تويتر وانتخابات الكونغرس.. هل يغرد ترامب "عكس التيار"؟
بالنسبة إلى رجل يعشق الجدل ويصنع من ارتداداته "مكاسب" قد يكون استحواذ إيلون ماسك على شركة تويتر الفرصة الأعظم لعودته للواجهة.
لكن عودة محتملة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في مثل هذا التوقيت الذي تستعد فيه أمريكا لإجراء انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، قد يقلب إحداثيات التوازنات الحزبية، بل قد يعصف باتجاهات نوايا التصويت.
فقبل أيام قليلة من الاقتراع المقرر في 8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لا يبدو موقف الديمقراطيين جيدا وهم المحاصرون بأداء مثير للجدل للإدارة الحالية بقيادة الرئيس جو بايدن، وسط معدلات تضخم مرتفعة، ومؤشرات ركود اقتصادي حادة.
ومما يزيد من الغيوم التي تطوق الديمقراطيين هي العودة المحتملة لترامب إلى المنصة الأشهر؛ "تويتر"، عقب استحواذ الملياردير إيلون ماسك عليها بعد معركة قضائية شرسة مع الشركة امتدت لأشهر.
عودة قد تفاقم -حال تحققها- من أزمة الديمقراطيين، لكنها قد تمنح الزخم -في المقابل- للجمهوريين، الحزب الذي ينتمي إليه ترامب، ما قد يرسم مسارات مغايرة لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس.
هل يعود؟
في ذروة معركته القضائية، ألمح إيلون ماسك قبل أشهر لعودة ترامب إلى تويتر، ومنذ ذلك الحين لم يعد على الموضوع بشكل صريح، مكتفيا بالقول في تغريدة نشرها الجمعة عقب استحواذه على الشركة، بأن المجلس سيقرر ما إذا كان بإمكان الأشخاص المحظورين العودة.
تحفظ يعتقد محللون أنه يعود في جزء كبير إلى ما تفرضه التحقيقات القضائية بشأن اقتحام مبنى الكابيتول من قبل أنصار الرئيس السابق، والمخاوف من تأجيج محتمل للرأي العام في حال عودة ترامب للمنصة واسعة الانتشار.
طرح يعني أنه حتى لو أراد ترامب العودة إلى تويتر فمن الممكن الآن ألا يفتح الباب أمامه، وهذا ما يدركه الرئيس الجمهوري السابق نفسه، من خلال منشوره عبر منصته الخاصة.
ففي أول رد فعل على فوز ماسك بقضية تويتر، أعرب ترامب، الجمعة، عبر شبكة "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي التابعة له، عن سروره لأن المنصة باتت الآن "في أيادٍ أمينة".
وقال: "أنا سعيد جدا لأنّ تويتر أصبحت الآن في أياد أمينة، ولن يديرها بعد الآن مجانين يساريون راديكاليون يكرهون بلدنا بالفعل"، لكنه لم يذكر إن كان ينوي استخدام المنصة التي حظرت حسابه بعد الهجوم على الكابيتول.
ولم يكن تجاهل ترامب لتلك الجزئية عبثيا بالنسبة لرجل مهووس بالتفاصيل والتصريحات المثيرة للجدل، لكنه بدا متريثا بانتظار إشارة ما أو ملتزما بحسابات معينة.
ومع أنه سبق أن اعتبر، في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" أن "تويتر لا يمكن أن تنجح من دوني"، إلا أنه اعتبر أن شبكة "تروث سوشيال" تعمل بشكل "أفضل" من تويتر.
وقال "أحب إيلون كثيرا، لكنني سأستمر في استخدام تروث".
زخم للجمهوريين!
قبل حظر حسابه، كان ترامب يتوجه عبر تويتر مباشرة إلى متابعيه الذين كان يبلغ عددهم 88 مليونا وكان يثير الجدل بشكل منتظم.
الجدل نفسه سيعود بشكل مضاعف في حال عودته للمنصة، وقد يؤثر ذلك على نوايا التصويت بانتخابات الكونغرس، في سيناريو طرحته صحيفة لوموند الفرنسية.
وردا على سؤال عما إن كان استحواذ ماسك على تويتر سيؤثر بشكل مباشر على انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي، ردت الصحيفة بأن الأمر وارد للغاية.
وقالت إن استعادة ترامب المحتملة لحسابه عبر المنصة من شأنه أن يعيد صوتا جديدا مهما للجمهوريين خلال فترة الانتخابات.
وبشكل عام، تتابع الصحيفة، فإنه "من المحتمل أن تتسبب فترة عدم اليقين التي تنفتح على تويتر في حدوث اضطرابات في أداء الشركة، ويمكن، على سبيل المثال، أن تزيد من صعوبة اكتشاف الإعلانات غير القانونية أو حملات التأثير الأجنبية".
وعلاوة على ذلك، ستكون عودة ترامب المثير للجدل بمثابة الحدث الذي سيستقطب المغردين، وستتاح له الفرصة للتأثير على الناخبين، معولا على رصيده وقدرته على التوظيف والدعاية.
ورغم أن حسابه لا يزال محظورا عبر تويتر، إلا أن حسابات مزيفة ظهرت على المنصة باسم الرئيس الأمريكي السابق، وتنشر تغريدات بعبارات مطابقة لطريقته في التعبير.
حسابات مزيفة تشي بأن معركة ترامب لم تعد الآن مع تويتر بل مع الحيثيات نفسها التي قادت إلى حظره وتطورات التحقيقات في قضية اقتحام الكونغرس.
فهل يعود ترامب إلى تويتر ليغرد كعادته عكس تيار قاده ذات يوم إلى البيت الأبيض وقد يصنع الفارق في مسار حزبه نحو الهيمنة على المجلسين التشريعيين في أمريكا؟
aXA6IDE4LjE4OC41OS4xMjQg
جزيرة ام اند امز