"ترجمة جوجل" تعطل "جافلين" في أوكرانيا و"خدمة العملاء" لا تجيب
يواجه الأوكرانيون مشكلة ملحة، تتمثل في أن قاذفات صواريخ جافلين الخاصة بهم -المعدات المتطورة وباهظة الثمن- يتعذر استخدامها ولا يوجد أحد لإصلاحها.
وقال مارك هايوارد، من قدامى المحاربين في الجيش الأمريكي ومدرب متطوع، إنهم طلبوا المساعدة من أمريكيين اثنين أجريا تعديلا لأحدها عن طريق تفكيك المكونات الكهربائية من وحدة تحكم بإحدى ألعاب الفيديو لتشغيلها، طبقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
أما القاذفات الأخرى، بحسب قوله، فكان يعتقد أنها معطلة حتى تم اكتشاف أن ترجمة جوجل Google Translate تسببت في خطأ في تعليمات الاستخدام.
وتذكر هايوارد الحادثة بإحباط من البنتاجون، الذي أرسل أكثر من 5 آلاف من صواريخ جافلين إلى أوكرانيا، بدون بذل مزيد من الجهد للتأكد من تلقي القوات الأوكرانية المساعدة عند ظهور مثل هذه الاحتياجات.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن هذه الأسلحة المضادة للدبابات تمثل المشاركة الأمريكية في أوكرانيا والسباق لتسليح جيشها في القتال المدمر المستعر.
لكن بحسب قادة أوكرانيين ومتطوعين غربيين، هناك شيء مفقود في الصراع، وهو المساعدة اللوجستية الفعالة في الوقت المناسب، مثل البرامج التدريبية، والبطاريات الاحتياطية، وغيرها من الأساسيات التي يعتمد عليها الجيش الأمريكي نفسه.
وقالوا إن "خدمة العملاء" في زمن الحرب غير متوفرة. وأضاف هايوارد خلال مقابلة: "نرسل العتاد. لكن هل قررنا عدم تقديم الدعم الفني؟".
ويعتبر استخدام نظام صواريخ جافلين أكثر تعقيدا بكثير في استخدامه مقارنة بالأسلحة التي يتم إطلاقها من على الكتف، حيث تتطلب بطاريات ومبرد لتشغيلها، ويأتي معها دليل مستخدم مكون من 258 صفحة.
وعلاوة على ذلك، بحسب هايوارد، يبدو أن صواريخ جافلين المرسلة إلى أوكرانيا لا تتضمن بطاقات التعليمات التي توجه الأفراد العسكريين إلى الاتصال برقم مجاني في حالة تعطل الأسلحة أو احتاجت إصلاحا.
ووصف هايوارد مراكز الخدمة بأنه أحد الأصول المهمة للقوات الأمريكية غير القادرة على استكشاف الأعطال وإصلاحها بمفردها، قائلًا إن عدم تقديم إدارة جو بايدن نفس المستوى من الدعم إلى أوكرانيا هو أمر غير مقبول.
ويتم تصنيع جافلين بالشراكة بين شركة "لوكهيد مارتن" وشركة "رايثيون" للصواريخ والدفاع.
وحصلت "واشنطن بوست" على نسخة من بطاقة خدمة دعم العملاء الخاصة بالصواريخ، والتي تدرج رقم هاتف يبدو أنه مرتبط بمكاتب لوكهيد في أورلاندو.
وقال هايوارد إنه لم يجد مثل تلك البطاقات، كما أن كوادر التدريب من عدة وحدات أخبروه بأنهم ليسوا على علم بأي خط دعم لجافلين.
واتصل أحد مراسلي "واشنطن بوست" بخط الدعم في يونيو/حزيران، لكن تم توجيهه إلى قسم العلاقات العامة والإعلام.
ولم تعلق وزارة الدفاع الأمريكية على الأسئلة المتعلقة بحجم الدعم الفني واللوجستي المقدم للجيش الأوكراني، وما إذا كانت بطاقات خط الدعم قد أزيلت قبل نقل الصواريخ.
هايوارد قال إن هناك أيضًا برنامجين حاسوبيين يعتبرهما الجيش الأمريكي أساسيين بمنهج التدريب على النظام مفقودان أيضًا من شحنات جافلين، أحدهما دليل المهارات الأساسية الذي يتناول بالتفصيل تسلسل الإطلاق متعدد الخطوات، والآخر مجموعة تدريب تكتيكية تحملها القوات الأمريكية خلال التدريبات الميدانية التي يحاكون خلالها القتال.
ولفتت مسألة الدعم اللوجستي انتباه مشرعين أمريكيين. وخلال جلسة استماع للجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ في مايو/آيار، سألت السناتورة ليزا موركوفسكي وزير الدفاع لويد أوستن إذا كان قد تم إرسال أنظمة تدريب كافية إلى أوكرانيا.
ولم تطرح المسألة أبدًا خلال نقاشاته مع المسؤولين الأوكرانيين، بحسب أوستن. ولاحقا أبلغ البنتاجون مكتب موركوفسكي بأن مسؤولي الدفاع الأمريكيين أثاروا المسألة مع مكتب وزير الدفاع الأوكراني، الذي أشار إلى أنه لم تكن هناك حاجة لأنظمة تدريب إضافية.