باستهداف "عين الأسد".. إيران تشعل الشرق الأوسط بأجواء متوترة مع أمريكا
ترامب وجّه رسالة تحذيرية جديدة لإيران مفاداها أن الولايات المتحدة تمتلك أقوى جيش في العالم.
بـ"صواريخ فجر الأربعاء" جددت إيران تمسكها بزج العراق في أتون حرب لا تهدأ نيرانه ووضع الشرق الأوسط برمته على فوهة بركان مع إصرار طهران على استمرار التوتر مع واشنطن.
قبل ساعات، أعلن الجيش العراقي أن 22 صاروخا استهدفت مقرات التحالف الدول، منها 17 صاروخا فقط على قاعدة عين الأسد الجوية الواقعة في ناحية البغدادي بمحافظة الأنبار قرب نهر الفرات.
وفي وقت سابق اليوم، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إطلاق 12 صاروخا باليستيا من داخل إيران تجاه قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بالعراق.
"نمتلك أقوى جيش في العالم".. 5 كلمات أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كرسالة تحذيرية واضحة إلى إيران، مصحوبة باجتماع له في البيت الأبيض مع وزيري الخارجية مايك بومبيو والدفاع مارك إسبر ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين؛ لبحث تداعيات الهجوم الصاروخي.
وانتشرت حملات إدانة واسعة عبر مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي للخطوة الإيرانية؛ حيث سجل هاشتاقا (#عين_الأسد) و(#IranvsUSA) انتشارا كبيرا على موقع تويتر من الإعلان عن الهجمات الصاروخية.
وتصاعد القلق الدولي حول الوضع الأمني في العراق والمنطقة بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني المصنف إرهابيا؛ ما دفع عدة دول غربية إلى تحذير رعاياها من السفر إلى العراق، كما سحبت شركات نفط موظفيها الأمريكيين من البلاد خشية ردود فعل انتقامية.
مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، قالت إن الوضع الحالي في الشرق الأوسط يهدد جهود التحالف الدولي خلال السنوات الماضية لمناهضة تنظيم داعش الإرهابي.
واعتبرت أن "الضربات الصاروخية الإيرانية على قواعد أمريكية في العراق تصعيد".
ووسط هذه التوترات، انضمت الهند إلى الدول التي سارعت إلى مطالبة مواطنيها بعدم السفر إلى العراق في التوقيت الحالي ولحين إشعار آخر في ظل التهديدات الإيرانية المتتالية لهذا البلد.
دعوات للتهدئة
وعقب الحادث، طالبت دول عربية وغربية بالتهدئة وتغليب صوت الحكمة والاتجاه إلى المسارات السياسية بدلا من زج المنطقة إلى صراعات عسكرية لا تحتملها.
وقال الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن الحكمة والضرورة تقتضيان تهدئة الأوضاع في المنطقة وخفض التصعيد.
كما ندد وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، بالقصف الإيراني على مواقع قوات التحالف الدولي.
وجددت بريطانيا، على لسان وزير خارجيتها، دعوتها لإيران بعدم تكرار هجماتها "المتهورة"، وأن تتبع مسار خفض التصعيد بدلا من ذلك.
بدورها، دعت الخارجية الصينية الطرفين الأمريكي والإيراني إلى التحلي بضبط النفس، مؤكدة أن تفاقم التوتر في الشرق الأوسط ليس في مصلحة أحد.
وخلال اتصال هاتفي، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ضرورة الحفاظ على أمن العراق واستقراره، وتجنيب المنطقة أي تهديدات .
يأتي ذلك بعد تغريدة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، زعم فيها أن بلاده لا تسعى إلى التصعيد أو الحرب.
وادّعى أن طهران اتخذت واستكملت إجراءات متناسبة في إطار الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة باستهداف القاعدة التي انطلق منها الهجوم على قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قرب مطار بغداد.
وهذه ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران قاعدة عين الأسد الجوية، ففي الثالث من ديسمبر/كانون الأول الماضي، شنّت مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران هجوما صاروخيا على القاعدة.
وقبل نهاية عام 2019 رفعت القوات الأمريكية من مستوى تدابيرها الأمنية في العراق على نحو غير مسبوق بقاعدة "عين الأسد" الجوية غربي البلاد.
وأمر ترامب، فجر الجمعة الماضي، بتنفيذ ضربة استهدفت سليماني لردع خطط هجمات إيرانية على مصالح الولايات المتحدة، وسط معلومات عن تطوير فيلق القدس مخططات لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين في العراق والمنطقة.
aXA6IDMuMTIuMzQuMjA5IA== جزيرة ام اند امز