بعد 40 عاما.. مشارك باقتحام سفارة أمريكا بطهران: الخميني استغلنا
أحد قادة الطلبة المشاركين في الهجوم على السفارة الأمريكية عام 1979 يؤكد أن الخميني استغل اندفاع الطلاب والحادث لتعزيز قبضته على السلطة
أكد أحد المشاركين في الهجوم على السفارة الأمريكية عام 1979 أن المرشد الإيراني آية الله الخميني استغل الطلاب المشاركين وغضبهم، لتعزيز قبضته على السلطة وتهميش الفرق الأخرى.
- رجوي للدول الغربية: أغلقوا سفارات إيران لحمايتكم من الإرهاب
- تقرير ألماني.. سفارات إيران بأوروبا خلايا استخباراتية تتعقب المعارضين
وأبدى إبراهيم أصغر زاده أحد قادة الطلبة المشاركين في الهجوم، في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس، ندمه الشديد على دوره وأزمة الرهائن التي استمرت 444 يوما.
وأقر زاده أن تداعيات الأزمة لا تزال تتردد مع استمرار التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، بسبب انهيار الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية.
وحذر أصغر زاده الآخرين من السير على خطاه، مشككا في روايات أنصار الحرس الثوري الإيراني بأنهم من أصدروا الأوامر بالهجوم، وأصر على أن الطلاب هم من تحملوا اللوم في خروج الأزمة عن نطاق السيطرة.
وقال أصغر زادة مبديا ندمه الشديد "أتحمل كل الآثام على عاتقي".
وأوضح أصغر زاده أن فرار الشاه، الذي مات بسبب السرطان، من إيران في فبراير 1979، مهد الطريق لهذه الأحداث، لكن إيران واجهت على مدى عدة أشهر اضطرابات واسعة النطاق، تراوحت بين الهجمات الانفصالية وثورات العمال والصراعات الداخلية على السلطة. ورفضت الشرطة العمل، مما سمح بانتشار الفوضى مثل قيام الطلاب الماركسيين بالاستيلاء على السفارة الأمريكية لفترة وجيزة.
كيف آلت الأمور إلى ما وصلت إليه؟
وأضاف "نتيجة فراغ السلطة سمح الرئيس جيمي كارتر للشاه بالحصول على العلاج الطبي في نيويورك، وأدى ذلك إلى اشتعال فتيل الغضب والاستيلاء على السفارة في 4 نوفمبر 1979، على الرغم من رفض الطلاب في البداية الاستيلاء على السفارة".
وذكر أن أحد قادة الطلاب المتشددين، يدعى محمود أحمدي نجاد، الذي أصبح فيما بعد رئيسا لإيران عام 2005، قال إنه يتعين عليهم الاستيلاء على مجمع السفارة السوفيتية في طهران، لأن اليساريين تسببوا في فوضى سياسية، لكن الطلاب استقروا في السفارة الأمريكية، رغبة في زيادة الضغوط على كارتر لإعادة الشاه إلى إيران.
وأضاف أصغر زاده "كان المجتمع متأهبا لذلك، حدث كل شيء بسرعة كبيرة، قطعنا السلاسل الموضوعة على بوابة السفارة، البعض منا تسلق الجدران واحتللنا مبنى السفارة بسرعة كبيرة".
ومثل الطلاب السابقين الآخرين، قال أصغر زاده إن الخطة كانت ببساطة تتمثل في تنظيم اعتصام داخل المجمع، لكن الوضع سرعان ما خرج عن سيطرتهم، عندما دعم الخميني العملية واستغل هذا الغضب الشعبي لتوسيع سلطته.
وتابع: "نحن الطلاب نتحمل المسؤولية عن الساعات الـ48 الأولى من الاستيلاء، وفي وقت لاحق خرج الأمر من أيدينا عقب قيام المرشد الأعلى والمؤسسة الدينية بدعمه".
وأضاف "كانت خطتنا واحدة من الطلاب غير المحترفين والمؤقتين".
مع مرور الأشهر، ازدادت الأوضاع سوءا، قال أصغر زاده إنه اعتقد أن الأمر سينتهي بمجرد أن يغادر الشاه أمريكا أو بعدها بوفاته في مصر في يوليو 1980. لكن ذلك لم يحدث.
ولا يزال الاستيلاء على السفارات أو مهاجمتها بمثابة تكتيك نظام ولاية الفقيه حتى يومنا هذا، فقد اقتحمت مجموعة من الغوغاء السفارة البريطانية في طهران في عام 2011، بينما هاجم آخرون القنصليتين السعوديتين عام 2016، مما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض.
وستحتفل إيران بالذكرى الأربعين للاستيلاء على السفارة الأمريكية يوم الإثنين، من خلال تنظيم تجمع حاشد أمام مجمع السفارة في طهران، حيث يقع.
وشدد زاده على أهمية تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، وهي مهمة صعبة بسبب حملة الرئيس دونالد ترامب ضد طهران.
وتابع "من الصعب للغاية تحديد توقيت عودة العلاقات بين طهران وواشنطن.. أنا لا أرى أي إمكانية لذلك".