نيران صديقة تضرب أوكرانيا.. "رقائق" غربية بالجيش الروسي
كشفت بيانات أن الرقائق الغربية المستخدمة لتشغيل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة مستمرة في دخول روسيا، وتستخدمها في ترسانتها العسكرية الناشطة في حرب أوكرانيا.
وتُظهر البيانات التجارية التي حللتها شبكة "سي إن بي سي" أن موسكو كانت تستورد عددا متزايدا من أشباه الموصلات وغيرها من التقنيات الغربية المتقدمة من خلال دول وسيطة مثل الصين.
واستوردت روسيا ما قيمته 2.5 مليار دولار من تقنيات أشباه الموصلات، ارتفاعًا من 1.8 مليار دولار في عام 2021.
وتلعب أشباه الموصلات والرقائق الدقيقة دورا مهما في الحروب الحديثة، حيث تعمل على تشغيل مجموعة من المعدات، بما في ذلك الطائرات بدون طيار وأجهزة الراديو والصواريخ والمركبات المدرعة.
تحليل مكونات السلاح الروسي
وقام معهد كي اس اي -مركز تحليلي في كلية كييف للاقتصاد- مؤخرًا بتحليل 58 قطعة من المعدات العسكرية الروسية الهامة التي تم الحصول عليها من ساحة المعركة في أوكرانيا.
وقد وجد المعهد أكثر من 1000 مكون أجنبي، في المقام الأول تقنيات أشباه الموصلات الغربية.
وتخضع العديد من هذه المكونات لضوابط التصدير، لكن هانك الطرق التجارية المعقدة عبر دول وسيطة، تعني أنها ما زالت تدخل روسيا، مما يضيف إلى مخزونات البلاد قبل الحرب وفقا لمحللين.
وقالت إلينا ريباكوفا، من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، وأحد واضعي تقرير معهد كي اس اي، إنه لا تزال روسيا قادرة على استيراد جميع المكونات الضرورية التي ينتجها الغرب.
سلاسل التوريد غامضة
ولا تخضع جميع التقنيات المتقدمة للعقوبات الغربية على روسيا، ويُطلق على العديد منها مواد ذات استخدام مزدوج، مما يعني أن لها تطبيقات مدنية إلى جانب العسكرية، وبالتالي تقع خارج نطاق ضوابط التصدير المستهدفة، حيث إنه قد يكون للرقائق الدقيقة تطبيقات في كل من أجهزة الغسالات والطائرة بدون طيار.
ورغم ذلك هناك العديد من هذه المنتجات تأتي من الدول الغربية مع حظر تجاري شامل ضد موسكو وجيشها، حيث يحظر وصول جميع المواد ذات المنشأ الأمريكي باستثناء الغذاء والدواء إلى الجيش الروسي.
وتشير دراسة معهد كي اس اي إلى أن أكثر من ثلثي المكونات الأجنبية المحددة في المعدات العسكرية الروسية في نهاية المطاف من الشركات في الولايات المتحدة، بينما يأتي البعض الآخر من الحلفاء بما في ذلك اليابان وألمانيا.
ووجدت دراسة أخرى أجراها مركز الأبحاث رويال يونايتد من المعهد الملكي للخدمات المتحدة أن الجيش الروسي يستخدم أكثر من 450 نوعًا مختلفًا من المكونات الأجنبية الصنع في أحدث 27 نظامًا عسكريًا، بما في ذلك صواريخ كروز وأنظمة الاتصالات والحرب الإلكترونية، وأن العديد من هذه الأجزاء مصنوعة من قبل شركات أمريكية معروفة تصنع الإلكترونيات الدقيقة للجيش الأمريكي.
"وعلى مدى عقود أصبحت الأنظمة والتقنيات عالية التقنية غير الروسية أكثر تقدمًا وأصبح الجيش الروسي والاقتصاد المدني معتمدين عليها، وفقا إلى سام بينديت المستشار في مركز التحليلات البحرية.
وأدى الانتشار الواسع والتطبيقات الواسعة النطاق لهذه التقنيات إلى أن تصبح متشابكة في سلاسل التوريد العالمية، وبالتالي يصعب مراقبتها.
طفرات التجارة بين روسيا والصين
ويمكن أن تكون تلك التدفقات التجارية فوضوية، حيث يمكن بيع شحنة ما وإعادة بيعها عدة مرات، غالبًا من خلال شركات مشروعة، قبل أن تصل في النهاية إلى بلد وسيط محايد، حيث يمكن بيعها بعد ذلك إلى روسيا.
وتشير البيانات إلى أن الصين هي إلى حد بعيد أكبر مصدر روسيا للرقائق الدقيقة وغيرها من التقنيات الموجودة في عناصر ساحة المعركة الحاسمة.
واستحوذت الشركات في الصين وهونغ كونغ على أكثر من 87٪ من إجمالي واردات أشباه الموصلات الروسية في الربع الرابع من العام الماضي، مقارنة بنسبة 33٪ في الربع الرابع من عام 2021، وأن أكثر من نصف هذه السلع لم يتم تصنيعها في الصين، ولكن بدلاً من ذلك أنتجوا في مكان آخر وشحنوا إلى روسيا عبر وسطاء في الصين وهونغ كونغ.
وقفزت واردات روسيا من جورجيا وأرمينيا وقيرغيزستان في عام 2022، وشكلت المركبات والطائرات والسفن حصة كبيرة من الارتفاع. وفي الوقت نفسه ارتفعت صادرات الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى تلك الدول، في حين تراجعت التجارة المباشرة مع روسيا.