«دونباس للإيجار».. صيغة أمريكية تقلق أوكرانيا وتُربك أوروبا
«دونباس تحت السيادة القانونية لكييف.. والإدارة الفعلية لروسيا مقابل رسوم»، هكذا تتحول واحدة من أعقد بؤر الصراع في أوروبا إلى بند مالي
في اتفاق سلام قد ينهي الحرب التي بدأت قبل 3 أعوام ونصف العام.
ففي لحظة يتقاطع فيها الإنهاك الأوكراني مع مساعي روسيا لإعادة صياغة الخرائط، تظهر خطة «الأرض مقابل المال» كمحاولة لتغليف الهزيمة الأوكرانية بورقة تفاوض.
فماذا نعرف عنها؟
أثارت التقارير حول الخطة السرية للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بشأن أوكرانيا، قلقا واسعا في كييف وبروكسل، والتي بموجبها ستحتفظ روسيا بالسيطرة على منطقة دونباس مقابل رسوم إيجار.
بهدوء وفي الكواليس، يعمل ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع روسيا على خطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا قد تتضمن بندا مثيرا للجدل يجبر كييف على تأجير جزء من أراضيها لروسيا.
وتنص خطة ويتكوف على تنازل كييف عن السيطرة على منطقة دونباس الشرقية، مع الاحتفاظ بملكيتها القانونية على أن تدفع روسيا رسوم إيجار غير معلنة مقابل السيطرة الفعلية على المنطقة، وفقا لما ذكرته صحيفة "التليغراف" البريطانية نقلا عن مسؤولين مطلعين على الخطة.
الخطة التي تضم 28 بندا تم وضعها خلال محادثات سرية أواخر الشهر الماضي بين ويتكوف والمبعوث الروسي كيريل دميترييف الذي أعرب عن تفاؤله لأن «صوت موسكو بات مسموعا»، لكن هذه السرية جددت المخاوف من استبعاد أوكرانيا من المناقشات المتعلقة بمستقبلها.
وإلى جانب بند الأرض مقابل المال، تنص الخطة على:
- تخفيض حجم الجيش الأوكراني إلى 400 ألف عنصر، ما يعني تقليص جيشها بأكثر من النصف
- منعه من امتلاك صواريخ بعيدة المدى
- منع نشر القوات الأجنبية في أوكرانيا
- إنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية.
- منع الطائرات الدبلوماسية الأجنبية من الهبوط
- إعلان اللغة الروسية لغة رسمية للدولة
- منح الكنيسة الأرثوذكسية الروسية صفة رسمية في الأراضي الخاضعة لسيطرة موسكو.
وفيما يتعلق بالضمانات الأمنية فتنص الخطة على:
السماح لأوكرانيا بالتفاوض عليها مع الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية للمساعدة في الحفاظ على أي وقف لإطلاق النار.
موقف أوكرانيا
ورفض مسؤولون أوكرانيون الخطة، ونفت روسيا علمها بها في حين لم يعلق ترامب لكنه كشف يوم الأربعاء الماضي أنه قال لنظيره الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا "دعني أسوي حربك اللعينة".
وكشفت مصادر مطلعة أن البيت الأبيض أبلغ الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي يشعر بالضعف حاليا بسبب فضيحة الفساد الأخيرة بضرورة موافقته على بنود الخطة.
وفي حين استبعد زيلينسكي دائما تسليم دونباس بأكملها لروسيا مقابل السلام، كان تنازل كييف عن هذه الأراضي مطلبًا راسخًا لبوتين منذ لقائه بترامب في ألاسكا في أغسطس/آب.
وبعد ضغوط من كييف وعواصم غربية أخرى، رفض ترامب هذه الخطوة، قائلا إن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يتم التفاوض عليه بناء على خطوط المواجهة الحالية.
لكن خطة ترامب لتأجير أراضي أوكرانيا مع نمط الصفقات التجارية الذي يستخدمه لدعم اتفاقيات السلام خاصة وأن منطقة دونباس غنية بالمعادن وفي مقابل تنازل كييف عنها يمكن أن تدفع موسكو رسومًا أرضية لتعويض الخسائر المالية المتوقعة.
وبموجب دستورها، فإن أوكرانيا ملزمة بطرح مسألة التنازل عن الأراضي للتصويت العام، لذا فإن اتفاقية التأجير حاسمة لتجنب فشل مثل هذا التصويت.
وبعد وقت قصير من الإعلان عن الخطة، أعلن كيث كيلوج، المبعوث الخاص لترامب إلى أوكرانيا، استقالته، قائلا لأحد المقربين منه إنه يعتقد أن روسيا تغري زملاءه في إدارة ترامب.
وقالت مصادر أوروبية لـ"التليغراف" إنهم لم يكونوا على علم بتفاصيل الصفقة إلى حد كبير وكثيرًا ما يتعرض ويتكوف لانتقادات خاصة من المسؤولين الأوروبيين، الذين يعتقدون أنه يتأثر بسهولة بالحجج الروسية.
وكان من المتوقع أن يجري ويتكوف مع زيلينسكي في تركيا أمس الأربعاء لكن جرى تأجيل الاجتماع، وأفادت التقارير أن الرئيس الأوكراني أبدى استياءه من الخطة الأمريكية بعد إطلاع مسؤوليه عليها.
موقع "أكسيوس" الأمريكي الذي كان أول من أعلن عن الخطة، نقل عن مسؤول أمريكي قوله إنه قد تم تأجيل الاجتماع لأن زيلينسكي كان ينوي تقديم خطة بديلة، صاغها مع شركاء أوروبيين لكن واشنطن رأت أنها ستكون غير مقبولة لروسيا في حين رجحت "تلغراف" مشاركة قطر وتركيا في صياغة خطة ويتكوف حيث يدعم البلدان جهود الوساطة الأمريكية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز