إسرائيل وأمريكا.. شد وجذب بسبب حرب لبنان
تجاهلت إسرائيل الجهود الأمريكية لوقف إطلاق النار في غزة ثم لبنان، ثم قتلت حسن نصر الله بينما تستعد لعمليات عسكرية برية داخل لبنان.. فهل ضعف النفوذ الأمريكي لدى تل أبيب؟.
لقد تركت الفجوة المتزايدة الاتساع بين رغبات الولايات المتحدة والسلوك الإسرائيلي إدارة الرئيس جو بايدن تكافح لتكييف جهودها الدبلوماسية لاستيعاب دوافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وتزعم إدارة بايدن أنها تمكنت من تشكيل السياسة الإسرائيلية في الأيام الأخيرة مع إقناع نتنياهو بشن توغل بري محدود فقط في جنوب لبنان بدلاً من الغزو الكامل الذي كان يفكر فيه.
لكن المسؤولين الأمريكيين اضطروا أكثر من مرة إلى مراجعة الخطوط الحمراء التي سبق ووضعوها، حيث قاموا بأثر رجعي بتبرير القرارات الإسرائيلية التي قالوا قبل ذلك إنها ستكون متهورة.
وانقسم المسؤولون الأمريكيون حول استهداف إسرائيل لحزب الله، خاصة في جنوب لبنان واتهموا إسرائيل بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة.
ومنذ مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يوم الجمعة الماضي، يقول البعض إنه إذا كان من الممكن توجيه ضربة كبيرة للجماعة دون إشعال صراع إقليمي فإن ذلك يُعَد ذلك نجاحًا في حين يركز آخرون بشكل أكبر على المخاطر.
وأمس الإثنين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر "نحن بالطبع نواصل دعم وقف إطلاق النار.. لكن في الوقت نفسه فإن الضغط العسكري يستطيع أن يمكّن الدبلوماسية في بعض الأحيان".
وأضاف ميلر أنه "يمكن أن يؤدي الضغط العسكري أيضًا إلى سوء التقدير وعواقب غير مقصودة، ونحن نبحث مع إسرائيل كل هذه العوامل الآن".
لكن أحداث العام الماضي أظهرت حدود قدرة إدارة بايدن على التأثير على إسرائيل.
ريتشارد هاس، الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي وصف تأثير واشنطن قائلا "إنه ضئيل".
وأضاف "لقد مررنا بـ 12 شهرًا، حيث دعت الإدارة الأمريكية إلى شيء واحد وفعلت إسرائيل شيئًا آخر".
وأوضح أنه في الأيام القليلة الماضية "تصرفت إسرائيل مرة أخرى بشكل أحادي الجانب بمعنى عدم التنسيق معنا مسبقًا".
وخلال الاجتماعات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، ظهر بوضوح كيف أن الجانبين يتحدثان دون أن يستمع كل منهما إلى الآخر حيث حشد كبار المسؤولين الأمريكيين تحالفًا دوليًا يدعم صفقة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
وفي وقت متأخر من يوم الأربعاء الماضي جرى الإعلان عن الصفقة في حين التزمت إسرائيل الصمت يوم الخميس وبحلول يوم الجمعة، قال كبار المسؤولين الإسرائيليين إنهم لم يفكروا بجدية في وقف إطلاق النار وأن نية نتنياهو كانت الاستمرار في المضي قدمًا في ظل ضعف حزب الله.
وقال مسؤولون أمريكيون كبار إنهم نصحوا إسرائيل بعدم غزو بري للبنان، وحذروا من أن تأتي هذه الخطوة بنتائج عكسية من خلال بناء الدعم السياسي لحزب الله داخل البلاد وعواقب الغزو على المدنيين فضلا عن احتمالات التورط الإيراني.
ولم يكن من الواضح دائماً أن المسؤولين الإسرائيليين يتواصلون مع نظرائهم الأمريكيين بشأن أهدافهم فعلى المستوى العسكري، هناك "تبادل مهني صادق للتقييمات على الأرض" وفقا لإلين لايبسون، مديرة برنامج الأمن الدولي في جامعة جورج ماسون وخبيرة شؤون الشرق الأوسط.
لكن بالنسبة للمستوى السياسي فقالت لايبسون "لا أعرف ما إذا كانت هذه المحادثة صادقة كما ينبغي. هل يخبرنا القادة الإسرائيليون ما هي أهدافهم السياسية وما الذي يمكن تحقيقه أم لا؟".
وأدى الافتقار إلى التواصل إلى إحباط قدرة الولايات المتحدة بشأن كيفية إدارة الحرب في ظل المخاطر التي قد تواجهها لحشد قواتها في المنطقة لردع إيران ومنعها من الانتقام.