5 رجال «أسقطوا» هاريس
«للنصر مائة أب لكن الهزيمة دائما يتيمة»، غير أن واقع كامالا هاريس يكسر المقولة، ليؤكد أنه يمكن أن يكون للهزيمة «5 آباء» وربما أكثر.
خسرت مرشحة الديمقراطيين السباق الشرس نحو البيت الأبيض، ومنحت مفاتيحه مرغمة لخصمها الجمهوري دونالد ترامب.
ومع أن أسباب الهزيمة متعددة، لكن في الكواليس كما تحت الأضواء تراءت أسماء 5 رجال ممن صنعوا خسارتها المدوية والمفاجئة للكثيرين، وسط استطلاعات رأي كانت متقاربة حتى الأيام الأخيرة من الحملات الانتخابية.
فيما يلي الرجال الخمسة الذين أجهضوا حلم هاريس بأن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية، كما تستعرضهم صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية.
إيلون ماسك
أغنى رجل في العالم ألقى بكل ثقله من أجل دعم ترامب، حيث قام بتسخير كافة إمكانياته، بما فيها شبكته الاجتماعية «إكس»، لمهاجمة هاريس.
وفي غضون أشهر قليلة تحولت المنصة إلى صوت ذكوري وتآمري وعنصري بشكل علني، وعرض ملايين الدولارات لحصد التأييد للمرشح الجمهوري، وباتت جل النقاشات تتمحور حول هاريس بوتيرة سريعة وعلنية مستفزة.
جو بايدن
أدرك أن ترشحه سيكون بمثابة دعم مجاني لمنافسه، لذلك رضخ للضغوط وصوت السن لينسحب من السباق في يوليو/تموز الماضي.
لكن حينها كان الوقت قد فات بالفعل، كما يعترف العديد من المسؤولين التنفيذيين الديمقراطيين، لأنه بدا أن الكثير من الناخبين باتوا رافضين للحكم الديمقراطي بشكل عام، بسبب أداء بايدن.
فالسؤال الجوهري الذي كان مطروحا يشمل الاقتصاد الأمريكي في عهد بايدن، وهو الموضوع الرئيسي الذي انقض عليه دونالد ترامب وجعله محور تجمعاته وخطاباته طوال الحملة الانتخابية.
وفي حين أن الأرقام ممتازة من حيث الاقتصاد الكلي، فقد عانى المتقاعدون من التضخم في عهد بايدن بينما عانى الشباب من الآثار السلبية لتراجع النمو.
وفي مواجهة مقترحات ترامب التبسيطية، من ذلك تدابير الحماية وخفض الضرائب والحد من الهجرة غير الخاضعة للرقابة، لم يكن لدى هاريس سوى القليل من الوقت لإسماع صوت بدائلها.
آندي مونتغمري
شاب أسود من كارولينا الشمالية صوت لدونالد ترامب وروج لذلك، ولم يكن الوحيد، فقد حصل المرشح الجمهوري، رغم عنصريته العلنية، على عدد من الأصوات أكبر بكثير مما كان متوقعا في الولايات التي تضم أعدادا كبيرة من السكان من السود واللاتينيين.
بل تشير استطلاعات الرأي، حتى ولو كانت جزئية، إلى التقدم المبهر الذي أحرزه ترامب بين الناخبين السود، خاصة الشباب منهم، فيما لم يؤت رهان هاريس على النساء، وبالتأكيد على النساء السود، ثماره، إذ صوتن لها بنفس نسب تصويتهن لبايدن قبل أربع سنوات.
فولوديمير زيلينسكي
عشية الانتخابات، اعتقد واحد من كل اثنين من الأمريكيين أن واشنطن "تعطي الكثير من المال للدول الأجنبية في حالة حرب"، مستهدفة إسرائيل وأوكرانيا على قدم المساواة.
وبخصوص أوكرانيا، كان ترامب أكثر وضوحا وكان لرسالته صدى أكبر بكثير من هاريس، وفي الواقع، حتى يُنظر لترامب على أنه المرشح الأفضل لإنهاء الحرب، وذلك حتى بصفوف الجالية الأوكرانية الكبيرة في بنسلفانيا.
وعلى هذا الوتر لعب ترامب، فقد نجح في استقطاب الأمريكيين المستائين من الدعم الكبير واستنزاف الموارد العسكرية لصالح كييف.
وفي نفس الوقت حصد أصوات الأمريكيين من أصول أوكرانية أو المتعاطفين معهم، بتأكيد قدرته على إنهاء النزاع في وقت قياسي، حيث يبدو أن الكثيرين صدقوه.
بنيامين نتنياهو
حرب غزة أحدثت انقساما عميقا في الحزب الديمقراطي، وقال العديد من ناخبيه العرب والمسلمين إنهم على استعداد لمقاطعة التصويت احتجاجا على دعم جو بايدن غير المشروط لإسرائيل.
وإذا كانت هاريس أكثر اعتدالا فإن ترامب استفاد إلى حد كبير من ترددها، وهذا ما يفسر حصوله على دعم كبير من الناخبين العرب دون الحاجة إلى شرح تناقضات مواقفه، بين "الصداقة العميقة" مع نتنياهو ودعوة الإسرائيليين إلى "إنهاء هذه الحرب بسرعة".