كورونا يفرض زواج "النظرة الواحدة".. لا وقت للتعارف
الزوجان اللذان خسر كلاهما نصفه الآخر في عام 2019، التقيا في أواخر فبراير في كنيسة السلام اللوثرية في ألكسندريا قرب واشنطن.
دفع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) سبعينيين أمريكيين إلى تسريع الخطى لإتمام زواجهما، الخميس، بعدما خرجا سوياً لمرة واحدة.
تقول ليندا ديلك (72 عاماً) وهي تمسك بيد زوجها أرديل هوفسكيلاند (78 عاماً) "في الظروف العادية، لكنا ما زلنا في مرحلة المواعدة".
التقى الزوجان اللذان خسر كلاهما نصفه الآخر في عام 2019، في أواخر فبراير/شباط في كنيسة السلام اللوثرية في ألكسندريا قرب العاصمة الأمريكية واشنطن.
تروي ديلك: "لقد التقينا في الكنيسة. ألقى التحية عليّ، أعجبت به ثم تساعدنا في تنظيف المكان بعد ذلك"، فيما يقول هوفسكيلاند وهو مهندس نقل حضري سابق إنَّه في الأسبوع التالي وخلال مناسبة كنسية أخرى "كنا نجلس إلى الطاولة نفسها، وقد حظينا بفرصة للتحدث أكثر".
ويضيف: "اتفقنا على موعد لتناول الغداء، وخرجنا لتناول الغداء مرة واحدة، إنه الموعد الوحيد الذي توافر لنا".
وبعد ذلك بيومين، دعت السلطات المحلية السكان إلى البقاء في منازلهم لمكافحة تفشي فيروس كورونا القاتل.
ونظرا إلى سنّيهما، لم يكن طائرا الحب سيخالفان القواعد، وقال هوفسكيلاند: "أدرك كلانا أننا في حاجة إلى شريك"، وما كان من ديلك إلا أن انتقلت للعيش مع شريكها الجديد بلا تردد.
وتوضح ديلك وهي مسؤولة سابقة عن تقييم البرامج الأكاديمية في جامعة جالوديت: "بدا الأمر طبيعياً جداً".
ويعتبر هوفسكيلاند أنها كانت خطوة محفوفة بالأخطار لكن "لا أحد منا أراد أن يكون وحيداً، شعرنا بأن هناك تواصلاً في ما بيننا على الكثير من المستويات".
أثناء وجودهما في الكنيسة خلال مراسم دينية، تملك الزوجين الاندفاع العاطفي نفسه الذي شعرا به في المرة الأولى للقائهما، ويحكي هوفسكيلاند: "قلت لها: هل طلبت مني للتو أن أتزوجك؟"، قائلاً إنَّه لا يتذكر حقاً من اتخذ الخطوة الأولى.
ويتابع: "ذهبنا على الفور إلى متجر مجوهرات لشراء الخاتمين، وقد تمكنا من الحصول عليهما في اليوم الأخير قبل إغلاق المتجر".
ويوم الخميس، تبادل الزوجان الخاتمين فيما كان الأصدقاء والأقارب يشاهدون حفلة الزفاف عبر تطبيق "زووم"، حتى أن أحد الأصدقاء في أستراليا استفاق في منتصف الليل ليكون شاهداً افتراضياً على هذا الحدث.
سارة شيرشليت، الكاهنة التي زوجّت السبعينيين، تقول ممازحة فيما تضع كمامة: "في التقاليد المسيحية.. أنت تقوم بأكثر الأمور حماقة"، لتمسح دمعة عن وجهها.
وتشرح شيرشليت سبب تأثرها قائلة: "أقمت مراسم دفن زوجة أرديل في سبتمبر/أيلول".
وفي فبراير/شباط، نصحت شيرشليت أرديل بالتحدث إلى ليندا وقالت "كل القساوسة يؤدون دور وسيط للزوا. نريد أن يكون المؤمنون سعداء"، لكنها لم تتخيل أنهما سيتزوجان بهذه السرعة.