رغم "حرب التهديدات".. تقرير أمريكي: تقدم في مفاوضات إيران
انخرطت إيران والولايات المتحدة مؤخرًا في سلسلة من التهديدات والتحذيرات، رغم إحراز تقدم في المحادثات النووية، وفق تقرير أمريكي.
والسبت الماضي، فرض البرلمان الإيراني عقوبات رمزية إلى حد كبير على 51 أمريكيا، معظمهم مسؤولون سياسيون وعسكريون كبار، ردا على اغتيال القيادي الإيراني البارز، الجنرال قاسم سليماني، منذ عامين.
وحذر جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، حينها من أن إيران "ستواجه عواقب وخيمة" إذا هاجمت أي أمريكي، بمن فيهم أي شخص من الـ51 شخصا المستهدفين بالعقوبات.
وكان المسؤولون الأمريكيون عموما حذرين للغاية في تقييمهم لحالة المفاوضات بشأن الاتفاق النووي، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
لكن في نفس اليوم الذي أصدرت فيه إيران العقوبات، قال كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، إن الخلافات البارزة في الاتفاق تتضاءل وإن المحادثات تمضي قدما، بحسب وكالة "إرنا" الرسمية.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن الإجراءات الرمزية المتمثلة في فرض عقوبات على أفراد وإصدار بيانات حادة اللهجة ليست بالأمر الجديد على العلاقة المتوترة طويلة الأمد بين واشنطن وطهران.
لكن الصحيفة الأمريكية رأت أن تبادل التهديدات مؤخرًا جدير بالملاحظة؛ لأنه يأتي خلال مفاوضات يريد الجانبان إتمامها بنجاح، لكن بدون أن يبدو أي طرف وكأنه يقدم تنازلات كبيرة.
وانسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، وفرض عقوبات اقتصادية قاسية قطعت معظم عائدات إيران النفطية والمعاملات المالية الدولية.
وكان هدف ترامب الضغط على إيران بشأن اتفاق يتجاوز برنامجها النووي، إلى تقييد صواريخها الباليستية وأنشطتها السياسية والعسكرية الإقليمية.
مطالب إيران
وأرادت إدارة الرئيس جو بايدن في البداية العودة إلى الاتفاق الأصلي، في حين تتبع خطة ترامب بشأن الصواريخ والسياسات الخارجية، لكنها تشير الآن إلى أنها ستوافق على العودة إلى اتفاق 2015 بدون تلك الشروط.
وقال الجانب الإيراني إنه لن يقبل سوى بالعودة إلى الاتفاق الأصلي، لكنه طالب في البداية برفع كل العقوبات التي فرضها ترامب وتقديم ضمانات بعدم انسحاب الرئيس الأمريكي المستقبلي من الاتفاق.
إلا أن طهران خففت تلك المطالب مع تقدم المفاوضات في فيينا. وبالرغم من كل تلك المواقف، لا يزال الدافع وراء التوصل لاتفاق يجدد اتفاق 2015 قويا لكلا الجانبين.
وتحتاج إدارة بايدن نجاحا بالسياسة الخارجية، تحديدا بعد الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، وقالت إنها تفضل حلا دبلوماسيا للمأزق النووي مع إيران على المواجهة العسكرية.
وتحرص إيران أيضًا، بالنظر إلى نجاتها من سياسة الضغط الأقصى خلال سنوات رئاسة ترامب، على تجنب الصراع، وتأمين تخفيف للعقوبات، وإنعاش اقتصادها المتعثر.
ولوح المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بإشادة غير مباشرة بالمحادثات مع الولايات المتحدة خلال خطاب ألقاه، يوم الإثنين، عندما قال إن "محادثات طهران والمفاوضات مع العدو في ظروف معينة لا تعني الاستسلام".
وقال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: "يبدو أن إيران تكسب الوقت تحت غطاء الدبلوماسية المستمرة. يجب تقديم شيء ما، وإلا سنكون على مسار تصادمي".
aXA6IDE4LjExNy4xMDcuNzgg جزيرة ام اند امز