جون كينيدي.. قصة اغتيال هزت السياسة والإعلام بالقرن العشرين
في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1963، قام الرئيس الأمريكي السابق جون كينيدي - برفقة زوجته جاكلين كينيدي، برحلة لتكساس لجمع التبرعات.
حملت الرحلة في طياتها أيضا محاولة لجمع الحزب الديمقراطي المتناحر في ولاية كانت حيوية لفرص كينيدي في إعادة انتخابه في عام 1964. لكنها سٌجلت في التاريخ لأسباب أبعد بكثير عن ذلك.
وعلى الرغم من أن الليبرالي أدلاي ستيفنسون، سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، واجه، قبل شهر من رحلة كينيدي في دالاس، متظاهرين غاضبين للغاية، فإن الرئيس الأمريكي لاقى استقبالا حارا في أول محطتين له، سان أنطونيو وهيوستن، بالإضافة إلى فورت وورث، حيث قضى ليلة 21 نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي صباح اليوم التالي، بعد إلقاء خطاب في ساحة انتظار السيارات أمام الفندق الذي أقام فيه كينيدي في فورت وورث، قام الرئيس والوفد المرافق له برحلتهم التالية إلى دالاس.
وفي مطار "دالاس لوف فيلد"، صافح الرئيس الأمريكي والسيدة الأولى أعضاء حشد مضياف قبل الصعود إلى المقعد الخلفي في سيارة مكشوفة، مع حاكم ولاية تكساس الديمقراطي، جون كونالي وزوجته.
وتوجه كينيدي إلى محطته التالية، تريد مارت، حيث كان من المقرر أن يلقي خطابًا آخر، وفي الطريق الذي يبلغ طوله 10 أميال (16 كم) تقريبًا، اصطف ما يقدر بنحو 200 ألف شخص لتحيته.
وعندما اتجه الموكب نحو الجنوب الغربي في شارع "إلم" وبدأ السفر عبر "ديلي بلازا" على أطراف وسط مدينة دالاس، مرت سيارة الرئيس المكشوفة بالمبنى متعدد الطوابق الذي كان في الأساس مستودع الكتب المدرسية في تكساس.
وبعد لحظات، في حوالي الساعة 12:30 ظهرًا، سمع دوي إطلاق نار فجأة من نافذة في الطابق السادس، مما دفع الحشد إلى الركض والانبطاح.
أصابت الرصاصات رقبة الرئيس ورأسه فسقط باتجاه جاكلين، وأصيب الحاكم كونالي برصاصة في ظهره لكنه نجا، وفقا لصحيفة الغارديان البريطانية.
وأسرعت سيارة الرئيس الأمريكي إلى مستشفى باركلاند التذكاري، والتي كانت على بعد دقائق قليلة، لكن لم تجد محاولات الإنقاذ نفعا.
تم استدعاء قس كاثوليكي لإدارة الطقوس الأخيرة، وفي الساعة الواحدة بعد الظهر يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني، أُعلن عن وفاة كينيدي البالغ من العمر 46 عامًا.
ومثل اغتيال كينيدي صدمة في جميع أنحاء العالم، ففي بريطانيا، كانت ساعة بيج بن تدق كل دقيقة لمدة ساعة، وأخفتت الأضواء في ميدان بيكاديللي؛ وفي ألمانيا، نظم 60 ألف من سكان برلين الغربية عرضًا بالمشاعل.
وفي الإعلام، أدت وفاة كينيدي إلى ظهور دورة إخبارية على مدار 24 ساعة، إذ ألغت شبكات التلفزيون والإذاعة الكبرى، لأول مرة، برامجها المنتظمة لتوفير تغطية شاملة للاستعدادات لجنازة كينيدي والتحقيق الجنائي في دالاس.
تلى ذلك عمليات مطاردة القاتل، إذ عثر على أغلفة الرصاص بالقرب من نافذة في الطابق السادس في مستودع الكتب المدرسية، واكتشفت بندقية - ثبت لاحقًا أنها مملوكة لشخص يدعى "هارفي أوزوالد".
وشوهد أوزوالد في الطابق السادس قبل حوالي نصف ساعة من إطلاق النار، كما التقى به المشرف وشرطي في المبنى بعد إطلاق النار مباشرة، قبل أن توزع الشرطة وصفه على جميع عناصرها لبداية رحلة القبض عليه.
في هذه الأثناء، اتجه أوزوالد إلى المسكن الذي كان يقيم فيه، وبعد حوالي 15 دقيقة من مغادرته المبنى الذي أطلق منه الرصاص، واجهه شرطي من دالاس، وهو "جي دي تيبيت"، حيث اعتقد الأخير أن أوزوالد مطابق للوصف.
أطلق أوزوالد النار على تيبت وقتله بمسدس أمام عدد من الشهود، ثم شوهد لاحقًا وهو يدخل مسرح تكساس، حيث ألقت الشرطة القبض عليه في الساعة 1:50 ظهرًا.