قاعدة "عين الأسد".. "المدينة المحصنة" بالعراق
الحرس الثوري الإيراني أعلن، صباح الأربعاء، استهداف قاعدة "عين الأسد" التي تضم قوات أمريكية غربي العراق.
بعد أقل من أسبوع على مقتل قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري المصنف إرهابيا، في غارة أمريكية بالعاصمة العراقية، خرجت التصريحات من جانب طهران باستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة.
وصباح اليوم الأربعاء، أعلن الحرس الثوري الإيراني استهدافا صاروخيا لقاعدة "عين الأسد" التي تضم قوات أمريكية في غربي العراق، وذلك ردا على مقتل سليماني، في هجوم لم يسفر حتى الساعة 8 ت.غ عن أي خسائر بشرية فيما تتردد الأنباء عن أضرار مادية بسيطة لحقت بالقاعدة.
وقاعدة عين الأسد أو "القادسية سابقا" هي ثاني أكبر القواعد الجوية في العراق، وتمثل أهمية استراتيجية وعسكرية كبرى؛ حيث استخدمها التحالف الدولي ضد "داعش" في تحقيق تقدم استراتيجي على الأرض وفرض الهيمنة والسيطرة ضد التنظيم الإرهابي.
وتقع القاعدة في محافظة الأنبار، غربي العراق بالقرب من نهر الفرات، بدأ العمل في إنشائها عام 1980 واكتمل بناؤها عام 1987، وكانت لها دور بارز خلال فترة الحرب "العراقية الإيرانية" إلى أن تم استهدافها خلال حرب الخليج، وتتسع لنحو 5 آلاف جندي.
والقاعدة أشبه بمدينة متكاملة محصنة، تضم كثيرا من المباني العسكرية لإيواء الجنود مثل الملاجئ والمخازن وحظائر للطائرات بالإضافة للمرافق الخدمية مثل المسابح الأولمبية وملاعب كرة قدم وسينما ومسجد ومدرسة ابتدائية وثانوية ومستشفى.
في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق في مارس/آذار من عام 2003، وضعت أستراليا يدها على القاعدة ثم سلمتها إلى الجيش الأمريكي في مايو/أيار من العام نفسه.
وفي عام 2011 أعاد الجيش الأمريكي القاعدة إلى العراق مرة أخرى، بعد إعلان رئيس الولايات المتحدة السابق، باراك أوباما، الانسحاب العسكري من العراق.
ويتمركز في "عين الأسد" حاليا الفرقة السابعة من الجيش العراقي، كما تضم مدرسة للمشاة، وفي 2014 استعادت القاعدة الجوية أهميتها نظرا لاحتضانها 300 جندي وضابط ومستشار عسكري أمريكي، كما ضمت 18 طائرة من مقاتلات الأباتشي التي شاركت في قصف مواقع "داعش".
وتضم القاعدة مطارا عسكريا مجهزا بمقاتلات ومروحيات، وبها أيضا قوة من الدفاعات الجوية وبرج للمراقبة الجوية مجهز بالرادارات ويحتوي على مدرج واحد بطول 3 كيلومترات.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد زار القاعدة بشكل مفاجئ في 26 ديسمبر/كانون الأول من عام 2018 برفقة زوجته ميلانيا للاحتفال مع الجنود الأمريكيين بعيد الميلاد.
يذكر أن جوناثان هوفمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أعلنت، الأربعاء، أن 12 صاروخا باليستيا خرج من داخل إيران تجاه قوات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي بالعراق.
وأضاف أن الصواريخ استهدفت قاعدتين عسكريتين عراقيتين على الأقل تستضيفان قوات للتحالف بقيادة واشنطن.
وأوضح أن القاعدتين المستهدفتين هما قاعدة "عين الأسد" الجوية وقاعدة أخرى في مدينة أربيل، مشيرا إلى أنه جارٍ إجراء تقييم أولي للأضرار الناجمة عن الهجوم.
وفجر الجمعة، أمر ترامب بتنفيذ ضربة استهدفت سليماني لردع خطط هجمات إيرانية على مصالح الولايات المتحدة، وسط معلومات عن تطوير فيلق القدس مخططات لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين في العراق والمنطقة.
واقتحمت عناصر من مليشيا كتائب حزب الله العراقي الموالية لإيران، الأسبوع الماضي، مقر السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد، بعد مقتل عشرات المسلحين بينهم قياديون، في ضربات جوية استهدفت منشآت تابعة للمليشيا التابعة لإيران.
ويتصاعد القلق الدولي من الوضع الأمني في العراق والمنطقة بعد مقتل سليماني؛ ما دفع عدة دول غربية لتحذير رعاياها من السفر إلى العراق، كما سحبت شركات نفط موظفيها الأمريكيين من البلاد خشية ردود فعل انتقامية.