأوضح الضباط إلى أن القوات كانت على علم بالهجوم على قاعدتهم، لكنهم لم يعرفوا طبيعة الهجوم.
كان الهجوم الإيراني على قاعدة الأسد الجوية واحدًا من هجومين على قواعد عسكرية عراقية تضم قوات أمريكية يوم الأربعاء.
وجاءت ردا على غارة جوية بطائرة بدون طيار على مطار ببغداد أسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني الأسبوع الماضي.
وكان الرئيس دونالد ترامب قد اتهم سليماني بالتخطيط لشن "هجمات وشيكة" تستهدف أمريكيين.
وقد ذكر رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي في وقت سابق أن إيران بعثت برسالة شفهية رسمية للعراق مفادها أن هجومًا "بدأ أو سيبدأ قريبًا" على مواقع عسكرية أمريكية غير محددة.
كما أخبر مصدر دبلوماسي عربي شبكة "سي إن إن" أن العراق قد وجه تحذيرًا مسبقًا إلى الولايات المتحدة بشأن "القواعد التي سيجري قصفها" بعد قيام المسؤولين الإيرانيين بنقل المعلومات.
ووقعت الضربة الأولى في الساعة 1:34 صباحًا وبعد توقف قصير استمر حوالي 15 دقيقة، بدأ الهجوم التالي، تبعه سقوط وابل من الصواريخ على مدار ساعتين.
عند الفجر، غادر الجنود المخابئ ليكتشفوا حجم الدمار الواسع للقاعدة.
قاعدة عين الأسد
قاعدة عين الأسد أو "القادسية سابقاً" هي ثاني أكبر القواعد الجوية في العراق، وتمثل أهمية استراتيجية وعسكرية كبرى؛ حيث استخدمها التحالف الدولي ضد "داعش" بين عامي 2014 و 2017. في تحقيق تقدم استراتيجي على الأرض وفرض الهيمنة والسيطرة ضد التنظيم الإرهابي.
وتقع القاعدة في محافظة الأنبار غربي العراق بالقرب من نهر الفرات، بدأ العمل في إنشائها عام 1980 واكتمل بناؤها عام 1987، وكانت لها دور بارز خلال فترة الحرب "العراقية الإيرانية" إلى أن تم استهدافها خلال حرب الخليج، وتتسع لنحو 5 آلاف جندي.
في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق في مارس/آذار من عام 2003، وضعت أستراليا يدها على القاعدة ثم سلمتها إلى الجيش الأمريكي في مايو/أيار من العام نفسه.
وفي عام 2011 أعاد الجيش الأمريكي القاعدة إلى العراق مرة أخرى، بعد إعلان رئيس الولايات المتحدة السابق، باراك أوباما، الانسحاب العسكري من العراق.
ويتمركز في "عين الأسد" حاليا الفرقة السابعة من الجيش العراقي، كما تضم مدرسة للمشاة، وفي 2014 استعادت القاعدة الجوية أهميتها نظرا لاحتضانها 300 جندي وضابط ومستشار عسكري أمريكي، كما ضمت 18 طائرة من مقاتلات الأباتشي التي شاركت في قصف مواقع "داعش".
وتضم القاعدة مطارا عسكريا مجهزا بمقاتلات ومروحيات، وبها أيضا قوة من الدفاعات الجوية وبرج للمراقبة الجوية مجهز بالرادارات ويحتوي على مدرج واحد بطول 3 كيلومترات.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد زار القاعدة بشكل مفاجئ في 26 ديسمبر/كانون الأول من عام 2018 برفقة زوجته ميلانيا للاحتفال مع الجنود الأمريكيين بعيد الميلاد.