الحبر الأسود يوحد العالقين على الحدود الأمريكية المكسيكية

جابرييل رييس الذي يعمل مع الصليب الأحمر في المكسيك يقول إن المهاجرين هم من كتبوا الأرقام على أذرعهم لتحديد مكانهم بين المصطفين.

وجود أرقام بالحبر الأسود على أذرع طالبي اللجوء الموجودين على الحدود الأمريكية المكسيكية يعيد أجواء الهولوكوست بالنسبة للبعض، لكن بالنسبة لمايكل (43 عاما)، المهاجر الذي رحل عن كوبا منذ عام، يمثل الحبر الأسود فرصة في حياة جديدة، أما من الناحية العملية فهو يمثل وضعه الحالي بين المصطفين على الحدود.

"نعم أتمنى هذا، مع هذه الأرقام سأصل إلى الحدود وكل شيء سيصبح جيدًا"، هكذا عبر مايكل عن تفائله مع وجود تلك الأرقام على ذراعه.

النائب الأمريكي بيتو أورورك سلط الأضواء على موضوع الأرقام من خلال مقطع فيديو شاركه عبر "تويتر"، الجمعة، متحدثًا من خلاله مع سيدة وابنتها من طالبي اللجوء في مدينة خواريز الحدودية، والمدونة أرقام على أذرعهما.

وقال النائب الأمريكي: إن السيدة وابنتها (10 أعوام) وصلتا من جواتيمالا، وتلتمسان اللجوء إلى الولايات المتحدة.

وصلت الاثنتان إلى مدينة خواريز بعد رحلة امتدت 3 أسابيع، وكانت الأم تحاول التماس اللجوء قانونيا، وأشار إلى أن الأرقام المكتوبة على ذراعيهما هي 2142 و2143، وهي بحبر أسود وليست وشما.

حقق الفيديو أكثر من مليون مشاهدة، فضلًا عن التعليقات الغاضبة، لكن المسؤولين الأمريكيين والمكسيكيين غير مسؤولين عنها، ويبدو أنها نتاج قائمة انتظار غير رسمية.

وقال جابرييل رييس، الذي يعمل مع الصليب الأحمر في المكسيك لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن هذا النظام تم وضعه منذ بضعة أسابيع لإبعاد المهاجرين عن الجسر الواقع بين جواتيمالا والمكسيك وإرسالهم إلى أماكن إيواء، لافتًا إلى أن المهاجرين هم من كتبوا الأرقام على أذرعهم كطريقة لتحديد مكانهم بين المصطفين المنتظرين دورهم.

وقالت ممثلة عن مجموعة "كاسا ديل ميجرانت" الحقوقية لـ"سي إن إن": "الأرقام تخلق حالة من النظام بالنسبة للمهاجرين، ويوفر طاقم العمل والمتطوعون داخل المجموعة للمهاجرين خيار كتابة أرقامهم على قصاصة ورقية أو أذرعهم ليكون لكل شخص رقم خاص به".

خلال الحرب العالمية الثانية، كان السجناء الذين وصلوا إلى معسكر أوشفيتز موشومين برقم مسلسل حتى يتسنى للمسؤولين تحديد من ماتوا، وأصبحت تلك الوشوم أبرز دليل على ما حدث في حق اليهود والسجناء الآخرين خلال الحرب.