"أيلول" المرعب في رواية وول ستريت.. هل ينجو المستثمرون هذا العام؟
شهد سوق الأسهم في الولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر أغسطس/ آب الماضي، خسائر مع وجود حالة عدم يقين بشأن الاقتصاد والسياسة النقدية.
ذلك بالوقت نفسه، الذي يترقب به المستثمرون، ما قد يطرأ من عمليات تداول لشهر سبتمبر/ أيلول في حالة من القلق، في ظل وجود الأداء السلبي للأسهم الأمريكية خلال هذا الشهر.
تراجع سوق الأسهم
وحللت مصادر محلية، المشهد العام لسوق الأسهم الأمريكية، وما شهده من مكاسب ملحوظة هذا العام، هذه المكاسب كانت مدعومة بقوة الاقتصاد، مع تباطؤ حالة التضخم العام والتوقعات حول قرب نهاية دورة التشديد النقدي داخل الولايات المتحدة.
ويختلف الأمر بالنسبة لشهر أغسطس/ آب المنقض، ذلك الشهر شهد توقف موجة الصعود الملحوظة بالنسبة لسوق الأسهم، مع صدور بيانات اقتصادية، من شأنها أن تدفع البنك الاحتياطي الفيدرالي لإبقاء معدلات الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترة قد تطول عن المعدل المتوقع.
وكانت من الدلائل على توقف الصعود، ما تعرض له مؤشر "داو جونز" بعد أن فقد حوالي 2.4% من قيمته في شهر أغسطس فقط، ذلك مع انخفاض كل من مؤشر "إس آند بي 500" ومؤشر بورصة "ناسداك" بنسبة تتراوح بين 1.8% و2.2% .
وفيما يخص مؤشر "إس آند بي 500"، فقد شهد خلال شهر أغسطس/ آب الماضي، أكبر معدل هبوط شهري يعيشه منذ شهر فبراير/ شباط، أيضا تعرض مؤشر "ناسداك" لأسوأ أداء شهري يواجهه منذ بداية عام 2023 الجاري.
وكان تأثر الأسهم الأمريكية في المجمل بالسلب خلال شهر أغسطس/ آب، مع ارتفاع مضاعفات ربحية بوتيرة سريعة، كما شهد عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات صعود على مدار الشهر، بما يدلل على أن معدلات التضخم والفائدة ستظل في وضعية ارتفاع لفترة أطول.
شواهد من التاريخ
وبالنظر للتاريخ فيما يخص مؤشرات تراجع الأسهم، كان سبتمبر الشهر الأسوأ تاريخيا من حيث الأداء لمؤشرات الأسهم الأمريكية، الأمر الذي قد لا يوحي بأي تحسن قريب.
وعلى مدار التاريخ، بداية من عام 1945، مؤشر "إس آند بي 500" سبق له أن حقق متوسط عائد شهري بنسبة تبلغ -0.73% في سبتمبر من كل عام، وهو الأداء الشهري الأسوأ بالنسبة للمؤشر على مدار العام.
أيضا، كان سبتمبر دائما هو الشهر الوحيد الذي يظهر به تراجع مؤشر "إس آند بي 500" بشكل متكرر أكثر مما يشهده من معدلات ارتفاع، بمعدل صعود في المتوسط يبلغ في نسبته 44%.
كان سبتمبر أيضًا هو الشهر الوحيد الذي شهد متوسط عائد سالب لمؤشر "ناسداك" المركب، مع العلم بأن هذا المؤشر تغلب عليه أسهم قطاعات التكنولوجيا منذ العام 1971.
وخلال السنوات الخمس الأخيرة، شهد مؤشر "إس آند بي 500" انخفاض كبير في نسبته تصل لـ 3.2% في المتوسط، مع تسجيله تراجع في آخر ثلاث سنوات على التوالي.
وفيما يخص سبتمبر من عام 2022 الماضي، كان هذا الشهر أحد أسوأ الأشهر في التاريخ الحديث بالنسبة لأداء سوق الأسهم في الولايات المتحدة، ونجد أن مؤشر "إس آند بي 500" شهد به تراجع بنحو 9.3%، مسجلا أسوأ هبوط يعيشه في نفس الشهر منذ عام 1974.
ما مصير التراجع؟
ويهيمن على سوق الأسهم في امريكا مع بداية شهر سبتمبر حالة من عدم اليقين، ترتبط بشكل وثيق بالتطورات الاقتصادية وتطلعات السياسة النقدية في البلاد.
ويرى رئيس الاستثمار في "تريجيري بارتنرز" المدعو "ريتشارد سابيرستين"، إن تقلبات سوق الأسهم المسجلة طوال أغسطس/ آب الماضي مستمرة حتى الآن بآثارها الظاهرة.
ووفق توقعاته، يرى "سابيرستين" أن تقلبات السوق في سبتمبر مستمرة، مع استمرار تباطؤ النشاط الاقتصادي في أمريكا، نتيجة للتأثير المتأخر لرفع معدلات الفائدة سابقًا من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي.