أمريكا تلاحق "الثقب الأسود" لتركيا وقطر بجامعاتها
تحقيق كشف عن أن جامعات أمريكية تلقت تمويلات مشبوهة لم تعلن عنها بقيمة مليارات الدولارات من عدة دول بينها قطر وتركيا
كشف تحقيق موقع أمريكي عن أن جامعات أمريكية تلقت "تمويلات مشبوهة" إضافية لم تعلن عنها بقيمة مليارات الدولارات من عدة دول بينها قطر وتركيا، تواجه اتهامات بدعم وتمويل أنشطة إرهابية.
وقال موقع "كلاريون بروجيكت"، إنه اكتشف 3.2 مليار دولار أخرى من التمويل الأجنبي للجامعات والكليات الأمريكية لم تفصح عنها في الأصل كما يقتضي القانون.
وفي غضون ذلك، تستمر تحقيقات الكونجرس، ووزارة التعليم حول التمويل الأجنبي للجامعات، الذي وصفه تقرير استقصائي لمجلس الشيوخ بأنه "ثقب أسود".
وفي سبتمبر/أيلول 2019، نشر الموقع دراسة رائدة وجدت أن أكثر من 10 مليارات دولار قد تدفقت من دول أجنبية إلى الجامعات والكليات الأمريكية منذ عام 2012، جاء ثلثها تقريبًا من دول معادية معروفة بعمليات التأثير والدعاية المناهضة لأمريكا.
وفي أبريل/نيسان 2020، قام الموقع بمراجعة كشوف التمويل الأجنبي، ووجد ما يقرب من مليار دولار فروقا في التقارير، أي أموال لم يتم الكشف عنها في الأصل.
وتلزم مؤسسات التعليم العالي بالإعلان عن أي تبرعات أو عقود أجنبية بقيمة 250 ألف دولار أو أكثر لوزارة التعليم مرتين سنويا، ومع ذلك، فإن العديد من المؤسسات لم تلتزم بالقانون.
كانت عمليات الكشف الأخيرة مدفوعة بالتحقيقات الفيدرالية. وبناءً على ذلك، بدأت المؤسسات التعليمية في الإفصاح علنًا عن هذه الأموال التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقًا (وهي الأموال المستلمة خلال الفترة منذ أوائل 2013 إلى أواخر 2018).
وفي فبراير/شباط 2020، أعلنت وزارة التعليم أنها تحقق في جامعتي "هارفارد" و"ييل" لاحتمال إخفاقهما في الكشف عن التبرعات الأجنبية، وأفادت الوزارة بأنها تحقق في جامعتي "جورج تاون" و"تكساس إيه آند إم" للحصول على تبرعات لم يكشف عنها من عدة دول مثل قطر.
فروق بقيمة 3.2 مليار دولار
وأظهرت مراجعة "كلاريون بروجيكت"، للجولة الأخيرة من عمليات الكشف عن وجود 3.2 مليار دولار أخرى فروقا في التقارير، وهذا يزيد عن 3 أضعاف الفروق التي تم العثور عليها في جولة الإفصاح السابقة.
وتظهر أحدث سجلات وزارة التعليم نحو 14.2 مليار دولار من التمويل الأجنبي بين يناير/كانون الثاني 2014، ويونيو/حزيران 2019، في حين أظهرت السجلات السابقة لهذه الفترة نحو 11 مليار دولار.
وأشار الموقع إلى أن جزءا كبيرا من التمويل يأتي من دول ليست معروفة باهتمامها الإنساني بالطلاب الأمريكيين، ولكنها تحاول بنشاط التأثير على قلوب وعقول الأمريكيين، وإغفال الأمر يشكل تهديدًا خطيرًا لأمن البلاد وسلامة نظامه التعليمي.
والعام الماضي، خلص تقرير صادر عن اللجنة الفرعية الدائمة للتحقيقات في مجلس الشيوخ إلى أن "الإنفاق الحكومي الأجنبي على المدارس الأمريكية هو في الواقع ثقب أسود، حيث يوجد نقص في التقارير التي توضح بالتفصيل المصادر المختلفة للتمويل الحكومي الأجنبي".
فروق تمويلات قطرية بـ944.15 مليون دولار
وتأتي الفروق من 12 مؤسسة فشلت في الكشف عن 108 عقود قطرية وهدايا نقدية بين عامي 2014 و2019.
وتشتهر حكومة قطر برعاية الإرهاب والتطرف وإدارة بعض أكثر عمليات صناعة التأثير انتشارًا في أمريكا. وتمتد عمليات نفوذها في سلسلة كاملة من الفساد السياسي والتلاعب بالمنافذ الإعلامية إلى تمويل مراكز الفكر والمنظمات الناشطة والمساجد.
تغطي "مؤسسة قطر"، وهي "مؤسسة خيرية" تدعمها الحكومة وترتبط بالإرهاب، نفقات 6 جامعات أمريكية لديها فروع في قطر، هي "تكساس إيه آند إم" و"فيرجينيا كومنولث"، و"كورنيل" و"كارنيجي ميلون"، و"نورث ويسترن"، و"جورج تاون" بتكلفة معلن عنها تقريبًا 405 مليون دولار في السنة.
وأكد الموقع أن قطر مسؤولة عن تمويل أنشطة شائنة بشكل واضح في الحرم الجامعي، حيث تمثل جامعة "نورث ويسترن" حالة توضيحية. وعلى سبيل المثال، وفقًا للكلمات المنشورة الخاصة بالمؤسسة، فإن الغرض من حرمها الجامعي في قطر هو مساعدة قناة الجزيرة، وهي الشبكة المتطرفة الأكثر تأثيرا في الشرق الأوسط، التي تعد في الأساس ذراعًا للحكومة القطرية.
والأسوأ من ذلك، كان الهدف المعلن للبرنامج هو تسهيل تبادل الخبرات "مع تقدم شبكة الأخبار في مخططها لإطلاق قناة الجزيرة الأمريكية".
وبحسب الموقع نفسه، فإن أموال الحكومة القطرية كسبت بالفعل تأييد أستاذ بارز بجامعة "نورث ويسترن" حيث قلل جاستن مارتن، الأستاذ المساعد الذي تلقى 1.4 مليون دولار نظير إجراء دراسة حول "استخدام وسائل الإعلام في الشرق الأوسط"، من أهمية هجمات 11 سبتمبر/أيلول.
وقال في تغريدة كتبها على حسابه عبر "تويتر" عام 2019، إن الولايات المتحدة متورطة في أعمال إرهابية أكثر من التي عانت ويلاتها.
واكتشف الموقع لاحقًا أن مارتن تلقى منحتين ضخمتين من "مؤسسة قطر" بلغ مجموعهما 1.3 مليون دولار منذ عام 2014، ولم يتم الكشف عن أي منهما لوزارة التعليم كما هو مطلوب قانونًا.
فروق تمويلات تركية بـ1.259 مليون دولار
يأتي مبلغ الفروق من إخفاق 6 جامعات في الكشف عن 25 عقدًا وهدايا مالية.
قال الموقع إن تركيا يحكمها "حليف" الناتو حاليًا الرئيس رجب طيب أردوغان، مؤسس الحزب المعروف باسم "حزب العدالة والتنمية". والحزب هو في الأساس الجناح التركي لجماعة "الإخوان".
وأشار الموقع إلى أن الحكومة التركية بقيادة أردوغان و"حزب العدالة والتنمية" حولت تركيا بشكل أساسي إلى ديكتاتورية إسلامية وراعية للإرهاب والتطرف.
وتحت حكم أردوغان، أصبحت الحكومة التركية أحد الرعاة الرئيسيين لجماعة "الإخوان" وهي متحالفة مع قطر. كما يقيم أردوغان علاقات أفضل مع إيران على حساب علاقاته مع الولايات المتحدة وأعضاء الناتو الآخرين.
في الآونة الأخيرة، وعلى الرغم من الغضب من وزارة الخارجية الأمريكية، استضاف أردوغان وفدا كبيرا من "حماس" في إسطنبول في 22 أغسطس/آب.
بالإضافة إلى ذلك، عرض أردوغان مؤخرًا الجنسية على كبار أعضاء "حماس" الذين يسمح لهم بالإقامة في تركيا (الجنسية تجعل من السهل عليهم السفر إلى جميع أنحاء العالم).
تدعم تركيا مجموعة متنوعة من المتطرفين الآخرين، بما في ذلك الجماعات التابعة تنظيم "القاعدة" الإرهابي، وقد اتُهمت بمساعدة "داعش".
ومنذ عام 2012 تشير تقارير إلى أن تركيا كانت واحدة من أكبر الداعمين الماليين لحركة "حماس"، حيث قام أردوغان بترتيب تحويل 250-300 مليون دولار إلى الجماعة سنويًا.
والعام الماضي، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن وزارة التعليم في الولايات المتحدة، بدأت في اتخاذ تدابير صارمة ضد جامعات فشلت في الكشف عن التبرعات والعقود من كيانات وحكومات أجنبية، لضمان عدم تلقي أموال ترتبط بالإرهاب، ومن بينها تمويلات قطرية مشبوهة.
وتهدف الإجراءات إلى فرض مزيد من الرقابة على التمويلات التي دخلت مؤسسات التعليم العالي في البلاد من دول تتعارض سياساتها مع السياسات الأمريكية في كثير من الأحيان، ومنها قطر.
aXA6IDE4LjIyMy4xOTUuMTI3IA== جزيرة ام اند امز