مشاركة المعلومات الاستخباراتية.. ضباط أمريكيون سابقون يحذرون

ينصح ضباط سابقون بالاستخبارات الأمريكية خلفاءهم الحاليين بالتوقف عن التباهي بشأن دورهم في النجاح العسكري الأوكراني.
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، ظهرت قصتان في الصحافة الأمريكية هذا الأسبوع، استشهدتا بمسؤولين لم تسمهم يقولون إن المعلومات الاستخباراتية الأمريكية كان لها دور فعال في استهداف الجنرالات الروس بساحة المعركة وغرق الطراد "موسكفا" في البحر الأسود.
لكن التقرير الأوّلي الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الأربعاء، بشأن الجنرالات ونفاه البيت الأبيض جزئيًا، حيث قال إنه في حين تشارك الولايات المتحدة المعلومات الاستخباراتية مع القوات الأوكرانية، لم تشارك تحديدا بنية قتل الجنرالات الروس.
وفي اليوم التالي، نقلت شبكة "إن بي سي"، و"نيويورك تايمز"، و"واشنطن بوست"، عن مسؤولين قولهم إن الاستخبارات الأمريكية ساعدت أوكرانيا في استهداف "موسكفا" بصواريخ مضادة للسفن الشهر الماضي، لتصبح أكبر سفينة روسية تغرق منذ الحرب العالمية الثانية.
وأشارت "الجارديان" إلى التجسس كقاعدة عامة، يتم بشكل سري، لكن وكالات الاستخبارات الغربية غيرت هذه القاعدة خلال الشهور القليلة الماضية بالإفصاح عما يعرفونه بشأن الاستعدادات الروسية للحرب، تلته التقارير اليومية بشأن ساحة المعركة ومن خلف الخطوط الروسية.
"غير حكيم"
ومع ذلك، فإن الإفشاءات الجديدة مختلفة، إذ أنها تتعلق بما كانت تفعله وكالات التجسس الأمريكية، وليس التعليق على حالة الحرب.
وقال بول بيلار، وهو سؤول كبير سابق في "سي آي إيه": "من وجهة نظري الشخصية إنه أمر غير حكيم. تفاجأت بحجم التأكيد الرسمي لدور الاستخبارات الأمريكية في اختراق موسكو، وحتى قتل الجنرالات."
وأضاف: "الشاغل الأكبر هو أن هذا النوع من التأكيد العلني لهذا الدور الأمريكي واسع النطاق في النكسات التي لحقت بالروس قد تدفع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين للتصعيد بطريقة لولاها لم يشعر بالحاجة للتصعيد."
ويعتقد جون سيفير، الذي خدم 28 عاما في "سي آي إيه" منها بعض الوقت في موسكو، أن قرار الكشف عن التفاصيل مشاركة المعلومات الاستخباراتية غير موفق، لكن لأسباب مختلفة.
وقال: "أعتقد أنه مهين للأوكرانيين. يسلب الأشخاص الموجودين بالميدان بالفعل، والذين يستفيدون من المعلومات الاستخباراتية، ومن يجمعون معلوماتهم الاستخباراتية بنفسهم، ومن يقاتلون ليلًا ونهارا"، لكنه لم يعرب عن اعتقاده بأنه يزيد بشكل كبير خطر التصعيد بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأضاف: "بوتين يعرف كيف تلعب اللعبة. يحصل على المعلومات الاستخباراتية لمحاولة قتل الأمريكيين إذا كان الوضع معكوسا، كما فعل في أفغانستان وغيرها من الأماكن. أمضى الروس سنوات يهاجموننا من خلال الحرب السيبرانية والمعلومات المضللة. لذا لا أعتقد أن استياءهم من أن أمريكا تشارك المعلومات الاستخباراتية سيغير اللعبة."
وأوضح المسؤولون الأوروبيون أن وكالات الاستخبارات لديهم لن تحذو حذو الولايات المتحدة، حيث قال مسؤول: "هذا غباء. لا أعتقد أنه تسريب منسق بعناية."
لكن مسؤولا من دولة أوروبية أخرى شكك في أهمية الاستخبارات الأمريكية باستهداف أوكرانيا للجنرالات الروس، قائلًا إن العامل الأساسي كان إمكانية التنبؤ بالضباط الروس إذ يتبعون عقيدة صارمة تعود للعهد السوفيتي.
وقال المتحدث باسم البنتاجون: "لسنا المصدر الوحيد للاستخبارات والمعلومات المقدمة للأوكرانيين. يتلقون معلومات استخباراتية من دول أخرى كذلك ولديهم قدرة قوية جدًا على جمع المعلومات الاستخبارية".
وأضاف: "يحاربون في هذه الحرب ضد روسيا منذ ثمانية أعوام. ليس الأمر وكأنهم يغفلون تمام الطريقة التي تنظم بها موسكو نفسها والطريقة التي تتصرف بها روسيا في ساحة المعركة".