تحت جنح الظلام.. فض واعتقالات بمخيم «معتصمي غزة» في جامعة كاليفورنيا
تحت جنح الظلام بدأت الشرطة الأمريكية فض اعتصام طلابي مناصر لغزة في جامعة كاليفورنيا واعتقال بعضهم، وسط مخاوف من تطورات الأمر.
وبدأ ضباط إنفاذ القانون، في وقت مبكر من صباح يوم الخميس، في إزالة الحواجز التي تم وضعها خارج المخيم في حرم جامعة كاليفورنيا، حسب ما أظهرت لقطات من موقع الحادث أذاعتها "سي إن إن".
وأظهرت مشاهد بثتها محطة "سي إن إن" عناصر الشرطة الذين تسلحوا بوسائل مكافحة الشغب، يزيلون ألواحا خشبية فضلا عن أسلاك فيما أوقفوا محتجين عدة.
وكان الضباط الذين يرتدون سترات دورية الطرق السريعة في كاليفورنيا وينحدرون من وحدة العمليات الخاصة التابعة لها، ممسكين بمظلات واقية بينما بدا أنهم يشقون طريقهم إلى المخيم.
وحذرت الشرطة المحتجين من أنهم إذا بقوا في المخيم فسيكونون عرضة للاعتقال وقد يتعرضون للأذى، لكن عددًا كبيرًا من المحتجين بقي في المخيم.
وبينما كان الضباط يتحركون إلى الداخل سُمعت صيحات من داخل المخيم تقول "التزموا الصف، التزموا الصف!".
وفي الوقت نفسه يتجمع بعض المحتجين على سلالم جامعة كاليفورنيا الشهيرة في لوس أنجلوس، فيما يبدو أنه محاولة لمنع قوات إنفاذ القانون من الوصول بسهولة إلى المخيم.
وأمكن رؤية المتظاهرين يجلسون بجانب بعضهم بعضا على الدرج، ويظهر الأشخاص الجالسون في أسفل الدرج وهم يحملون مظلات مفتوحة، للحماية من محاولات فض الاعتصام بالمياه.
وفي وقت لاحق، شاهدت طواقم "سي إن إن" في موقع مخيم جامعة كاليفورنيا عشرات المتظاهرين الذين تم احتجازهم من قبل الشرطة.
ويأخذ الضباط المتظاهرين المحتجزين إلى الحافلات التي وضعتها الشرطة في موقف للسيارات على بعد ميل تقريباً من الحرم الجامعي، وفق المصدر ذاته.
تحذير الجامعة
وكانت جامعة كاليفورنيا أصدرت تنبيها للسلامة قبل الساعة الثالثة صباحًا بقليل، حيث طلبت من الطلاب تجنب ديكسون بلازا، وهي المنطقة التي توجد فيها إقامة مخيمات المتظاهرين، وفقا للتنبيه.
وجاء في التنبيه "أمرت الشرطة بإخلاء ديكسون بلازا بسبب تجمع غير قانوني"، مضيفا "لا تدخلوا إلى منطقة ديكسون بلازا واتبعوا توجيهات أفراد السلامة العامة".
ومضى التنبيه قائلا "لقد أعلنت جامعة كاليفورنيا أن المخيم وجميع الخيام والهياكل غير المصرح بها في ديكسون بلازا غير قانونية.. تطلب الجامعة من الجميع مغادرة المخيم والمناطق المجاورة، وكذلك جميع الهياكل والخيام غير المصرح بها على الفور".
وقالت الجامعة إن أولئك الذين لا يستجيبون لنداء إخلاء الموقع "سيكونون مخالفين للقانون" و"قد يواجهون عقوبات".
صمت بايدن
وحتى الآن، يلتزم الرئيس الأمريكي جو بايدن الصمت بشكل شبه كامل إزاء التعبئة الطلابية في العديد من الجامعات ضد الحرب في غزة، متجنبا الحديث عن هذا الموضوع الذي من شأنه أن يقوض حملته الانتخابية.
ولم يتحدث الديمقراطي البالغ 81 عاما الذي سيواجه الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني، علنا إلا مرة واحدة وباقتضاب عن هذه المظاهرات.
وقال جو بايدن في 22 أبريل/نيسان ردا على سؤال طرحه أحد الصحفيين "أدين مظاهر معاداة السامية (...). وأدين أيضا أولئك الذين لا يفهمون ما يحدث للفلسطينيين".
ومنذ ذلك الحين، التزم بايدن الصمت وسط صدامات بين الطلاب والشرطة التي أوقفت المئات في الجامعات في أنحاء البلاد، وهو ما لاحظه دونالد ترامب.
وقال رجل الأعمال البالغ 77 عاما خلال تجمع الأربعاء "هناك بلبلة كبيرة في بلادنا، وهو لا يقول شيئا".
ودعا الجمهوري رؤساء الجامعات إلى "استرداد الحرم الجامعي"، ووصف المتظاهرين في جامعة كولومبيا في نيويورك بأنهم "مجانين مسعورون ومتعاطفون مع حماس".
"نسبة صغيرة"
من جهتها، أدانت المتحدثة باسم البيت الأبيض الأربعاء "النسبة الصغيرة من الطلاب الذين يسببون الفوضى" بعد ليلة من الاشتباكات والاعتقالات في بعض الجامعات.
وتابعت كارين جان بيار "للطلاب الحق في الذهاب إلى الفصل والشعور بالأمان"، مضيفة "يجب علينا إدانة معاداة السامية".
لكنها أقرّت أن الحرب في غزة "لحظة مؤلمة"، مؤكدة أن جو بايدن يدعم الحق في الاحتجاج السلمي.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjMyIA== جزيرة ام اند امز