كردستان كلمة السر.. خطة أمريكية لإنقاذ اقتصاد العراق من نفوذ إيران
الإقليم قد يكون منتجاً للعديد من السلع التي يستوردها العراق من إيران، شريطة توفر الدعم الأمريكي ودخول الشركات الأمريكية القطاع الصناعي.
رغم سعي إيران للسيطرة على الاقتصاد العراقي بالكامل للالتفاف على العقوبات الأمريكية، إلا أن واشنطن بدأت بتنفيذ خطتها لتحرير الاقتصاد العراقي من نفوذ طهران التي تهيمن منذ سنوات على أسواق العراق وغالبية تعاملاته التجارية.
وتمكن النظام الإيراني منذ تسعينيات القرن الماضي عبر الاستفادة من العقوبات الأمريكية المفروضة على النظام العراقي السابق جراء غزوه دولة الكويت من الدخول الى الأسواق العراقية عبر بضائعها، وبدأت طهران توسع من هيمنتها على الاقتصاد العراقي بعد سقوط نظام حزب البعث عام ٢٠٠٣، بالتزامن مع توسع نفوذها السياسي والعسكري على الساحة العراقية، ومنعت خلال السنوات الماضية عبر مليشياتها والأحزاب التابعة لها العراق من لعب دوره الاقتصادي والاستفادة من موارده، فأصبحت مدن العراق مجرد أسواق لتصريف البضائع المصنوعة في إيران.
- 200 مليون دولار استثمارات بريطانية في حقل نفط بكردستان العراق
- إقليم كردستان يستعيد انتعاشه الاقتصادي عبر تنظيم ١٥ معرضا دوليا
واختارت الشركات الأمريكية إقليم كردستان العراق للعودة إلى الأسواق العراقية، فرغم وجود النفوذ الإيراني فيه إلا أن الإقليم يعتبر الجزء الوحيد من العراق الذي لا تتواجد فيه المليشيات الإيرانية التي تنفذ المشروع الإيراني في العراق وتفرض على التجار ورجال الأعمال العراقيين في جنوب العراق وشماله وفي بغداد بالقوة والتهديد التعامل مع إيران والمساهمة في الالتفاف على العقوبات الأمريكية وإنقاذ النظام في طهران من الانهيار.
وقع اتحاد غرف تجارة وصناعة إقليم كردستان اتفاقية تجارية مع غرفة التجارة الأمريكية الأحد الماضي بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الإقليم وواشنطن.
وقال رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، خلال مراسم توقيع الاتفاقية إن "المرحلة الراهنة هي مرحلة ما بعد الحرب، وقت الإعمار والتنمية وتقديم الخدمات، ننتظر أن يلعب القطاع الخاص الأمريكي دورا كبيرا فيه".
واعتبر بارزاني مشاركة وتضامن الشركات ورؤوس الأموال والاستثمار الأمريكي بشكل أكبر وأكثر فعالية في العراق وإقليم كردستان، سببا لتعزيز العلاقة بين الشعب الأمريكي مع شعوب المنطقة، مبينا أن "كردستان يمثل أرضية ملائمة لاستثمار رؤوس الأموال، هنا تجدون التسهيلات، والدعم والتعاون".
في غضون ذلك أعرب رئيس حكومة الإقليم المكلف مسرور بارزاني خلال لقائه الوفد التجاري الأمريكي عن أمله بتطوير العلاقات بين الإقليم والولايات المتحدة في المجال الاقتصادي وكافة المجالات أخرى.
وشهد اللقاء بحث سبل تطوير قطاعات الزراعة والصحة والتكنولوجيا والصناعة والتربية في الإقليم، وتنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد الكامل على الثروة النفطية.
ولعل أبرز الطرق التي يرى مختصون في المجال الاقتصادي أنه سيكون لها دور في إنقاذ العراق من الهيمنة الاقتصادية الإيرانية يكمن في إنهاء إغراق الأسواق العراقية بالسلع الإيرانية.
واعتبر الخبير الاقتصادي العراقي خطاب عمران الضامن، "وجود استراتيجية وطنية بإرادة سياسية تعمل على إيجاد نظام تعريفة جمركية مشددة يعمل على حماية السلع المنتجة وطنيا طريقا لإنقاذ الأسواق العراقية من البضائع الإيرانية".
وتابع الضامن: "يمكن للولايات المتحدة دعم القطاع الصناعي العراقي عن طريق تنفيذ برامج شراكة وتوأمة طويلة الأمد مع الشركات الأمريكية، الأمر الذي سيوفر التكنولوجيا ورؤوس الأموال اللازمة لدعم الإنتاج الوطني والاستغناء عن الواردات الإيرانية".
وشدد الضامن على دور إقليم كردستان العراق كونه بيئة استثمارية خصبة للشركات والمؤسسات الدولية، بفضل الاستقرار الأمني والسياسي الذي يتمتع به الإقليم، موضحا: "يمكن أن يكون الإقليم منتجاً للعديد من السلع التي يستوردها العراق من إيران، شريطة توفر الدعم الأمريكي ودخول الشركات الأمريكية القطاع الصناعي في الإقليم وهذا ممكن وآمن في الظروف الراهنة".
aXA6IDMuMTQ0LjgyLjEyOCA=
جزيرة ام اند امز