ضربة كهرومغناطيسية.. كوريا الشمالية تهدد بـ"إظلام" أمريكا
خبراء يكشفون قدرة كوريا الشمالية على تعطيل شبكة الكهرباء في الولايات المتحدة بتفجير القنبلة الهيدروجينية في الجو فوق أراضي أمريكا.
كشف خبراء أن تهديدات كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة، تتضمن حالياً تكتيك "الضربة الكهرومغناطيسية"، والتي يتم تفعيلها عن طريق سلاح نووي يهدف إلى تعطيل شبكة الكهرباء الأمريكية.
وألمحت وكالة الأنباء الرسمية لكوريا الشمالية في إشارة نادرة إلى هذا التطور في تقرير نشرته، صباح الأحد، أعلنت فيه بيونج يانج عن نجاح اختبار قنبلة هيدروجينية محملة على صاروخ بالستي بعيد المدى.
وقالت الوكالة في التقرير إن القنبلة هي سلاح نووي حراري "متعدد الوظائف" بقوة تدميرية ضخمة بإمكانها حتى إذا تم تفجيرها على ارتفاعات عالية تفعيل ضربة كهرومغناطيسية قوية للغاية.
- أمريكا وكوريا الجنوبية: رد عسكري "قريب" ضد بيونج يانج
- تعرف على القنبلة الهيدروجينية الأكثر فتكا من النووية
وتدور فكرة الضربة المغناطيسية حول تفجير القنبلة النووية في الجو على بعد عشرات أو مئات الأميال فوق الأرض، بهدف إيقاف الطاقة الكهربائية بالكامل في أجزاء كبيرة من الولايات المتحدة.
وعلى عكس القنابل الذرية التي استخدمتها أمريكا لاستهداف اليابان في أعقاب الحرب العالمية الثانية، فإن القنبلة الهيدروجينية إذا تم تفجيرها بعيداً عن الأرض لن تدمر المباني أو تقتل الناس.
لكن بدلاً من ذلك فإن الموجات الكهرومغناطيسية الناتجة عن الانفجار النووي ستولد ذبذبات تصيب الشبكة الكهربائية والمعدات الكهربائية بالشلل، بنفس الطريقة التي تدمر فيها صاعقة البرق المعدات.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إنه في أسوأ السيناريوهات، يمكن أن يستمر انقطاع الطاقة لشهور ما سيؤدي بشكل غير مباشر إلى حتف العديد من الناس، نظراً لأن المستشفيات ستكون بدون طاقة وخدمات الطوارئ لن تعمل بشكل طبيعي كما يمكن أن يعاني الناس من نقص المياه والطعام.
وظهرت التحذيرات من مثل هذا الهجوم منذ سنوات عديدة بما في ذلك تقرير عام 2008 الذي تم إيفاده إلى الكونجرس الأمريكي، محذراً من أن الضربة الكهرومغناطيسية ستتسبب في اضطراب طويل وواسع الانتشار وضرر في البنيات التحتية التي تشكل نسيج المجتمع الأمريكي.
وليس هذا الدليل الوحيد، فالولايات المتحدة أجرت اختباراً لقنبلة هيدروجينية في المحيط الهادي عام 1962، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء في هونولولو عاصمة هاواي التي تبعد نحو 1000 كيلومتر من موقع التجربة.
وفضلاً عن ذلك، فإن التفاعلات الكهرومغناطيسية على سطح الشمس أيضاً قد تتسبب في تعطل أنظمة الطاقة، حيث شهدت ولاية كيبيك الكندية في 1989 انقطاعاً للكهرباء جاء بعد أيام قليلة من انفجارات قوية بالشمس، لتقذف سحابة من الجزيئات المشحونة التي ضربت المجال المغناطيسي للأرض.
ويعترف المنتقدون بالضربة الكهرومغناطيسية وإمكانية تنفيذها نظرياً، لكنهم يرون أن الخطر المحتمل مُبالغ فيه، لأنه سيكون من الصعب على عدو مثل كوريا الشمالية دراسة الهجوم بدقة للتسبب في أقصى ضرر ممكن لشبكة كهرباء الولايات المتحدة، موضحين أنه لو انفجرت القنبلة بعيداً عن موقعها المستهدف فإنها قد تعطل فقط بعض المعدات أو أجزاء من نظام الطاقة.
ويرى آخرون أنه حتى لو لدى كوريا الشمالية القدرة التقنية لشن ضربة كهرومغناطيسية، فإن استخدامها ليس له معنى استراتيجي كبير، نظراً لأن بيونج يانج يمكنها التسبب في دمار أكبر بكثير إذا اتجهت لهجوم نووي تقليدي على مدينة أمريكية كبيرة.
إلا أنه مع تهديد كوريا الشمالية حالياً بالضربة الكهرومغناطيسية، فإنه من المرجح أن يركز المسؤولون الأمريكيون على كيفية تقليص الضرر المحتمل بقدر الإمكان، عن طريق تعزيز الدفاعات الصاروخية لتدمير القنبلة الكورية الشمالية قبل أن تتسبب في أي ضرر.
واقترح خبراء أيضاً أن تُشيد الولايات المتحدة شبكة كهرباء يمكنها تحمل الذبذبات المفاجئة، مثل ما تم فعله من قبل لحمايتها من الصواعق الطبيعية، كما يمكن بناء أنظمة احتياطية يمكنها العمل في حال تعطلت الرئيسية.
aXA6IDMuMTQwLjE5Ni41IA== جزيرة ام اند امز