إقليم كردستان يستعيد انتعاشه الاقتصادي عبر تنظيم ١٥ معرضا دوليا
معرض البيت المثالي انطلق بمشاركة العشرات من الشركات العربية والأجنبية المختصة في مجال البناء والديكور
رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي مر بها كردستان العراق خلال السنوات الـ5 الماضية، إثر العقوبات التي فرضتها بغداد على أربيل وانخفاض أسعار النفط والحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن كردستان بدأ ينفض عن نفسه غبار الأزمات وباشر باستعادة انتعاشه الاقتصادي مع بداية العام الحالي.
- العراق يعتزم توحيد الإجراءات الجمركية مع إقليم كردستان
- "دانة" تعلن زيادة إنتاج الغاز 30% في إقليم كردستان
وانطلق في أربيل، الأربعاء، أول معرض دولي هذا العام، باسم معرض البيت المثالي بمشاركة العشرات من الشركات العربية والأجنبية المختصة في مجال البناء والديكور وكل ما تتطلبه عملية إعمار المدن العراقية التي دمرتها الحرب ضد الإرهاب خلال السنوات الماضية، التي تلت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على الموصل في يونيو/حزيران من عام ٢٠١٤.
وقال نوزاد هادي، محافظ أربيل لـ"العين الإخبارية" "تنظيم المعارض في إقليم كردستان دليل على الاستقرار وانتعاش الحركة الاقتصادية، الإقليم على أبواب مرحلة جديدة بعد الأزمات التي شهدها خلال السنوات الماضية، وسنشهد نشاطا أكبر للحركة الاقتصادية بعد تشكيل حكومة الإقليم الجديدة"، مشيرا إلى استمرار حكومة الإقليم على سياسة دعم القطاع الخاص والحركة التجارية، وإيجاد الفرص وتشجيع الصناعات الوطنية، موضحا "لدينا شركات محلية مشاركة في هذه المعارض تنافس بمنتجاتها الشركات الدولية".
وينتظر الإقليم عودة الشركات الأجنبية التي غادر عدد منها الإقليم خلال السنوات الماضية بسبب الأزمة الاقتصادية، بينما يؤكد مختصون اقتصاديون أن العديد من هذه الشركات بدأت تعود وتمارس عملها في الإقليم منذ منتصف العام الماضي.
وأكد رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في إقليم كردستان "دارا جليل خياط" لـ"العين الإخبارية" "الاتفاق بين أربيل وبغداد والموافقة على حصة كردستان من الموازنة العامة للعراق، وتشكيل حكومة الإقليم الجديدة، من شأنها إنعاش الاقتصاد في الإقليم، وهذا سيشجع الشركات الأجنبية على العودة إلى سوق الإقليم، فهذه الشركات متشوقة وتتسابق لدخول سوق إقليم كردستان، خصوصا أنها جربت من قبل سوق الإقليم واستفادت منه كثيرا"، لافتا إلى أن كردستان يرحب بجميع الشركات العربية الأجنبية والمحلية، ويقدم لها الخدمات والتسهيلات اللازمة.
وانحسرت خلال السنوات الماضية أعداد المعارض التي كان إقليم كردستان ينظمها قبل سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على الموصل، لكن العام الجاري حسب إحصائيات المديرية العام للمعارض في الإقليم سيشهد تنظيم معارض متنوعة، وأردف مدير عام المعارض في إقليم كردستان عبدالله أحمد عبدالرحيم لـ"العين الإخبارية" "سيحتضن إقليم كردستان حسب العقود التي وقعناها مع الجهات الدولية المنظمة للمعارض خلال عام ٢٠١٩ ما بين ١٠-١٥ معرضا دوليا في مجالات الاقتصاد والثقافة والطب".
وينتظر الشارع الكردي أن يكون لهذه المعارض دور بارز في توفير فرص العمل للشباب في القطاع الخاص، إضافة إلى فتح الآفاق أمام الشركات المحلية في العراق لتكوين علاقات تجارية مع الشركات العربية والأجنبية.
وكشفت هنكاو ميران، المشرفة على المعرض لـ"العين الإخبارية" أعداد الشركات والدول المشاركة في المعرض، وأضافت "تشارك أكثر من ٧٠ شركة عربية وأجنبية من 7 دول في معرض البيت المثالي الدولي في مدينة أربيل، ونسعى من خلال هذا المعرض والمعارض الأخرى إلى إنعاش الاقتصاد في الإقليم والحفاظ على مدينة أربيل كمركز تجاري في العراق والشرق الأوسط".
وفتحت الشركات الخاصة في مجالات البناء والمنازل والديكور والأثاث والأنظمة الإلكترونية للمنازل الحديثة أجنحتها أمام الزبائن العراقيين، واحتضنت هذه الأجنحة مواد وبضائع حديثة في مجال البناء، الذي يعد الأكثر رواجا في العراق، خصوصا بعد الدمار الذي لحق بالعديد من مدنه جراء الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، فالشركات الأجنبية تسعى إلى أن تكون لها دور بارز في عمليات إعادة الإعمار، التي لم تبدأ بعد رغم مرور نحو عامين على تحرير الموصل و3 أعوام على تحرير الأنبار وصلاح الدين.
من جهتها، أوضحت هند حسين، مديرة مبيعات شركة توتو اليابانية لـ"العين الإخبارية" "تحتاج السوق العراقية إلى مواد ذات نوعية وجودة عالية، لأن السنوات الماضية شهدنا عمليات إغراق السوق بمنتجات ذات جودة رديئة، وعدم وجود مواد جيدة بديلة اضطر المواطن لشراء هذه المنتجات الرديئة، لذلك تحاول شركاتنا توفير منتجات عالية الجودة لكي تبين للمشتري أن هناك مواد ذات جودة عالية في السوق".
وتعتبر سوقا مفتوحة للعمل وبدأت الشركات الأمريكية مؤخرا تزيد من وجودها في الإقليم، بحثا عن الفرص الاستثمارية، خصوصا بعد العقوبات الاقتصادية التي تفرضها واشنطن منذ أغسطس/آب الماضي على النظام الإيراني، والذي يسيطر منذ سنوات على الأسواق في العراق بشكل عام.
وجمعت غرفة التجارة والصناعة في إقليم كردستان والقنصلية الأمريكية العامة في الإقليم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وفدا من المستثمرين الأمريكيين والكرد في أربيل، الذين زاروا الإقليم لبحث المجالات المحتملة للتعاون الاقتصادي والتجاري في المنطقة.