«خطة ويتكوف» بشأن أوكرانيا تربك الحلفاء.. وحضور أمريكي مفاجئ في كييف
يواصل البيت الأبيض جهوده لإنهاء حرب أوكرانيا من خلال خطة صاغها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بالتعاون مع روسيا.
وكشفت تقارير إخبارية عن جهود حثيثة يقودها سرا ويتكوف للتوصل إلى اتفاق ينهي حرب أوكرانيا.
وعلى الفور، سعى حلفاء الولايات المتحدة والمسؤولون الأوكرانيون جاهدين لفهم الخطة التي قال موقع «أكسيوس» أمس إنها تشمل 28 بندا.
وأعرب كثيرون عن قلقهم من أن يعني ذلك أن الولايات المتحدة قد ترضخ للمطالب الروسية لإنهاء القتال وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
ونقلت "بوليتيكو" عن مصدر مطلع قوله إنه في الوقت الذي تلاشت فيه آمال ترامب في لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بدأت جهود ويتكوف الذي التقى أواخر الشهر الماضي بالمبعوث الروسي الخاص كيريل دميترييف في مدينة ميامي الأمريكية.
وقال مصدر آخر، إن الإعلان عن خطة ويتكوف شكل صدمة كبيرة لدى المسؤولين الأوكرانيين والأوروبيين خاصة وأنهم كانوا قد شعروا أن ترامب بدأ يدرك أخيرًا عدم صدق بوتين.
وفي ضوء شكلها الحالي، تتطلب الخطة تنازلات كبيرة من أوكرانيا، بما في ذلك فرض قيود على جيشها والتخلي عن مساحات إقليمية رئيسية، وذلك وفقا لما ذكره مصدر ثالث لكنه أكد أن بنود الخطة لا تزال قابلة للتفاوض.
وكانت أوكرانيا قد إلى سعت عضوية الناتو كضمانة أمنية ضد أي هجوم روسي في المستقبل وهو ما تدعمه بعض الدول الأوروبية وترفضه الولايات المتحدة وروسيا.
كما يخشى الحلفاء الأوروبيون من منح روسيا تنازلات إقليمية، يرون أنها ستكون مكافأة لموسكو بما يشكل سابقة مقلقة.
وفي العواصم الأوروبية، كان المسؤولون يحاولون فهم خطة لا تتضمن سوى القليل من التفاصيل. وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول "لم نطلع على هذا الأمر" وأضاف "هناك جهود مستمرة من جميع الشركاء الدوليين لجلب الرئيس فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات".
وتابع "نحن بطبيعة الحال ندعم كل ما يقود إلى هذا الاتجاه.. نركز على دعم أوكرانيا، وبالتالي نوضح لبوتين تمامًا أنه لا بديل عن عملية التفاوض".
وقال مصدر مطلع إن مطالب روسيا يبدو أنها تكرر مقترحات سبق أن رفضها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو كما أنها غير مقبولة من كييف مثل مطلب موسكو المتكرر بالسيطرة على أراضٍ في شرق أوكرانيا وأن تتخلى كييف عن الحماية الأمنية المستقبلية التي يوفرها لها حلفاؤها الغربيون.
وأرسلت واشنطن وزير الجيش دان دريسكول، ورئيس الأركان راندي جورج، وقائد الجيش في أوروبا كريستوفر دوناهو إلى كييف للتحدث مع الأوكرانيين حول الخطة وسط تفاؤل في البيت الأبيض بشأنها.
وأشار مسؤول كبير في البيت الأبيض إلى إمكانية الاتفاق على إطار عمل لإنهاء الصراع من قبل جميع الأطراف بحلول نهاية الشهر الجاري، وحتى "في أقرب وقت ممكن هذا الأسبوع" وقال مسؤول ثان في البيت الأبيض إن كلا الجانبين سيحتاجان إلى إظهار المرونة.
ولم تعلق أوكرانيا علناً على الخطة وقال مدير مكتب الرئاسة أندريه يرماك إنه على "اتصال مستمر" مع فريق ترامب، بمن فيهم ويتكوف، وسيعمل مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب "وتأمين سلام عادل ودائم".
من جانبها، أشارت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر إلى أن بوتين رفض جميع جهود ترامب للسلام حتى الآن، واختار بدلاً من ذلك "ببساطة تصعيد الحرب".
وقالت "لذا، يتمثل النهج الأوروبي في الضغط على بوتين، من خلال العقوبات الاقتصادية ودعم أوكرانيا، للعودة إلى طاولة محادثات السلام."
وأشار دبلوماسي بريطاني إلى أنه لم يتم إطلاع لندن على المقترحات، على الرغم من العلاقة الوثيقة بين مستشار الأمن القومي جوناثان باول وويتكوف في حين سعى مسؤول بريطاني ثانٍ إلى التقليل من أهمية مدى جدية الخطة.
ويثير نهج ويتكوف القلق في أوروبا وحمله البعض مسؤولية فشل جهود السلام بسبب ميله للعمل منفردًا ورفضه استشارة حلفائه بما جعله أحيانًا غير ملم أو غير مستعد كما يرون أن مشاوراته الهادئة مع روسيا مثال على تضليله من قبل موسكو وذلك وفقا لـ"بوليتيكو".
وقال مسؤول دفاعي في الاتحاد الأوروبي "لقد حدد الروس بوضوح ويتكوف كشخص مستعد لتعزيز مصالحهم". وأضاف "لم تتم استشارة الأوروبيين.. لكن هناك جناحًا داخل البيت الأبيض ينظر إلى الأوروبيين منذ فترة على أنهم مفسدون لعملية السلام، لذا، ليس الأمر مفاجئًا إلى حد ما".
وفي روسيا، قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين: "لم يطرأ أي جديد يضاف إلى ما تمت مناقشته" في ألاسكا بين بوتين وترامب في أغسطس/آب الماضي.
وبحسب المصادر فمن غير الواضح مدى شمولية التخطيط للخطة حيث لم تتم استشارة عدد من الأشخاص الذين كان من المفترض تبليغهم بها سواء في البيت الأبيض أو وزارة الخارجية وقال المصدر الأول إن الخطة تضمنت "انعدام التنسيق بين الوكالات".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز