القوات الأمريكية تعود لتشاد.. أسباب وانعكاسات القرار
بعد أربعة أشهر من مغادرتها، بناءً على طلب الحكومة التشادية، عادت القوات الأمريكية مجددا إلى نجامينا، إثر التوصل إلى اتفاق مع البلد الأفريقي.
خطوة قالت عنها الولايات المتحدة إنها تأتي في إطار تعزيز التعاون الأمني مع تشاد، ودعم جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة.
وفي مقابلة مع إذاعة صوت أمريكا أعلن الميجور جنرال كينيث إيكمان، الذي كان مسؤولاً عن الانسحاب الأخير للقوات الأمريكية من النيجر، عن التوصل إلى اتفاق بشأن عودة عدد محدود من أفراد القوات الخاصة إلى البلاد، وفقا لموقع الحكومة الرشيدة الأمريكي.
فما أسباب تغيير تشاد موقفها؟
بحسب الموقع الأمريكي فإن أسباب تغيير الرئيس التشادي موقفه من وجود القوات الأمريكية لا يزال غير معروف حتى الآن؛ إذ لم يمض وقت طويل بعد الانتخابات الرئاسية التشادية في السادس من مايو/أيار الماضي، حتى طلب ديبي من الولايات المتحدة سحب جميع العسكريين من البلاد.
وديبي هو أول رئيس منتخب للبلاد منذ مقتل والده إدريس ديبي في هجوم عسكري شنته جماعة متمردة في شمال غرب تشاد عام 2021.
وامتثلت الولايات المتحدة لطلبه، وسحبت 75 فردا من القوات الخاصة الأمريكية، وكان العديد منهم متمركزين في قاعدة عسكرية فرنسية في العاصمة نجامينا في ذلك الوقت، لم يكن هناك ما يشير إلى أن الجيش الأمريكي سيحصل على الضوء الأخضر للعودة.
إلا أن الرئيس التشادي الحالي محمد ديبي -الذي قاد البلاد أولاً كرئيس للمجلس العسكري الانتقالي في الفترة من عام 2021 إلى عام 2022، ثم كرئيس انتقالي من عام 2022 حتى فاز بالانتخابات الرئاسية في وقت سابق من هذا العام- سمح مجددا بإعادة دخول القوات الأمريكية إلى تشاد.
وقال إيكمان: إن الجيش الأمريكي ينوي تنفيذ عملية أصغر مقارنة بالمقر الذي كانت القوات تحتفظ به سابقا في تشاد، حيث تواجه قوة مكافحة الإرهاب المكونة من 11000 فرد عددا متزايدا من مقاتلي بوكو حرام وتنظيم «داعش» حول بحيرة تشاد.
ما انعكاسات عودة القوات الأمريكية لتشاد؟
لكن عودة القوات إلى تشاد من شأنها أن تزيد من تورط الولايات المتحدة في مواجهة شبكة التمرد الواسع الذي لم تتمكن واشنطن ولا القوات العسكرية المحلية من صده، بحسب الموقع الأمريكي.
وعلى الرغم من عشر سنوات من عمليات مكافحة التمرد التي شنتها الدول الغربية -أبرزها فرنسا والولايات المتحدة- بالتعاون مع الهيئات العسكرية المحلية والإقليمية في مختلف أنحاء منطقة الساحل، لا تزال الجماعات المسلحة تزداد قوة وتوسعا أكبر في مختلف أنحاء المنطقة.
والآن تتحرك الجماعات المتطرفة التي كانت متمركزة في الأصل في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل نحو الجنوب، حيث تهدد أمن الدول الساحلية مثل بنين وتوغو وغانا وكوت ديفوار، وغيرها.
كما تتحمل التحديات الأمنية جزئيا المسؤولية عن الارتفاع الكبير في محاولات الانقلاب في بلدان المنطقة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد وغينيا. وقد حدث كل هذا على الرغم من سنوات من الوجود العسكري الأمريكي والفرنسي في المنطقة.
ويرى موقع الحكومة الرشيدة أنه بدلا من توجيه المزيد من القوات لمحاربة التمرد، من الأفضل للولايات المتحدة أن تركز على المشاركة الدبلوماسية وتبادل المعلومات الاستخباراتية المنسقة مع بلدان المنطقة.
وحذر من أن إعادة تمركز القوات الأمريكية في تشاد من شأنها أن تعرض أفراد الجيش الأمريكي لخطر التعرض لهجوم على أيدي الجماعات المسلحة، ما من شأنه أن يجر واشنطن إلى مزيد من الصراع الذي لا يمكن زعزعته.
aXA6IDMuMTUuMjI1LjE3NyA= جزيرة ام اند امز