الصين تسيطر على سوق السيارات الكهربائية.. شهادة أمريكية
كشف تحقيق أمريكي استمر 20 شهرا رصد خلالها الأداء الإبداعي لنحو 44 شركة صينية وريادتها في مجال السيارات الكهربائية.
وكشف تقرير نشرته صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية نتائج التحقيق الأمريكي الذي رصد إبداع الشركات الصينية في مختلف التكنولوجيات الرئيسية بما في ذلك الطاقة النووية، وأشباه الموصلات، والذكاء الاصطناعي، والمركبات الكهربائية.
وقالت الصحيفة الصينية في تقريرها إن التحقيق أثارت نتائجه القلق بالنسبة للولايات المتحدة.
والأربعاء الماضي، عرض محللون من مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار، وهي مؤسسة بحثية في واشنطن، النتائج التي توصلوا إليها في حدث في الكابيتول هيل، وحثوا صناع السياسات في واشنطن على معالجة التحديات التي يفرضها الابتكار الصيني.
وقال ستيفن إيزيل من ITIF: "بشكل عام، نجد أنه على الرغم من أن نظام الابتكار الصيني ليس مثاليا، إلا أنه أقوى بكثير مما كان مفهوما سابقا".
وأضاف أن الأدلة حتى الآن تشير إلى أن الصين لم تأخذ زمام المبادرة بشكل عام بعد، لكنها "تقدمت في مجالات معينة، ومن المرجح أن تعادل الشركات الصينية الشركات الغربية أو تتفوق عليها في العديد من المجالات الأخرى في غضون عقد من الزمن".
السيارات الكهربائية
ومن بين أبرز المجالات التي شهدت تفوقا قياسيا للصين كانت صناعة السيارات الكهربائية. وقال "إيزيل" إن الشركات الصينية حققت أداء "أفضل" في مجال السيارات الكهربائية والبطاريات، والطاقة النووية.
وقام المحللون بتقييم الشركات بناء على استثماراتها في البحث والتطوير، والموظفين، ووجود فرق الابتكار الداخلية، والجوائز الدولية وحصتها في السوق، ومقارنة هذه العوامل بالقادة العالميين في مجالات تخصصهم.
وقال التقرير إن صناعة السيارات الكهربائية في الصين تطورت بسرعة في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تحويل مشهد السيارات العالمي. وبفضل الأسعار المعقولة والتكنولوجيا المتطورة والقدرة الإنتاجية الهائلة، وضعت الصين نفسها كشركة رائدة في سوق السيارات الكهربائية العالمية.
ومع ذلك، مع اكتساب الصناعة في البلاد زخما، أصبحت هدفا لما لا يمكن وصفه إلا بتدابير الحماية، التعريفات الجمركية التي تعاقب منتجاتها بشكل غير عادل.
وقد فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا تعريفات باهظة على السيارات الكهربائية الصينية، مما أثار المخاوف بشأن العدالة والامتثال لقواعد منظمة التجارة العالمية.
تفوق صيني أمام التكنولوجيا الأمريكية
وأضاف التقرير أن صعود الصين في قطاع السيارات الكهربائية ليس من قبيل الصدفة. فمن خلال الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، والالتزام بالتكنولوجيا الخضراء، قامت البلاد برعاية نظام بيئي يزدهر فيه مصنعو السيارات الكهربائية، ومن خلال الاستفادة من وفورات الحجم الكبير، تمكنت الصين من إنتاج سيارات كهربائية بأسعار معقولة، مما يجعلها في متناول السوق العالمية.
وأصبحت شركات مثل BYD وNIO أسماء مألوفة، حيث تقدم كل شيء بدءا من النماذج الاقتصادية وحتى السيارات الكهربائية الفاخرة، وكل ذلك بأسعار تنافسية.
تتميز هذه السيارات بتقنية البطاريات المتطورة، وقدرات طويلة المدى، وتصميمات أنيقة، تجذب قاعدة متنوعة من المستهلكين على مستوى العالم.
مع تزايد المخاوف البيئية والتحول نحو الطاقة النظيفة، ارتفع الطلب على المركبات الكهربائية في جميع أنحاء العالم. وبعد أن استثمرت الصين في وقت مبكر في هذا القطاع، فإنها تجني الآن الثمار، حيث تعمل على توسيع حصتها في السوق بسرعة ليس فقط على المستوى المحلي، بل أيضا على المستوى الدولي.
صدمات للغرب
وفي وقت سابق، أوضح تقرير نشرته صحيفة الإيكونوميست أن الصين تسببت من قبل في تراجع التصنيع في الغرب، حيث فقد نحو مليون عامل تصنيع أمريكي وظائفهم بسبب المنافسة الصينية في الفترة 1997-2011، مع اندماج البلاد في النظام التجاري العالمي.
ووفقا للتقرير، فإن الصين كانت تصدر من السيارات قبل خمس سنوات فقط، بما يعادل ربع ما تصدره اليابان، التي كانت آنذاك أكبر مصدر في العالم، وحاليا أعلنت الصين أنها صدرت أكثر من 5 ملايين سيارة في العام الماضي، وهو ما يتجاوز الإجمالي الياباني.
وبلغت مبيعات شركة "بي واي دي" أكبر شركة لصناعة السيارات في الصين مليون سيارة كهربائية في الربع الرابع، متفوقة على شركة تسلا.
وتعد السيارات الكهربائية الصينية أنيقة للغاية ومفعمة بالحيوية، والأهم من ذلك أنها رخيصة الثمن لدرجة أن القيد على تصديرها حاليا هو ندرة السفن التي تقوم بشحنها. ومن المتوقع زيادة الطلب أكثر.
ويتوقع أنه بحلول عام 2030 ستضاعف الصين حصتها في السوق العالمية إلى الثلث، مما سينهي ريادة الشركات الوطنية الغربية الكبرى.
ووفقا لتقرير الإيكونوميست فإن أرخص سيارة كهربائية يتم بيعها في الصين تبلغ تكلفتها نحو 12000 دولار، مقارنة بنحو 39000 دولار لأرخص سيارة تسلا في أمريكا.
وكان تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" ألقى الضوء على أن المبيعات الصينية قد ارتفعت عالميا، إذ صدرت البلاد سياراتها بمعدلات غير مسبوقة في العام الماضي، وضرب مثلا بسفينة إكسبلورر رقم 1 التي ستحمل قريبا 7000 سيارة من إنتاج بي واي دي في كل رحلة تصدير للخارج.