"البنتاجون" يعتزم تقليص أسطول حاملات الطائرات رغم معارضة الكونجرس

وزارة الدفاع الأمريكية تعتزم تقليص حجم أسطول البحرية من حاملات الطائرات في إطار خفض النفقات لصالح أولويات أخرى رغم معارضة الكونجرس
تعتزم وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" تقليص أسطول البحرية من حاملات الطائرات في إطار خفض النفقات لصالح أولويات أخرى، رغم أن القرار يواجه رياحا معاكسة في الكونجرس.
وفي تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" الأمريكية، الخميس، قالت إنه أثناء زيارة حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس جيرالد فورد" قبل عامين، أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأهمية وجود قوة بحرية موسعة تضم عشرات من حاملات الطائرات، بما في ذلك "فورد"، أغلى سفينة تم بناؤها على الإطلاق.
واعتبرت، أن امتلاك 12 من هذه الوحوش العملاقة، التي يرافقها في بعض الأحيان وحدات هجومية من 6 سفن أخرى، يبعث إشارة دولية حول قدرة الولايات المتحدة على الحسم، ويعيد الأسطول إلى حجمه إبان فترة ما بعد الحرب الباردة خلال التسعينيات.
لكن أحدث مشروع لموازنة لوزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" للعام الجديد، يبدو أنه يسير في الاتجاه المعاكس، حيث يعتزم تقليص عدد حاملات الطائرات من 11 إلى 10.
وأشارت "بلومبرج" إلى أن البنتاجون تسعى -على الأقل في الوقت الراهن- لتقليص حجم أسطول حاملات الطائرات، واقتراح وقف تشغيل "يو إس إس هاري ترومان" فعليا عام 2024.
وهذا يعني أن حاملة الطائرات العملاقة العاملة بالطاقة النووية التي تكلفت 13 مليار دولار التي تم نشرها في عام 2000، سيتوقف تشغيلها قبل عقدين من انتهاء أمد خدمتها.
وأشارت إلى أن خطة البنتاجون تتخطى عملية إعادة التزويد بالوقود النووي وترميم السفينة في منتصف العمر التي تبلغ تكلفتها 6.5 مليار دولار لتوفير الأموال لأولويات عسكرية أخرى فورد.
ولفتت إلى أن هذا الاقتراح سوف يترك البحرية لفترة من الوقت بعشرة ناقلات، أي أقل من حجم الأسطول الذي أقره الكونجرس ويضم 12 حاملة.
في السياق، أشار السناتور جيمس إينهوفي، وهو جمهوري من أوكلاهوما ورئيس لجنة القوات المسلحة، الأسبوع الماضي إلى أنه يعارض الخطة، وقال "أنا منزعج قليلاً من الفكرة".
بدوره، قال باتريك شاناهان، القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، إن القرار "يمثل بعض الخيارات الاستراتيجية التي اتخذناها في ميزانية هذا العام".
ورجحت الوكالة أنه في حال إجباره على الاختيار، ربما يضطر الكونجرس ببساطة إلى إيجاد المزيد من الأموال لإعادة تأهيل "ترومان" والمضي قدماً في صفقة قائمة لشراء حاملة طائرات ثانية وثالثة من طراز "فورد"، بعد حل مأزق مماثل في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بهذه الطريقة.
ووفقا للوكالة، ثمة تساؤلات حول ما إذا كان اقتراح "ترومان" هو مجرد خدعة، لأن خطة البحرية الجديدة لبناء السفن لمدة 30 عاما تشمل قسما يسمى "احتياجات الأمة البحرية"، الذي يتضمن 12 حاملة طائرات ضمن أسطول السفن المنشود ويضم 355 سفينة.
ومع ذلك، قال كبير مسؤولي ميزانية البحرية خلال إحاطة بشأن موازنة عام 2020 إن الجيش أنفق بالفعل 537 مليون دولار على قلب المفاعلين النوويين المخصصين للتزود بالوقود في "ترومان"، وسيتم الآن تخزينهما كبدائل للطوارئ.
وارتأت الوكالة أنه إذا تراجع الكونجرس وحصلت البحرية على المزيد من الأموال من أجل "ترومان"، سيكون الفائز الأكبر هو الباني الوحيد لشركات النقل الأمريكية "هنتنجتون إينجلس للصناعات".
غير أن خبراء الدفاع يشيرون غالبا إلى مكون الأمن القومي الذي يرتبط بالحفاظ على تدفق الإنفاق الدفاعي؛ لا سيما بمشاريع ضخمة؛ لأنه مع عدم وجود شيء يمكن العمل عليه، ربما يضطر المقاولون إلى الاستغناء عن العمال وإغلاق سلاسل الإمداد التي لا يمكن إعادة تنشيطها بسهولة.
ومع ذلك، فإن لغز التمويل يشير إلى سؤال أوسع حول كيف حكمت أمريكا البحار منذ الحرب العالمية الثانية.
وأوضحت الوكالة أن التهديد العسكري المباشر الذي يواجه حاملات القوات البحرية هو جيل جديد من الصواريخ الباليستية التي يمكن إطلاقها من خارج نطاق معظم الطائرات المقاتلة على متن الحاملات، حيث يصل مدى هذه الصواريخ إلى ما يزيد على 900 ميل (1448.41 كم).
علاوة على ذلك، يُعتقد أيضا أن الصين وروسيا تقومان بتطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت وتتحرك بسرعة أعلى من "ماخ 5"، وهي سرعة لا تضمن تقريبا سوى استجابة محدودة، إن وجدت، من وحدات الهجوم المرافقة للحاملة.
aXA6IDIxNi43My4yMTcuMSA= جزيرة ام اند امز