"حرية اليمن السعيد".. معركة تحرير تقبر مشروع إيران
شارة انطلاق لـ"حرية اليمن السعيد"؛ العملية التي تشكل تتويجا لتحركات عسكرية وسياسية أعادت زخم معركة التحرير الكبرى إلى الواجهة.
وحمل اختيار متحدث التحالف العربي العميد ركن تركي المالكي شبوة مكانا لإعلان العملية رمزية مهمة، إذ شكلت المحافظة التي عقد فيها مؤتمره الصحفي نقطة التحول الرئيسية بمسار المواجهة مع مليشيات الحوثي.
وقاد التحالف العربي مع الجانب اليمني بمكوناته المتعددة، تحركات مختلفة منها العسكرية بدأت بتنفيذ عمليات جوية مكثفة ومركزة ضد أهداف حوثية في قلب مناطق سيطرة المليشيات، وإعادة انتشار القوات المشتركة في الساحل الغربي وفتح جبهات في تعز والحديدة.
وعلى الصعيد السياسي أنجز التحالف العربي صيغة توافق بين طرفي "اتفاق الرياض" (الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي) قادت إلى إزاحة كل المعوقات التي حالت دون تحرير مديريات محافظة شبوة ومأرب، وتم التغلب على هذه المعوقات عبر حزمة قرارات من قبل قيادة الشرعية.
وبالتوازي مع التحركات العسكرية والسياسية، جرى التوافق على قرارات في الجانب الاقتصادي تمكن الحكومة والبنك المركزي من احتواء تداعيات انهيار العملة المحلية وتمكين الحكومة المعترف بها دوليا من أداء دورها من محافظة عدن دون أي معوقات.
أما الخطوة العملية التالية التي أعقبت القرارات الرئاسية فشملت إعادة انتشار عدد من ألوية العمالقة في محافظة شبوة، حيث تحركت هذه القوات نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي لتبدأ في الأول من يناير/ كانون الثاني الجاري عملية تحرير مديريات شبوة وتأمين مناطق النفط وموانئ الغاز والنفط التي كانت تشكل هدفا رئيسيا ومطمعا للمليشيات الحوثية.
معركة كبرى
مع انتهاء مراحل عملية إعصار الجنوب الثلاث بتحرير مديريات عسيلان وبيحان وعين في شبوة، تزامن توغل قوات ألوية العمالقة في جغرافية مديرية حريب بمحافظة مأرب مع إعلان المتحدث الرسمي للتحالف العربي العميد الركن تركي المالكي عن عملية "حرية اليمن السعيد"، لافتا إلى أنها بدأت فجر الثلاثاء أي بالتوغل في حريب مأرب.
وفي هذا السياق، أكد مدير الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة، عبدالناصر المملوح، أهمية إطلاق عملية عسكرية واسعة في مختلف الجبهات والمحاور بدعم وإسناد واسع النطاق من قبل التحالف العربي وكذلك أهمية توقيت العملية.
وقال المملوح، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن الإعلان عن عملية "حرية اليمن السعيد" في هذا التوقيت يكتسب أهمية كبرى، ومن شأنه إعادة المعركة الوطنية التي يخوضها الشعب اليمني إلى مسارها الصحيح لاستعادة الدولة ومواجهة المشروع الإيراني.
وأشار إلى أن العملية تأتي من حيث التوقيت تزامنا مع الانتصارات الكبيرة التي تحققت في محافظة شبوة شرقي اليمن على يد ألوية العمالقة- إحدى تشكيلات القوات المشتركة العاملة في الساحل الغربي.
وأكد أن عملية "حرية اليمن السعيد" التي أعلن عنها متحدت التحالف العربي من محافظة شبوة أمس الثلاثاء، "سبقتها تحضيرات وكانت البداية من الساحل الغربي حيث نفذت القوات المشتركة أواخر العام الماضي عملية إعادة التموضع والانتشار".
وبحسب المملوح، فإن عملية إعادة الانتشار للقوات المشتركة تكللت بتحرير كامل لمديرية حيس وأجزاء واسعة من مديرية مقبنة غرب تعز ومديريتي جبل راس والجراحي بمحافظة الحديدة، وبذلك تم تأمين مناطق الساحل الغربي.
وعلاوة على تحرير المناطق المذكورة، أوجدت عملية إعادة التموضع قوة فائضة قوية مكنت القوات المشتركة من التحرك شرقا وتحرير محافظة شبوة.
وأوضح المملوح أن العمليتين العسكريتين اللتين نفذتهما القوات المشتركة بنجاح؛ الأولى في محور حيس بمشاركة مختلف تشكيلات القوات المشتركة، والثانية في شبوة على يد ألوية العمالقة، كشفت مدى هشاشة مليشيات الحوثي ودمرت الصورة الزائفة التي صنعتها لنفسها بالفترة الماضية استنادا إلى "اختراقات" تزعم أنها حققتها في نهم والجوف والبيضاء وبعض مديريات مأرب.
وأشار إلى أن العملية المرتقبة ستعيد الأمور إلى نصابها، وسيكتب التاريخ أن المعركة الكبرى تكللت بدفن المشروع الإيراني إلى الأبد وأعادت اليمن إلى حاضنته العربية.
وشدد المسؤول العسكري على أن إمساك القوى الوطنية، بدعم من التحالف، بزمام السيطرة يأتي بعد أن استنفدت مليشيات الحوثي التابعة لإيران كل قدراتها لاقتحام مأرب وانتهت بالفشل الذريع، واليوم لم يعد أمامها سوى الدفاع السلبي.
مرحلة حاسمة
من جانبه، يرى المحلل والسياسي اليمني شاجع هصام بحيبح أن استكمال تحرير شبوة بالكامل والتقدم صوب مركز مديرية حريب في مأرب يشكل سبب إطلاق عملية "حرية اليمن السعيد"، لأن التحالف هو من يشرف على سير هذه العمليات.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، قال بحيبح إن "كل المؤشرات على الأرض والمشهد السياسي تشير إلى مرحلة جديدة وحاسمة في الملف العسكري سيكون لها تأثير كبير على العملية السياسية لإجبار مليشيات الحوثي على التراجع بالقوة عن طموحاتها".
وأضاف المحلل اليمني أن في إعلان عملية "حرية اليمن السعيد" دلالة على امتلاك التحالف خطة جديدة للتعامل العسكري على الأرض خصوصا بعد دفعه بسلاح نوعي لخطوط التماس مع مليشيات الحوثي، وهو ما كان له دور بارز ومهم في تغيير المعادلة العسكرية.
وأشار إلى "الخيارات المتعددة للتحالف العربي الذي يملك الكثير من الأوراق التي سيدفعها خلال المرحلة القادمة لتغيير كفة الميزان لصالح الشرعية والمعسكر المناهض للانقلاب، وقد ظهر ذلك بوضوح عقب الانتكاسات المؤلمة التي تعرضت لها المليشيات في شبوة مؤخرا".
وبالنسبة لبحيبح، فإن العملية السياسية والعسكرية ستجري بالتوازي مع الحراك الإنساني لتطبيع الأوضاع الإنسانية في المناطق المحررة، فضلا عن تكثيف التدخلات الإنسانية الإغاثية لتخفيف وطأة حرب الحوثي المدمرة.