ما علاقة الطقس بتأخر الرد الأمريكي على هجوم «البرج 22»؟
يتساءل كثيرون عن أسباب تأخر الرد الأمريكي على الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية على الحدود الأردنية السورية، قبل أسبوع.
ليأتي الطقس مُخبرا أن الوقت المناسب كان بيده، وهو ما حملته تصريحات مسؤولين أمريكيين.
فبعد مرور ما يقرب من أسبوع على هجوم بطائرة دون طيار استهدف موقع "البرج 22" الذي يضم قوات أمريكية، وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود، بدأت في وقت متأخر من يوم أمس الجمعة الضربات الانتقامية ضد فصائل مدعومة من إيران، في كل من سوريا والعراق.
ووصفت سوريا والعراق الضربات الأمريكية بأنها "انتهاك"، وحذرتا من أنها قد تزيد من "زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط".
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، وفي أول تعليق له على الهجوم، في وقته، قد اتهم المجموعات التي تدعمها إيران بالوقوف وراء العملية، متوعدا بالرد عليها.
وفي ذات الوقت، نفت طهران ضلوعها في الهجوم الذي وقع الأحد الماضي.
أحوال الطقس
ويقول اللفتنانت جنرال دوجلاس سيمز، مدير هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، لشبكة "سي إن إن"، إن "توقيت الضربات تم "تصميمه وفقا للطقس الجيد، من أجل ضمان أننا نضرب جميع الأهداف الصحيحة".
وعلى الرغم من أن الذخائر الأمريكية قادرة على العمل في الغطاء السحابي، كما أوضح سيمز، فإن الولايات المتحدة تريثت حتى تحسن الطقس لضمان ضرب الأهداف الصحيحة.
وهو ما صرح به المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، بأن المسؤولين الأمريكيين كانوا "ينتظرون تعاون الطقس"، وأن "يوم الجمعة يمثل أفضل فرصة".
وأكد كيربي أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران أو في الشرق الأوسط، لكنه أوضح أن الضربات التي بدأت مساء الجمعة "لن تنتهي" الليلة.
كيف يؤثر الطقس؟
ووفق ما طالعته العين الإخبارية، في موقع "مركز المعلومات التقنية الدفاعية"، فإن "الطقس كان عاملا مهما، وأحيانا حاسما، في العمليات العسكرية عبر التاريخ".
ويُظهِر التاريخ أنه مع ازدياد تعقيد أنظمة الأسلحة وكلفتها أصبحت معلومات الطقس الدقيقة والبيانات المناخية والملاحظات والتنبؤات ذات أهمية متزايدة لاستخدامها بفاعلية وكفاءة.
ويعتبر مسؤولو الدفاع بيانات الأرصاد الجوية وعلوم المحيطات حاسمة لنجاح أي عملية عسكرية، ويشيرون إلى سلسلة من الإنجازات فيما يتعلق بأهمية فهم دور الطقس.
وبحسب خبراء عسكريين فإن بعض الغيوم قد تمنع "الرؤية المكانية"، إلى جانب العواصف الترابية، ما قد تؤثر على "دقة الضربات"، رغم حداثة الأسلحة المستخدمة وتطورها.
ضغوط على إدارة بايدن
وذكرت "سي إن إن" أن بايدن تعرض لضغوط متزايدة للرد على مقتل الجنود بطريقة توقف هجمات المليشيات إلى الأبد، حيث تم استهداف القوات الأمريكية في العراق وسوريا أكثر من 160 مرة منذ اندلاع الحرب في غزة.
ودعا العديد من المشرعين الجمهوريين الولايات المتحدة إلى ضرب داخل إيران مباشرة لإرسال رسالة واضحة.
لكن مسؤولي الإدارة كانوا واضحين، في أن أي رد سيكون متناسبا، حيث لا يؤدي إلى تصعيد الأمور في المنطقة.
ويوم أمس، انتقد رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون (جمهوري من ولاية لوس أنجلوس)، إدارة بايدن لما وصفه برد فعل بطيء على الهجوم.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في وسائل إعلام أمريكية، قال جونسون في بيان: "لسوء الحظ، انتظرت الإدارة لمدة أسبوع وأرسلت برقية إلى العالم، بما في ذلك إيران، عن طبيعة ردنا".
واعتبر جونسون أن "القلق العلني والإشارات المفرطة يقوضان قدرتنا على وضع نهاية حاسمة لوابل الهجمات التي تعرضنا لها خلال الأشهر القليلة الماضية".
في المقابل، أشاد الديمقراطيون بالضربات الأولية، باعتبارها رد فعل مبررا على هجوم مميت على القوات الأمريكية.
امتصاص للغضب الأمريكي؟
وفي إشارة إلى محاولة محتملة لتهدئة التوترات، أعلنت كتائب حزب الله العراقي، الثلاثاء الماضي، تعليق هجماتها ضد القوات الأمريكية في المنطقة.
لكن حركة النجباء بالعراق قالت، الجمعة، إنها ستواصل مهاجمة أهداف أمريكية.
وتأتي الضربات الأمريكية، وسط مفاوضات حول إطار عمل لاتفاق إطلاق سراح الرهائن واحتمال وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.