قرارات مجلس النواب الأمريكي تمثل نكسة لحكومة رجب طيب أردوغان، وحزب العدالة والتنمية اللذين خسرت معها تركيا سمعتها عالمياً
بالأمس وافق مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة على قرار يطالب الرئيس دونالد ترامب بفرض عقوبات على تركيا والمسؤولين الأتراك، بسبب الاعتداء الأخير على شمال سوريا، حيث صوت أعضاء المجلس بأغلبية أربعمائة وثلاثة أصوات لصالح القرار، وذلك في إطار مساعي الديمقراطيين وكثير من الجمهوريين في الكونجرس، لدفع رجب طيب أردوغان وحكومته لإنهاء الهجوم على القوات الكردية التي ساعدت القوات الأمريكية في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، فيما أيد مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة أيضاً قرارا يعترف بأن عمليات القتل الجماعي التي تعرض لها الأرمن قبل أكثر من 100 عام إبادة جماعية.
يبدو أن مستقبل تركيا يسير في اتجاه مظلم، في جميع المجالات، السياسي، والعسكري، والاقتصادي، بسبب الإخفاقات المتتالية لحزب العدالة والتنمية ورهاناته الخاسرة على كافة الأصعدة
وجرت مذابح الأرمن حين قتل مليون ونصف المليون أرمني بحسب باحثين، على يد الدولة العثمانية خلال الفترة من 1915 إلى 1923 خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، معظمهم من المواطنين داخل الدولة العثمانية حين تم استهداف ومهاجمة وقتل مجموعات عرقية متعددة كان أبرزها الأرمن، فيما تتمسك أنقرة بالتشكيك فيما هو معلن من جانب الأرمن، رغم عدم إنكارها للأحداث كلياً، مقدّرة أعداد الضحايا ما بين ثلاثمائة ألف إلى خمسمائة ألف إنسان، تدعي أنهم سقطوا نتيجة ما أسمته حرباً أهلية، كما ترفض استخدام لفظ إبادة رغم أن أكثر من 20 دولة حول العالم تعترف بالإبادة أو ما يسمى الجريمة الكبرى.
وبين هذين القرارين، تبدت الرغبة الأمريكية في رفض المشروع التركي التوسعي، الرامي لزعزعة الأمن الإقليمي بل والعالمي، وذلك في سلسلة من العقوبات القاسية التي شملت مسؤولين كبار في أنقرة، والقادم أسوأ بحسب مراقبين.
إن قرارات مجلس النواب الأمريكي تمثل نكسة لحكومة رجب طيب أردوغان، وحزب العدالة والتنمية الذي خسرت معه تركيا سمعتها عالمياً، وتراجعت دبلوماسيتها، حتى فقدت معظم أصدقائها بسبب غرور الرئيس التركي، وتفاقمت الأزمات الاقتصادية والسياسية وتراجعت الحريات داخلياً وانتشر الفساد والإقصاء، فيما تدل القرارات على أن العالم ضاق ذرعاً من التصرفات التركية، وأصبح هناك شعور بأن سلوك أردوغان لم يعد محتملاً.
في الختام.. يبدو أن مستقبل تركيا يسير في اتجاه مظلم، في جميع المجالات، السياسي، والعسكري، والاقتصادي، بسبب الإخفاقات المتتالية لحزب العدالة والتنمية ورهاناته الخاسرة على كافة الأصعدة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة