الصين بقلب انتخابات الكونغرس.. ورقة رابحة لجذب الأمريكيين

مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، تعهد المرشحون من كلا الحزبين بانتهاج سياسات صارمة ضد الصين لجذب الناخبين.

وتشير بيانات مركز "بيو" للأبحاث أن 82% من الأمريكيين هذا العام لديهم وجهة نظر سلبية تجاه الصين، في ارتفاع تاريخي، مقارنة بـ47% قبل خمس سنوات، وفقا لموقع "صوت أمريكا".

• انتخابات التجديد النصفي.. ولايات تحسم خريطة "الشيوخ الأمريكي"

كما تشير نتائج استطلاعات الرأي إلى تقاسم جمهور الحزبين الجمهوري والديمقراطي هذه الآراء السلبية، وهو دفع المرشحين من كلا الحزبين إلى استغلال هذه الورقة في محاولة لجذب الناخبين إلى صفوفهم.

وقال جي دي فانس، مرشح الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو الذي أيده الرئيس السابق دونالد ترامب "يجب أن نتخذ موقفا متشددا تجاه الصين. يجب أن نتوقف عن إرسال الأمريكيين إلى الأشخاص يكرهوننا".

كما اتخذ خصمه الديمقراطي، النائب الحالي تيم رايان، موقفا مماثلا. ويدعم كلا المرشحين الإبقاء على التعريفات الأمريكية الباهظة على المنتجات الصينية.

ويرى دين تشين، الأستاذ المشارك في مركز العلوم السياسية في كلية رامابو بنيوجيرسي، أن الصين "تشكل لب هذه الانتخابات إلى حد كبير".

وقال تشين: "عندما تصبح الحملات شديدة الاستقطاب، يجب أن تكون هناك قضية كبرى قادرة على جذب الانتباه. ومن ثم ينبغي العثور على عدو وخصم خارجي مشترك من أجل توحيد الناخبين المحليين خلفهم".

ويعتقد فرانك سيسنو، أستاذ الاتصالات ومدير المبادرات الإستراتيجية في جامعة جورج واشنطن، إن الصين يتم تأطيرها كتهديد قومي. وليس مجرد منافس بل خصم."

وحدة نادرة بين الحزبين

وفقًا لبحث أجراه مجلس الأعمال الصيني الأمريكي، وهو مجموعة صناعية تساعد الشركات الأمريكية على القيام بأعمال تجارية في الصين، فقد زاد عدد القوانين المتعلقة بالصين التي نظرها النواب الأمريكيون خلال السنوات الخمس الماضية.

وخلال الفترة من عام 2001 إلى عام 2017، تراوح عدد مشاريع القوانين المتعلقة بالصين التي ينظرها كل كونغرس ما بين 200 إلى 250. وخلال الفترة من عام 2017، ارتفع هذا العدد إلى حوالي 639 مشروع قانون في الكونجرس الأخير وأكثر من 700 في هذا الكونجرس بالفعل.

وقد أقرت إدارة بايدن العديد من مشاريع القوانين المهمة المتعلقة بالصين منذ توليها منصبه. وسيوفر قانون تشيبس 52.7 مليار دولار من الاستثمارات في صناعة أشباه الموصلات المحلية الأمريكية والبحث والتطوير لمواجهة الاستثمارات الصينية الهائلة لصناعة الرقائق.

يسعى قانون الدفاع عن القدرات الحرجة الوطنية إلى إنشاء إدارة لمراجعة للشركات الأمريكية التي تقوم بالاستثمار في الخارج، بهدف منع تدفق رأس المال الأمريكي إلى شركات التكنولوجيا الصينية.

ويشير دان شنور، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا: "إلى أن الشيء الأكثر إثارة للاهتمام في هذه الحملات الانتخابية هي المشاعر السلبية تجاه الصين، والتي تشكل نقطة التقاء نادرة بين الحزبين".

قال شنور إن شعار "كن متشددًا مع الصين" يلقى استحسانًا كبيرا في قلب أمريكا، لأن مناطق الغرب الأوسط كان قاعدة للقدرة التصنيعية. ولكن العقود القليلة الماضية شهدت رحيل العديد من الشركات من الولايات المتحدة واتجهت إلى أجزاء أخرى من العالم.

وأوضح: "عندما يكون لديك جمهور من الناخبين من الطبقة العاملة لا يشعر أن هذه العولمة تعمل لصالحهم، فسيكون من السهولة بمكان لمرشحي الحزبين محاولة الاستفادة من هذه المشاعر".