جُزر الزمن المتجمد.. روسيا وأمريكا بين «الأمس» و«الغد»
![علما أمريكا وروسيا](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/07/109-114841-usa-russia-islands-yesterday-tomorrow_700x400.jpg)
تشكلان نقطة وصل لافتة بين روسيا وأمريكا، لكن يفصل بينهما خط التوقيت الدولي ما يجعل الأمس في إحداهما غدا بالأخرى.
جزيرتا الدايميد الكبرى والصغرى، تقعان في منتصف مضيق بيرينغ بين روسيا وأمريكا، وعبرهما تمنح الجغرافيا دليلا على أنها قادرة على إصلاح ما تفسده السياسة.
ورغم وقوعهما في منطقة واحدة، إلا أنهما مستقلتان إذ يفصل بينهما خط التوقيت الدولي الذي يصادف أيضا الحدود الدولية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
لكن اللافت هو أن الدايميد الكبرى تسبق جارتها الصغرى بـ23 ساعة بسبب خط التوقيت الدولي الذي يمر بينهما، ولذلك يطلق على الجزيرتين «الغد» و«الأمس» على التوالي.
فرغم أن المسافة الفاصلة بينهما قصيرة للغاية ولا تتجاوز الـ3،8 كيلومتر، إلا أن الأمس في إحداهما هو الغد في الأخرى، أي أن الأمس في أمريكا هو نفسه الغد في روسيا.
للسياسة نواميسها
تشكل الجزيرتان معا حدودا غير مرئية بين عالمين، وتجسدان العلاقات الأمريكية الروسية بكل ما فيها من توترات عبر الزمن.
قطعتان من الأرض تطفوان بشكل مسطح لكن شديد الانحدار، وتبدوان منعزلتين بشكل كامل بسبب الضباب والبحر الهائج، تماما كما تفعل التوترات مع علاقات البلدين سياسيا.
ومع ذلك، لم تنقطع محاولات «التواصل» بين الجزيرتين، فخلال فصل الشتاء، تتحرك قطع من الجليد في المياه المفتوحة لتشكل جسرا جليديا يربط بينهما.
ففي مثل هذا الوقت من كل عام، يمتد الجليد مقدما جسرا يمكن للمرء أن يمشي عبره بين أمريكا وروسيا.
لكن الجسر الذي تمده الطبيعة «يسحبه» القانون، بما أن عبور مضيق بيرينغ محظور منذ عام 1948.
مسار من الصدام
لطالما حكم التوتر العلاقات الأمريكية الروسية على مر الزمن، لدرجة أن موسكو تصفها دائما بـ«الصدامية» وتحث مواطنيها على عدم السفر إلى الولايات المتحدة خوفا عليهم من خطر الملاحقة.
وساءت الأمور لدرجة أن ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، قالت في ديسمبر/ كانون أول الماضي، إن «العلاقات مع واشنطن على وشك الانهيار».
لكن مع عودة الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، شهرا بعد ذلك، عادت الأنظار مجددا إلى مستقبل العلاقات بين موسكو وواشنطن، وسط توقعات بإمكانية حدوث تغييرات من جانب واشنطن، ولكن ضمن قيود معينة.
وفي تفاعل مع التكهنات التي ازدحمت بها التحليلات السياسية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن السياسة الأمريكية تهدف دائما، بغض النظر عن الإدارات، إلى إضعاف موسكو.
وشدد لافروف، في تصريحات إعلامية سابقة، على أن أي تحسن في العلاقات يتطلب تغييرا جوهريا في السلوك الأمريكي تجاه روسيا.
ويرى مراقبون أن تصريحات لافروف تشي بأن موسكو تعتبر أن الكرة الآن في ملعب واشنطن لإظهار إرادة سياسية حقيقية، عدا ذلك، سيظل التعاون مرهونا بالشكوك.
فهل تكتب عودة ترامب فصلا جديدا مع موسكو يذيب ذلك «الجليد» الفاصل بين «الأمس» والغد»؟