عرض مغرٍ من واشنطن لإسرائيل: هذا ثمن وقف اجتياح رفح
عرضت واشنطن على إسرائيل تزويدها بمعلومات استخبارية لتحديد مواقع قادة حماس والعثور على الأنفاق، مقابل التراجع عن اجتياح رفح.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن 4 مصادر مطلعة قولها إن "المساعدة الأمريكية تتضمن توفير آلاف الملاجئ حتى تتمكن إسرائيل من بناء مدن الخيام والمساعدة في بناء أنظمة توصيل الغذاء والماء والدواء، بهدف تمكين الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من رفح الحصول على مكان صالح للعيش".
وأشارت الصحيفة إلى أن العروض التي قدمتها الولايات المتحدة جاءت خلال المفاوضات الأخيرة التي جرت على مدار الأسابيع الماضية بين كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، أملا في إقناع إسرائيل بتنفيذ عملية محدودة وموجهة بشكل أكبر في جنوب مدينة غزة، حيث يحتمي نحو 1.5 مليون فلسطيني فروا من مناطق أخرى من غزة.
وتوعدت إسرائيل بالدخول إلى رفح باستخدام "القوة المفرطة"، واتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع عدة خطوات أثارت مخاوف في البيت الأبيض من إمكانية تنفيذ الاجتياح المرتقب منذ فترة طويلة.
وقد أخبر مسؤولو الإدارة الأمريكية، بمن في ذلك خبراء من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إسرائيل أن الأمر سيستغرق عدة أشهر لتنفيذ نقل آمن لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون الآن في ظروف متهالكة وغير صحية في رفح. ويختلف المسؤولون الإسرائيليون مع هذا التقييم.
ويقدم خبراء من مختلف أنحاء الحكومة الأمريكية المشورة لنظرائهم الإسرائيليين بتفصيل كبير حول كيفية تطوير وتنفيذ مثل هذه الخطة الإنسانية، وصولاً إلى مستوى عدد الخيام وكمية المياه اللازمة لمناطق محددة، وفقًا للعديد من الأشخاص المطلعين على الأمر.
وقال جيريمي كونينديك، رئيس المنظمة الدولية للاجئين ومسؤول سابق في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما: "إن مجتمع المساعدات بشكل عام متشكك للغاية في وجود أي طريقة آمنة لنقل الأشخاص من رفح".
وجاءت العروض الأمريكية خلال المفاوضات التي جرت على مدى الأسابيع السبعة الماضية بين كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين حول حجم ونطاق العملية في رفح. ليس من الواضح بعد ما إذا كانت إسرائيل ستستجيب للتحذيرات الأمريكية المتكررة بعدم شن غزو بري واسع النطاق.
وتصر إسرائيل، على اجتياح رفح، حيث تقول إنه أمر ضروري لتحقيق الانتصار على حركة حماس، لكن ذلك الملف شكّل محور لتوتر العلاقات بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.