شبح الانتقام.. هل سلمت واشنطن "القائمة المحرمة" لطالبان؟
قالت مجلة أمريكية إن مسؤولين أمريكيين في أفغانستان سلموا طالبان قائمة بأسماء مواطنين وحاملي البطاقة الخضراء والحلفاء الأفغان.
وأوضحت مجلة "بوليتيكو" أن القائمة تضم أسماء تريد واشنطن من الحركة التي سيطرت على الحكم في البلاد السماح لهم بدخول المحيط الخارجي لمطار المدينة، تمهيدا لإجلائهم.
ونقلت المجلة عن ثلاثة مسؤولين وأعضاء بالكونجرس قولهم إن الخطوة تستهدف الإسراع في إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص من أفغانستان مع الفوضى التي اندلعت بالعاصمة الأفغانية الأسبوع الماضي بعد سيطرة الحركة على البلاد، وتأتي أيضا في وقت تعتمد فيه إدارة جو بايدن على طالبان لتأمين المحيط الخارجي للمطار.
ومنذ سقوط كابول منتصف أغسطس/آب الجاري، تم إجلاء حوالي 100 ألف شخص، اضطر معظمهم للمرور عبر نقاط تفتيش متعددة لطالبان، لكن قرار تقديم أسماء بعينها لطالبان أغضب مسؤولين عسكريين ومشرعين أمريكيين.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع، طلب عدم ذكر اسمه: "باختصار، كأنهم وضعوا هؤلاء الأفغان على قائمة قتل. هذا أمر مروع وصادم ويجعلك تشعر بأنك غير نظيف".
وردا على أسئلة بشأن تقرير "بوليتيكو"، الخميس، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه ليس متأكدا من وجود مثل تلك القائمة، لكنه أيضًا لم ينف أن الولايات المتحدة في بعض الأحيان تسلم أسماء لطالبان.
وأضاف بايدن: "كانت هناك حالات تواصل فيها جيشنا مع نظرائهم العسكريين في طالبان وقالوا على سبيل المثال، هذه الحافلة ستأتي بعدد من الناس على متنها، عليها هذه المجموعة من الناس. نريد منكم أن تدعوا الحافلة أو تلك المجموعة تمر".
وبحسب المجلة، ظهرت تلك القائمة خلال إحاطة سرية في "كابيتول هيل" (مقر الكونجرس) هذا الأسبوع، والتي أصبحت مثيرة للجدل بعدما دافع كبار المسؤولين بإدارة بايدن عن تنسيقهم مع طالبان.
وأكد مسؤولو إدارة بايدن أنها كانت أفضل طريقة للحفاظ على سلامة الأمريكيين والأفغان، ومنع نشوب حرب بين عناصر طالبان والآلاف من القوات الأمريكية المتمركزة بالمطار.
وبعد سقوط كابول، خلال الأيام الأولى لعمليات الإجلاء، قدم فريق التنسيق العسكري والدبلوماسي الأمريكي المشترك في المطار لطالبان قائمة بالأشخاص الذين تريد الولايات المتحدة إجلاءهم، وفق المجلة.
وتضمنت الأسماء أفغانا عملوا إلى جانب الولايات المتحدة خلال الحرب التي استمرت 20 عاما، وتقدموا بطلب للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة إلى أمريكا، كما تضمنت أيضا أسماء مواطنين أمريكيين، وأصحاب الجنسيات المزدوجة، والمقيمين الدائمين بصورة شرعية.
وقال مسؤول أمريكي: "كان عليهم القيام بذلك بسبب الوضع الأمني الذي خلقه البيت الأبيض بالسماح لطالبان بالسيطرة على كل شيء خارج المطار".
ولكن بعد وصول الآلاف من طالبي التأشيرات إلى المطار، ليتجاوز عددهم قدرة الولايات المتحدة، غيرت وزارة الخارجية مسارها، وطلبت من المتقدمين عدم القدوم إلى المطار، والانتظار بدلا من ذلك حتى السماح لهم بالدخول، ومنذ ذلك الحين، لم تتضمن القائمة التي تم تقديمها إلى طالبان أسماء هؤلاء الأفغان.
وقال المسؤول بوزارة الدفاع إنه اعتبارا من الأربعاء الماضي، تم قبول حاملي جوازات السفر الأمريكية والبطاقة الخضراء كمؤهلين فقط للإجلاء.