"المصافحة الدموية".. قصة رئيس أمريكي "محبوب" قُتل "مرتين"
"رئيس قُتل مرتين" كلمات تنطبق على الرئيس الأمريكي الراحل وليام ماكينلي الذي تعرّض للاغتيال في 6 سبتمبر/أيلول 1901 في نيويورك، وفارق على أثره الحياة في 14 من الشهر نفسه.
لماذا هذا الوصف؟ ببساطة ماكينلي الذي يعد ثالث رئيس أمريكي يتعرض للاغتيال في التاريخ، قُتل على يد خيبة الأمل والرصاص في لحظة زمنية واحدة في أثناء حضوره معرض بافالو، إذ كان يظن بأنه محبوب من الجميع حتى باغتته رصاصة مفاجئة.
وكان معرض بافالو في ذلك الوقت، يضم كل شيء بدءًا من فيل يبلغ وزنه 9 أطنان إلى برج كهربائي يبلغ ارتفاعه 389 قدمًا، لكن زيارة ماكينلي التي استمرت يومين، ولدت إثارة أكبر من هذه المعروضات.
كان الرئيس البالغ من العمر 58 عامًا قاد الولايات المتحدة نحو النصر في الحرب الإسبانية الأمريكية (١٨٩٨)، ودخل فترة ولايته الثانية كواحد من أكثر الرؤساء شعبية منذ عقود.
وفي الخامس من سبتمبر/أيلول، أي ليلة اغتياله، حضر حشد قياسي بلغ 116 ألف شخص إلى المعرض العالمي، لمشاهدة خطاب ماكينلي.
وفي ذلك المساء نفسه، قدم المعرض عرضًا وطنيًا للألعاب النارية، بلغ ذروته بانفجار الألعاب النارية التي كٌتب عليها: "مرحبًا بالرئيس ماكينلي، زعيم أمتنا وإمبراطوريتنا".
شهد اليوم التالي الظهور الأخير لماكينلي في المعرض، عندما حضر لقاءً عامًا في مسرح يسمى معبد الموسيقى، إذ كان الرجل الذي يتسم بالود لا يفوت فرصة لقاء ناخبيه.
لكن هذا الحدث بالذات كان يثير قلق موظفيه، إذ كان بعضهم يخشى أن يغتنم قاتل هذه الفرصة لشن هجوم. بل إن السكرتير الشخصي للرئيس، جورج كورتيلو، حاول إلغاء الحفل أكثر من مرة، لكن ماكينلي أصر على الحضور.
وبينما كانت المقطوعات الموسيقية تملأ الأجواء، دخل الزوار ببطء إلى الداخل، وكان العديد منهم متلهفا للحصول على فرصة لقاء الرئيس ومصافحته.
بالقرب من مقدمة الصف، وقف ليون كولغوش البالغ من العمر 28 عاماً، وهو عامل صلب سابق مكتئب وينتمي للفوضويين، يحمل سلاحا ملفوفا في منديل أبيض.
وقال كولغوش في وقت لاحق: "لم يكن هناك مفر بالنسبة لي"، موضحا "بدا أن كل هؤلاء الناس ينحنون للحاكم العظيم. لكني قررت أن أقتل هذا الحاكم".
ولم يكترث القاتل بالتفاصيل الأمنية المحيطة بالرئيس عندما انطلق نحوه حوالي الساعة 4:07 مساءً. وعندما ابتسم ماكينلي ومد يده ليصافحه، رفع كولغوش مسدسه وأطلق رصاصتين من مسافة قريبة.
ووصفت نيويورك تايمز الموقف قائلة "وقف الرئيس ساكنًا، وعلى وجهه نظرة تردد، تكاد تكون حيرة. ثم تراجع خطوة بينما بدأ الشحوب يتسلل إلى ملامحه. فيما بدا أن الجمع لم يكن يدرك أن شيئًا خطيرًا قد حدث".
ولم ينكسر الصمت الذي عمّ القاعة، إلا عندما قام جيمس باركر، وهو رجل أمريكي من أصل أفريقي كان ينتظر في الطابور، بلكم كولغوش ومنعه من إطلاق رصاصة ثالثة.
في هذه الأثناء، كانت الدماء تندفع من بطن الرئيس، إلا أن كل ما كان يهمه هو زوجته، إذ قال لأحد موظفيه "زوجتي.. كن حذرا عندما تخبرها بما حدث".
مات الرئيس الذي كان يظن نفسه محبوبا من الجميع، وكان بالفعل يحظى بشعبية كبيرة، في حدث فني رفض كل محاولات فريقه لإلغائه، ولم يستجب لكل التحذيرات من حضوره.
aXA6IDMuMTI5LjY3LjI0OCA= جزيرة ام اند امز