5 ثغرات في «انتقام» أمريكا من هجوم «برج 22»
5 أيام حبس فيها الشرق الأوسط أنفاسه ترقبا للرد الأمريكي على هجوم مليشيات موالية لإيران على قاعدة "برج 22" على الحدود الأردنية السورية.
إذ أسفر الهجوم الذي شنته المليشيات فجر 29 يناير/كانون الثاني عن مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة قرابة ثلاثين، وهي المرة الأولى التي يسقط فيها قتلى أمريكيون منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ورغم فداحة الفعل كان الرد الأمريكي "ضجيجاً بلا طحين"، أو كما وصفه البعض "رد بالشوكة والسكين"، و"لم يشكل أي نوع من الردع"، بحسب خبراء عسكريين واستراتيجيين.
ووفق المصادر ذاتها، تضمن الرد ثغرات كثيرة جعلته لا يرقى إلى المستوى المتوقع، فضلاً عن تأخره نحو 5 أيام، ما دفع بعض المراقبين للاعتقاد بأنه "مجرد رسالة خشنة ".
وفيما يلي أبرز الثغرات التي رصدها الخبراء في جدار الرد الأمريكي على المليشيات المدعومة إيرانيا:
(1) فشل الردع
يقول الخبير العسكري اللبناني العميد خليل الحلو، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن أمريكا تحركت على أساس من رغبتها في تجنب توسيع الحرب في الشرق الأوسط
وأضاف الحلو أن "طهران بدورها لا تريد أيضاً الدخول في حرب مباشرة مع واشنطن لكنها تدرك في نفس الوقت محاولات واشنطن لتجنب المواجهة، لذلك تفعل أوراق الضغط على الولايات المتحدة بسلاح مليشياتها، وهذا يسمح لها بخيارات أوسع في مناورات السياسة، وصولا إلى إجبار واشنطن على الانسحاب من الشرق الأوسط.
واعتبر الخبير العسكري اللبناني أن الضربة لن تحقق هدف الردع، ربما تؤثر على قدرات المليشيات، وربما يمكن تسويقها داخليا باعتبارها انتقاما لمقتل الجنود الثلاثة لكنها بالتأكيد لن تحقق عنصر الردع إن كان هذا ما تبحث عنه الولايات المتحدة
ومضى قائلا "لا أتوقع أن ضربة لم تدم أكثر من نصف ساعة وبـ125 قذيفة فقط، ستجرد تلك الفصائل من قوتها، وهو أمر يعني أنه ستكون هناك ضربات أمريكية لاحقة"، معتبراً أن ضربات فجر السبت "تجعل المليشيات تفكر عدة مرات قبل استهداف القوات الأمريكية مجدداً لكنها لن تحقق الردع".
(2) توقيت الرد
وجاء الرد الأمريكي بعد 5 أيام من الهجوم الذي وقع على بعد أمتار من حدود الأردن، حيث أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" أن الجيش ضرب 85 هدفاً للمليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق لنحو 30 دقيقة.
ثم كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أن الضربات طالت 7 مواقع بواقع 3 في الأراضي العراقية و4 داخل الأراضي السورية عبر قاذفات "بي 1".
هنا يكشف الخبير العسكري اللبناني ثغرة جديدة أو مفاجئة بشأن تأخر الرد، إذ قال إن الهدف منه إعطاء فرصة لإيران وحلفائها لسحب الكوادر من الصفين الأول والثاني وربما الثالث كذلك، وإبلاغ الحكومة العراقية مسبقاً حول الضربة والأماكن المستهدفة.
وتابع "بالتالي علمت طهران من حلفائها بالعراق، وبالتالي سحبت قادتها وكوادرها، على نحو يسهم في تحقيق الهدف الرئيسي، وهو ألا تسقط شخصيات بارزة، فتكون هناك حجة للرد مجدداً ومم ثم اشتعال المواجهة بين الطرفين".
(3) غير مفاجئ
بدوره، يقول اللواء محمد عبدالواحد الخبير المصري في شؤون الأمن القومي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، "من الواضح أن الضربات الأمريكية لا تهدف إلى الردع بل يمكن اعتبارها رد فعل إجباريا، أو ما نسميه الردع المحدود، الذي يهدف إلى عدم توسيع العمليات العسكرية، وتحييد الجانب الإيراني لكي لا يكون له رد فعل تجاه أي أهداف أمريكية في المنطقة".
ويرى الخبير في شؤون الأمن القومي أن الرد الأمريكي يحاول أن يلامس حدود ردع المليشيات نفسها ضمن سقف يحدد الخط الأحمر الأمريكي.
وتابع عبدالواحد أن "إيران على سبيل المثال عندما قتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني بغارة في العراق، أكدت أنها سترد، إلا أنها في الوقت ذاته أبلغت السفارة السويسرية لديها والتي تقوم بأعمال السفارة الأمريكية بأنه ستكون هناك ضربات محدودة وستطال أماكن معينة".
وأضاف "ضربات اليوم لم تكن مفاجئة، والكل كان يعلم أن هناك ضربات أمريكية على نحو يعطي لتلك المليشيات فرصة لنقل الأهداف المؤثرة".
(4) لم تطل رأس الأفعى
من جهته، يقول الدكتور ماك شرقاوي المحلل السياسي الأمريكي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن الرد الأمريكي جاء أقل من المتوقع كما لو كان ضربة بـ"الشوكة والسكين"، بمعنى أنه وكأن الإدارة الأمريكية تقول إن عليها أن تأخذ رد فعل فقط حتى لا تكون في موقف سيئ أمام الأمريكيين.
ولفت شرقاوي إلى أن جو بايدن "يواجه انتقادات شديدة من قبل الجمهوريين من ناحية التأخر في الرد، وأيضاً عدم فعالية هذه الضربات تجاه رأس الأفعى؛ أي إيران"، حسب قوله.
وأضاف أن هناك بعضا من صقور الحزب الجمهوري يطالبون بأن تكون الضربات داخل إيران وليس لأذرعها.
(5) أقل من المتوقع
ويرى المحلل السياسي الأمريكي أن انتقادات الجمهوريين مرتبطة بالصراع الانتخابي، فهم يريدون تقزيم بايدن، لا سيما أن الرد "لم يشف غليل الأمريكيين ولم يطل إيران التي لعبت دوراً بنسبة 100% في الهجوم الذي أوقع القتلى والمصابين الأمريكيين في شمال الأردن".
ويقول شرقاوي "رغم أن تلك الانتقادات مرتبطة بالصراع الانتخابي، فإن لها وجاهتها، فقد كان الرد أقل من المتوقع"، مشيراً إلى أنه "كان يتوقع أن يكون الرد الذي أتى بعد 5 أيام يتضمن تنفيذاً للخطة التي عرضت على (الرئيس السابق دونالد) ترامب عام 2019 لاستهداف 55 هدفاً استراتيجياً داخل إيران بهدف تقويض قدراتها للوصول إلى سلاح نووي وإعادتها 10 سنوات للخلف، على نحو يجعلها غير قادرة على تحريك أذرعها في المنطقة".
aXA6IDMuMTQ0LjEwOS4xNTkg جزيرة ام اند امز