هاريس بـ«قدم واحدة» في السباق.. أوباما يهدئ عاصفة التأييد
تركزت الأعين على كامالا هاريس، في مسألة خلافة الرئيس الأمريكي جو بايدن كمرشح رئاسي، لكن ديناميات وشخصيات الحزب الديمقراطي لا تزال بعيدة عن الحسم.
وبعد تنحي بايدن عن الترشح للرئاسة، لفت الانتباه عدم إعلان شخصيات مثل الرئيس الأسبق باراك أوباما، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي وحاكم ولاية ميشيغان غريتشن ويتمر وآخرين، دعم هاريس، لخلافة بايدن في سباق الرئاسة.
قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالانسحاب من سباق الانتخابات إثر المشاكل الصحية التي يعاني منها في الآونة الأخيرة، فاقم من الفوضى المتعلقة بانتخابات الرئاسة الأمريكية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وفي رسالته التي نشرها على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي ، أشار بايدن إلى أن اختيار كامالا هاريس كمرشح لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، كان أفضل قرار اتخذه، قبل أن يضيف "أعطي الدعم الكامل والموافقة لكامالا لتكون المرشحة لحزبنا" بالانتخابات المقبلة.
في غضون ساعات من قرار بايدن، أصدر العشرات من الديمقراطيين بيانات علنية لدعم هاريس، بمن فيهم النائب جيم كليبرن (ديمقراطي من ولاية كاليفورنيا)، وهو حليف يحظى باحترام كبير لبايدن.
وتوقع النائب جاريد هوفمان (ديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا)، وهو تقدمي كان يتواصل مع ديمقراطيين آخرين حول كيفية إقناع بايدن بالتنحي، أن ”80-90 في المائة“ من الديمقراطيين يؤيدون هاريس وأن البقية سيلتفون حولها بحلول المؤتمر في منتصف أغسطس/ آب.
لكن الأمر ليس سهلا بهذه الطريقة، إذ تعاني هاريس للحصول على دعم أسماء رئيسية في الحزب الديمقراطي، وفق تقارير صحفية أمريكية.
"غياب أوباما"
بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، لم يعلن الرئيس السابق، باراك أوباما، تأييد هاريس بعد، بل إنه لم يأت على ذكرها ولو مرة واحدة في بيان أصدره عقب قرار بايدن الانسحاب.
أوباما، الذي اختار بايدن كنائب له في عام 2008، قال: "كان جو بايدن واحدا من أكثر رؤساء أمريكا تأثيرا، وأيضاً صديقا عزيزا وشريكا لي".
وأضاف أوباما في البيان: "سنبحر في مياه غير مستكشفة في الأيام المقبلة. لكن لدي ثقة استثنائية في أن قادة حزبنا سيكونون قادرين على خلق عملية ينبثق منها مرشح متميز".
وفسّر جمهوريون عدم تأييد أوباما لهاريس أو أي مرشح آخر "على أنه تجاهل". لكن مقربين منه، قالوا إن صمته يتماشى مع نهجه في البقاء محايداً في الشؤون الداخلية للحزب الديمقراطي والحفاظ على صورته كرجل دولة يترفع عن الصراعات الحزبية الداخلية.
وتابعت المصادر ذاتها للصحيفة، أن قرار أوباما بعدم إعلان تأييده الفوري لهاريس لا يعني وجود مرشح بديل في ذهنه. بل يُنظر إليه على أنه محاولة لمنح الحزب مساحة لاتخاذ قراراته دون تدخل مباشر من شخصية مؤثرة مثله.
ويستند موقف أوباما الحالي إلى سابقة مهمة في تاريخه السياسي. ففي الانتخابات التمهيدية الديمقراطية قبل أربع سنوات، واجه أوباما ضغوطا مماثلة من فريق بايدن لإعلان تأييده المبكر، خاصة قبل انسحاب منافسه القوي، السيناتور بيرني ساندرز.
وفي ذلك الوقت، التزم أوباما الحياد، مستخدماً عبارته الشهيرة "لا أريد أن أميل الميزان".
وبحسب المصدر ذاته، فإن التأييد المبكر الآن سيكون خطأ سياسيا، إذ أنه قد يغذي الانتقادات بأن ترشيح هاريس، إذا حدث، كان تتويجا وليس نتيجة لعملية توافقية شاملة داخل الحزب.
وبدلا من ذلك، يرى أوباما، أن دوره في المساعدة على "توحيد الحزب بسرعة بمجرد أن يكون لدينا مرشح"، وفق ما نقلته "نيويورك تايمز" عن شخص مطلع.
لكن هناك اعتبارات شخصية أخرى تزيد من حذر أوباما، إذ ذكرت الصحيفة، أن بايدن رجل شديد الفخر، ولم يغفر أبدا تماما لأوباما دعمه الهادئ لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في حملة عام 2016، ولا يزال بايدن يعتقد أنه كان بإمكانه هزيمة الرئيس السابق دونالد ترامب في ذلك العام لو أتيحت له الفرصة.
كما لم يكن بايدن مسرورا عندما أخبره أوباما أنه يجب عليه التفكير في عدم الترشح في عام 2020 أيضا، كما قال أشخاص في دائرة الرئيس الحالي.
بيلوسي وقيادات الحزب
في منشور أعرب فيه عن أن بايدن "حقق إنجازات تاريخية واستعاد قيادة الولايات المتحدة في العالم"، لم يعبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن دعمه لكامالا هاريس لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي.
وكانت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة، أيضًا من بين الذين لم يعبروا عن دعمهم لهاريس.
كما لم تقدم الشخصيات المؤثرة مثل حاكم ميشيغان غريتشن ويتمر، وزعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب هاكيم جيفريس أي دعم لهاريس أيضا، ما يظهر أن نائبة الرئيس لا تحظى بالدعم المطلوب لخوض غمار المنافسة ضد دونالد ترامب.
وفيما يتعلق بتفسير الانقسام الحالي في الحزب الديمقراطي، ذكرت مجلة بوليتيكو الأمريكية، "في حين أن بعض المسؤولين الديمقراطيين اعتقدوا أن نقل هاريس إلى قمة القائمة سيكون الحل الأسهل، إلا أن البعض قلقًا أيضًا من أن القيام بذلك دون فتح العملية أمام المرشحين الآخرين قد يبدو وكأن رؤساء الحزب يتوجون هاريس، ما قد يأتي بنتائج عكسية بين القواعد".
لذلك، لم يقدم العديد من الديمقراطيين البارزين تأييدهم على الفور لهاريس. واقترح البعض أن تكون هناك عملية مفتوحة لتحديد المرشح الجديد للحزب، وفق بوليتيكو.
وخلف الأبواب المغلقة، يواصل بعض الديمقراطيين التعبير عن مخاوفهم بشأن قدرة هاريس على هزيمة ترامب، وكانوا يتبادلون المكالمات والرسائل النصية حول من قد يقفز إلى السباق، وفق المجلة الأمريكية.
aXA6IDMuMTQ3LjM2LjEwNiA=
جزيرة ام اند امز