الغرب يفرض أقسى العقوبات على النفط الروسي.. 180 ناقلة وعشرات الأشخاص والشركات
كشفت أمريكا عن عقوبات كبيرة على قطاع النفط والغاز الروسي تقول إنها الأشد على قطاع الطاقة في روسيا.
وهو ما دفع أسعار النفط العالمية إلى الصعود بأكثر من أربعة بالمئة اليوم الجمعة.
وتشمل العقوبات، وفق وكالة رويترز، نحو 180 ناقلة نفط وعشرات من المتعاملين وشركتين كبيرتين في مجال النفط وبعض كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع النفط الروسي.
- حرائق كاليفورنيا تحيل الأحياء الراقية إلى رماد.. 10 مليارات دولار خسائر التأمين
- النمو الاقتصادي العالمي يستقر.. الأمم المتحدة تتوقّع 2.8% في 2025
وأدت تقارير عن العقوبات إلى دفع أسعار النفط العالمية إلى تجاوز 80 دولارا للبرميل.
وقالت ثلاثة مصادر في قطاع التكرير الهندي وأربعة مصادر في قطاع تجارة النفط الروسي إن العقوبات المفروضة على روسيا قد تحدث اضطرابات شديدة في صادرات النفط الروسية إلى المشترين الرئيسيين في الهند والصين، وهو ما يصيب بقوة سلاسل الإمداد العالمية.
وقال البيت الأبيض: "لا نعتقد أن العقوبات على روسيا سيكون لها تأثير كبير على سوق النفط العالمية".
وتستهدف أمريكا عشرات من المتعاملين ومسؤولين في روسيا في أنشطة خدمات حقول النفط والطاقة.
وقال مسؤول أمريكي: روسيا ستبذل قصارى جهدها للتحايل على العقوبات لكن القيام بذلك سيراكم التكلفة عليها.
وكشفت المصادر أن أكثر من 180 ناقلة نفط خضعت للعقوبات كثير منها ضمن أسطول الظل الروسي.
وتوقع مسؤول كبير في إدارة بايدن أن تكلف العقوبات الجديدة روسيا مليارات الدولارات شهرياً.
عقوبات بريطانية
من جانبها، فرضت الحكومة البريطانية عقوبات هي الأخرى، حيث أضافت شركة سورجوتنيفتيجاس الروسية للنفط إلى قائمة العقوبات، كما أعلنت أيضاً فرض عقوبات على شركة جازبروم نفت الروسية.
تقليص إيرادات النفط
تهدف هذه الخطوة إلى تقليص إيرادات النفط التي تستخدمها روسيا في تمويل الحرب التي اندلعت عقب غزوها أوكرانيا في فبراير شباط 2022 وأدت إلى مقتل وإصابة عشرات الألوف وتحويل مدن إلى أنقاض.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منشور على منصة إكس إن الإجراءات التي أعلنت اليوم "ستوجه ضربة قوية" إلى موسكو. وأضاف "كلما انخفضت عائدات روسيا من النفط اقتربت استعادة السلام"، على حد قوله.
وذكر داليب سينغ المستشار الاقتصادي والأمني الكبير في البيت الأبيض في بيان أن التدابير "هي أهم عقوبات حتى الآن على قطاع الطاقة الروسي، وهو أكبر مصدر للإيرادات في حرب (الرئيس فلاديمير بوتين).
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها فرضت عقوبات على شركتي جازبروم وسورجوتنفتيجاز الروسيتين لاستكشاف النفط وإنتاجه وبيعه، و183 ناقلة مستخدمة في شحن النفط الروسي، وكثير منها ضمن ما يسمى بأسطول الظل من الناقلات القديمة التي تشغلها شركات غير غربية. كما تشمل العقوبات شبكات تتاجر في النفط.
الهند والصين
واستُخدم العديد من هذه الناقلات في شحن النفط إلى الهند والصين، إذ أدى السقف السعري الذي فرضته مجموعة السبع في 2022 إلى تحويل جزء كبير من تجارة النفط الروسية من أوروبا إلى آسيا. وشحنت بعض ناقلات النفط الروسي والإيراني.
كما ألغت وزارة الخزانة أيضا مادة كانت تعفي الوسطاء في مدفوعات الطاقة من العقوبات المفروضة على البنوك الروسية.
وقال مسؤول أمريكي آخر في مؤتمر صحفي عبر الهاتف إن هذه العقوبات ستكلف روسيا مليارات الدولارات شهريا إذا تم تنفيذها كما ينبغي.
وقال المسؤول "لا توجد خطوة في سلسلة الإنتاج والتوزيع لم تتأثر، وهذا يمنحنا ثقة أكبر في أن التهرب (من العقوبات) سيكون أكثر تكلفة بالنسبة لروسيا".
وقالت شركة جازبروم إن العقوبات غير مبررة وغير مشروعة، مؤكدة أنها ستواصل عملها.
أمريكا لم تعد تتأثر بشح معروض النفط
تمنح هذه الإجراءات مهلة للكيانات الخاضعة للعقوبات حتى 12 مارس/آذار لإتمام المعاملات المتعلقة بالطاقة لتصفية أنشطتها.
ومع ذلك، قالت مصادر في تجارة النفط الروسي وقطاع التكرير الهندي إن العقوبات ستتسبب في تعطيل كبير لصادرات النفط الروسية إلى المشترين الرئيسيين لها، الهند والصين.
وقفزت أسعار النفط العالمية بأكثر من ثلاثة بالمئة قبيل إعلان وزارة الخزانة الأمريكية عن العقوبات، إذ اقترب سعر خام برنت من 80 دولارا للبرميل، مع تداول وثيقة تشرح العقوبات بين التجار في أوروبا وآسيا.
وقال جيفري بايات الأمين المساعد لموارد الطاقة في وزارة الخارجية الأمريكية إن هناك كميات جديدة من النفط من المتوقع إنتاجها هذا العام من الولايات المتحدة وجيانا وكندا والبرازيل، ومن المحتمل أيضا من الشرق الأوسط، ستعوض أي إمدادات روسية.
وأضاف بايات لرويترز "نرى أننا لم نعد نتأثر بشح المعروض في الأسواق العالمية بالطريقة التي كنا نتأثر بها حينما كشفنا عن آلية السقف السعري".
وتشكل العقوبات جزءا من جهود أوسع نطاقا، إذ قدمت إدارة بايدن لكييف مساعدات عسكرية بنحو 64 مليار دولار. ويشمل هذا صواريخ دفاع جوي وذخائر جو-سطح ومعدات دعم للطائرات المقاتلة هذا الأسبوع بقيمة 500 مليون دولار.
وتأتي الخطوة التي أعلنت اليوم بعد عقوبات فرضتها الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني على بنوك منها جازبروم بنك، أكبر وسيلة تربط روسيا بقطاع الطاقة العالمي، وعقوبات في وقت سابق من العام الماضي على عشرات الناقلات التي تحمل النفط الروسي.